المرأة وتقدمها في العصر الحاضر
السيّدة مريم نور الدّين فضل الله
منذ 11 سنةجاء العصر الحاضر ومن حوالي قرن أو أكثر ، أخذت أبواق الدسّاسين والمستهترين والاستعماريين والالحاديين تدق داعية المجتمعات الشرقية وخاصة العربية على المطالبة بحقوق المرأة وبدورها في المجتمعات للفوائد المزعومة
.وكان لتلك الأبواق الأثر الفعّال على الواجهة الاجتماعية ، فتبدلت الحياة وانقلبت الامور رأساً على عقب. وإذا بالمرأة التي كانت تدير مملكتها الخاصة بها أو دائرتها ، تظهر اليوم الى المجتمع تناهض الرجل ، وتسلب منه الأعمال والأشغال.
ونتج من جرَّاء ذلك أن توزَّعت الاعمال ، فإذا بالرجل الذي كان يدير الشؤون التي تخصه لم يجد عملاً يشغل به فراغه ، لأن الجنس اللطيف قد استلب منه شؤون عمله الخاصة به وزاحمه عليها.
وهكذا اختلط الحابل بالنابل ، وشاعت الفوضى ، ولم يعد للمرأة العمل بشؤونها الخاصة ولا للرجل العمل بشؤونه الخاصة.
وكان للمرأة التقدم على الرجل في ميادين ليس لها أي صلة بها. فتبدلت الامور وتغيَّرت المقاييس الاخلاقية.
لكن لكل فعل رد ، فقد أحدثت سيطرة المرأة على الكثير من المقدرات رد فعل قوي جدّاً ، في جميع الأوساط العالمية.
وكان من جرّاء ذلك أن تنبه الكثير من المفكرين بهذا الخطر المحدق ، من زجِّ المرأة في بعض نواحي الحياة الاجتماعية. وراحوا ينذرون بني قومهم من سوء العاقبة التي سترافق المرأة من تركها بيتها والتحاقها في معترك حياة ليس للمرأة بها أي فائدة سوى ما ينجم عنها من مضار تورث الندم والخسران.
لا اغالي عندما أقول لبنات جنسي من أن المرأة من حيث تركيبها الجسماني لا تقوى على كأداء العيش ووعثاء الأعمال ومشاق الأشغال.
لذلك نراها تتجه دائماً نحو الاعمال التي تتمكن من القيام بها مثل دوائر الصحة والتمريض والتربية والتعليم وأمثالها من الخدمات الانسانية كما قالت تلك الفتاة اليابانية :
أنا إن لم احسن الرمي ولم
تستطع كفاي تقليب الظي
أخدم الجرحى وأقضي حقهم
وأُواسي في الوغى من نكبا
هذه هي الحقيقة ومن يقول غير ذلك فهو مكابر ، مضافاً إلى أن المرأة بخروجها الى معترك الحياة الشاقة يترتب عليها مضار لا يمكن لأحد انكارها.
أولاً : تكون قد تركت اولادها عرضة للضياع والمتاهات الاخلاقية.
ثانياً : تكون قد اهملت شؤون بيتها وإدارة مملكتها وجلبت الى نفسها متاعب هي في غنى عنها.
ثالثاً : زاحمت الرجل في أعماله ، وعند ذلك لا يجد سبيلاً من الركون إلى البطالة ، فتعم الفوضى التي نشاهدها في كثير من البلدان ، ونسمعها من كثيرٍ من الاذاعات.
وأعود فأناشد المرأة المعاصرة وأقول : هل عملها في مشاركة الرجل بالاعمال التي لا تتلائم مع طبيعتها مصلحة لها أو لوطنها أو لأولادها ؟
وأقول لها : هل ان الرجل ندبها أو دعاها لمشاركته في الأشغال اليدوية الشاقة ؟
أو دعاها إلى مساعدته في الأعمال الحربية مثلاً ؟ لأنه عاجز عن القيام بالعمل الذي يخصه ورأى المرأة أقوى منه فاستجار بها ؟
كلا ... إنها أبواق الدسّاسين ، وسموم المستعمرين ...
فيا اختي المسلمة المعاصرة اناشدك بالضمير والوجدان أن تتفهمي الواقع وتسيري في هذه الحياة على الوجه الصحيح ، ولا تقومي بشيءٍ من الأعمال إلا ما يوافق طبيعتك وفطرتك.
... مع الاحتفاظ بشرفك ودينك وكرامتك
التعلیقات