حقوق الأبناء
السيّد سعيد كاظم العذاري
منذ 11 سنةللأبناء حقوق على الوالدين ، وقد لخصّها الإمام علي بن الحسين عليهماالسلام بالقول : «وأمّا حق ولدك فإنّك تعلم أنه منك ومضاف إليك في عاجل الدنيا بخيره وشرّه ، وأنّك مسؤول عمّا ولّيته به من حسن الأدب والدلالة على ربّه عزَّ وجلَّ والمعونة له على طاعته ، فاعمل في أمره عمل من يعلم أنّه مثاب على الاحسان إليه ، معاقب على الاساءة إليه» ومن حقّ الأبناء على
الآباء الاحسان إليهم وتعليمهم وتأديبهم ، قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «رحم اللّه عبدا أعان ولده على برّه بالاحسان إليه والتألف له ، وتعليمه وتأديبه»وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «رحم اللّه من أعان ولده على برّه ... يقبل ميسوره ويتجاوز عن معسوره ، ولا يرهقه ولا يخرق به»
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أكرموا أولادكم واحسنوا آدابهم»
وتترتب على الوالدين جملة من الحقوق ينبغي مراعاتها من أجل اعداد الأبناء إعدادا فكريا وعاطفيا وسلوكيا منسجما مع المنهج الالهي في الحياة ، ولا يتحقق ذلك إلاّ باشباع حاجات الأبناء الأساسية ، كالحاجة إلى الايمان بالغيب ، والحاجة إلى الامان وتوكيد الذات والمكانة بالمحبة والتقدير ، والحاجة إلى التربية الصالحة.
ويمكن تحديد أهم حقوق الأبناء بما يلي :
١ ـ ينبغي على كلِّ من الوالدين اختيار شريك الحياة على أساس الايمان
والتدين والصلاح والسلامة من العيوب العقلية كالجنون والحمق ، لأنّ ذلك يؤثر على تنشئة الجيل وسلامته.
وينبغي الاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية للاُمّ أثناء الحمل ، لكي يخرج الأبناء إلى الدنيا وهم يتمتّعون بالصحة الجسدية والنفسية لانعكاسها عليهم أثناء الحمل.
٢ ـ يستحب تسمية الأبناء بأحسن الأسماء، ورعاية الاُمّ رعاية صالحة، وتوفير حاجاتها اللازمة للتفرّغ إلى رعاية الأبناء في مهدهم ، ويجب على الوالد اشباع حاجات الوليد من الرضاعة ، وذلك بالاعتماد على حليب الاُمّ أو اختيار المرضعة الصالحة ، واشباع حاجاته المادية والمعنوية في فترة الحضانة.
٣ ـ يجب على الوالدين تعليم الطفل معرفة اللّه تعالى ، وتعميق الايمان في قلبه وجوارحه ، وتعليمه سائر أصول الدين ليترعرع على الايمان باللّه وبرسوله وبالأئمة عليهمالسلام وبيوم القيامة ، ليكون الايمان عونا له في تهذيب نفسه في الحاضر والمستقبل.
قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أدّبوا أولادكم على ثلاث خصال : حبّ نبيكم ، وحبّ أهل بيته ، وقراءة القرآن» (١).
ويجب تربية الأطفال على طاعة الوالدين.
٤ ـ ويجب الاحسان إلى الأبناء في هذه المرحلة وتكريمهم من أجل تعميق أواصر الحبّ بينهم وبين الوالدين ، وذلك ضروري في كمالهم
اللغوي والعقلي والعاطفي والاجتماعي ، فالطفل يقلد من يحبّه ، ويتقبّل التعليمات والنصائح والأوامر ممّن يحبّه.
والمنهج الإسلامي في التعامل مع الأبناء يؤكد على التوازن بين اللين والشدة في التربية ، ويؤكد على العدالة بين الأطفال في الحبّ والتقدير وفي العطاء واشباع الحاجات لكي يترعرعوا متحابين متآزرين لا عداء بينهم ولا شحناء ولا تقاطع ولا تدابر.
ويجب على الوالدين وقاية الابناء من الانحراف الجنسي والانحراف السلوكي ، وتنمية عواطفهم اتجاه الأعمال الصالحة ، وتوجيهها توجيها سليما يقوم على أساس المنهج الاسلامي في التربية والسلوك.
ويجب الاهتمام بالطفل اليتيم ورعايته رعاية حسنة لكي يكون رجلاً صالحا في المستقبل.
التعلیقات