اسباب الكذب عند الاطفال وآثاره
موقع سبطين
منذ 10 سنواتإنّ الطفل في المرحلة الاولى من عمره قد يمارس الكذب بأن يختلق قصصاً لا وجود لها، مثل ان يتحدث لأقرانه
عن شراء امه لفستان جميل او شراء ابيه لسيارة فارهة، او يتحدث لأمه عن الحيوان الجميل الذي رافقه في الطريق .. كما أنّ هناك نوعاً آخر من الكذب وهو إخفاء الحقيقة عن الآخرين ، مثل ادعاء الطفل ان صديقه قد كسر الزجاجة او نكرانه لضرب اخته.
وكل هذه الانواع من الكذب ليس من الطبيعي وجودها عند الاطفال ، لان الصدق غريزة تولد معه ولا يندفع الى الكذب الا لوجود عارض يئد غريزة الصدق عنده ويمكن ايجاز اسباب الكذب عند الاطفال بما يأتي:
1 ـ جلب الانتباه :
حين تسمع الام طفلها في المرحلة الاولى من عمره يتحدث لها عن أمور لا واقع لها، فإنّ سببه يرجع الى حرصه في ان يحتل موقعاً خاصاً عند والديه اللذين لا يصغيان اليه حين يتحدث اليهما كالكبار... فهو لا يفهم أن حديثه تافه لا معنى له.. وكذلك حين يتحدث للآخرين عن قضايا لا وجود لها فهو بهذه الطريقة ايضا يحاول ان يجد عندهم مكاناً لشخصيته بعد ان تجاهله الابوين في الاسرة.
2 ـ تعرضه للعقوبة :
حين تسأل الأم طفلها الصغير عن حاجة قد تهشمت او أذى أصاب أخاه او علة اتساخ ملابسه .. فلا يقول الحقيقة ويدّعي ببرائته من هذه الافعال، في حين ان نفسه تنزع لقول الصدق ولكن خوفه من تعرضه للعقوبة تجعله ينكر الحقيقة، وهكذا كلما يزيد الوالدين في حدّتهما وصرامتهما كلّما ازداد الكذب تجذراً في نفسه.
3 ـ واقع الوالدين :
ان الطفل في سنواته الاولى يتخذ من والديه مثلا اعلى له في السلوك ، وحين يسمع امه تنكر لأبيه خروجها من المنزل في وقت اصطحبته معها لزيارة الجيران ، او يجد اباه يحترم رئيس عمله ويقدره إذا رآه ، ثم يلعنه ويسبّه بعد غيابه...إن أمثال هذه السلوكيات وغيرها تجعل الطفل يستخدم نفس الاسلوب الذي وجد أبويه عليه.
ماهي آثار الكذب :
إنّ وقاية الطفل من مرض الكذب أمر ضروري لان الكذب يختلف عن غيره من الامراض التي تصيب النفس لانه يفقد صاحبه المناعة من كل الامراض وممارسة كافة الاعمال القبيحة ، تماماً مثل مرض فقدان المناعة (الايدز) الذي يكون صاحبه معرضاً للإصابة بجميع الامراض الجسدية .. جاء في النصوص الشريفة : قال الإمام العسكري (ع) : (جعلت الخبائث في بيت وجعل مفتاحه الكذب).
وينبغي عدم التساهل في نوعية الكذب البسيط منه والكبير ، ولأن آثاره على النفس وفقدان مناعتها واحدة، فالطفل حين يتحدث عن الفستان الجميل الذي اشترته أمه ولا دافع لهذا الامر في البيت ، ولم يحرك هذا النوع من الكذب والديه لإصلاح اسلوب تعاملهما معه حتى يجنبوه من الكذب ، فإنهم بذلك يمارسون جريمة لاتغتفر بحق الابناء .. أليست جريمة أن يقدم الوالد فيروس مرض فقدان المناعة (الايدز) لطفله ، والكذب أخطر على الانسان من الايدز ؟
قال الإمام علي بن الحسين (ع) : (اتقوا الكذب الصغير منه والكبير في كل جد وهزل ، فان الرجل اذا كذب في الصغير اجترأ على الكبير ) .
التعلیقات