التربية الحسينية للاطفال
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 5 سنواتهناك مسؤولية خطيرة وهامة في عنق كل من الوالدين في مجال تربية أبنائهم بشكل جيد؛ لأن من حق كل طفل أن يتربى تربية دينية، وكما أكد القرآن الكريم على رب الأسرة أن يهتم ويدافع عن أهله بشكل يبعدهم عن النار: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ﴾، (1) فالتربية الدينية الحسينية هي أساس سعادة الإنسان، وهي الخط الفاصل بينه وبين كل عمل لا يرتضيه الخالق عزّ وجل.
فكما تعرفون أن واقعة عاشوراء تمثّل منعطفاً تربوياً ولها آثار مُلهمة تساعد الإنسان في تربية نفسه، وخرَّجت هذه الواقعة أجيالاً كلهم متمسكين بما خلّفه لنا النبي الأكرم صلى الله عليه وآله والثقلين. نعم، القرآن الكريم وأهل البيت عليهم السلام.
فواقعة عاشوراء ليست حدثاً وقع في زمن ما وانتهى، بل تُلهم البشرَ، الإنسانية بكل تفاصيلها وتجددها له، فاليوم نريد أن نبحث كيف نربط أطفالنا بواقعة عاشوراء وكيف يستلهموا منها دروساً وعبراً حتى تكون لهم مشعلاً وقّاداً يقتدوا بها في حياتهم.
تعال وانظر كيف تصرف الإمام الحسين عليه السلام مع الأطفال:
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: كنت عند الحسين بن علي عليه السلام إذ دخل علي بن الحسين الأصغر، فدعاه الحسين عليه السلام وضمه إليه ضمّاً، وقبّل ما بين عينيه، ثم قال: «بأبي أنت ما أطيب ريحك؟ وأحسن خلقك؟» (2) نعم، انظر مدى تأثير تصرف الإمام عليه السلام مع ابنه بحيث أعطى له الشخصية بكل حنان واحترام، فهنا يعلّم الإمام عليه السلام الأباء بأن عليهم أن يحسنوا التعامل مع أطفالهم أمام الأخرين، حتى تتكّون شخصية الطفل بشكل صحيح.
رواية القصص كوسيلة ملهمة:
كما هو المعروف بأن الأطفال كثيراَ ما يتأثرون برواية القصص ويستطيع الأبوين أن يستفادا من هذا الأمر لتربية الأولاد؛ لأن الأطفال لهم شغف لاستماع القصص، ويتأثرون إلى حد كبير ويتفاعلون معها، وللقصص تأثير أكبر من النصحية المباشرة؛ لأن القصة تمنحه الفرصة بأن يفكر، ويستلهم منها العبر والدروس، وبناء عليه ينبغي لنا أن نروي لهم حياة الإمام الحسين عليه السلام من ولادته إلى الشهادة ليتخلقوا بفضائل أخلاقه، ويتعلموا من سيرته حياة طيبة.
القدوة المميزة للأطفال:
يشتهر الأطفال والمراهقون بتقليدهم للآخرين خاصة الوالدين، ويتعلمون العديد من السلوكيات من خلال هذا التقليد، فيقلدون الممارسات الجيدة كالعبادة والصلاة، فإذا كان الوالدين هم من الملتزمين بالتربية الحسينية سوف ينعكس هذا الأمر على أبنائهم أيضاً.
اصطحاب الأطفال إلى مجالس الإمام الحسين عليه السلام:
بما أن الطفل الذي يحضر المجالس الحسينية سوف يتأدب بأدب أهل البيت عليهم السلام ويتعلم علومهم منذ نعومة أظفاره، فعلينا اصطحابهم إلى المجالس كما أنه سوف يتعلم الحب والوفاء؛ لأن لديه أسوة حسنة، وهذه الأسوة هم الأطفال الذين حضروا واقعة الطف، وكان لهم دور كبير في بناء التاريخ في تلك الواقعة.
ومجرد المشاركة في هذه المجالس تجعل القلب في حالة حضور وخشوع وفي الرواية المأثورة عن الإمام الرضا عليه السلام: «ومن جلس مجلساً يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب». (3)
ــــ
1ـ سورة التحريم: الآية 6.
2ـ بحار الأنوار: ج 46، ص 19.
3ـ بحار الأنوار: ج 1، ص 200.
التعلیقات