آداب الزوجین (١)
موقع راسخون
منذ 10 سنواتإن أداء الحق الزوجی, وحده, غیر کافٍ للوصول إلى أرقى مستویات العلاقة الوطیدة بین الطرفین,
طالما لم یتحلّ کل منهما بالآداب الإسلامیة البیتیة. والعلة فی ذلک أن القیام بالآداب یقوم بدوراً مهم فی تنمیة عوامل المودة والاستمرار, ویثمر فی شتّى مجالات الحیاة الزوجیة لیبلغ بها أجمل صورة ممکن أن تکون علیها، وقد أعدّ اللَّه تعالى على تلک الآداب ثواباً جزیلاً وحثّ على الالتزام بها, ونتعرف أولاً على آداب الزوجة مع زوجها. عن الإمام زین العابدین علیه السلام: "إن أرضاکم عند اللَّه أسبغکم على عیاله".
عن الإمام الکاظم علیه السلام: "جهاد المرأة حسن التبعّل".
آداب تعامل الزوجة مع الزوج
یجمل الزوجة أن تتحلى بالأمور الاتیة:
أولاً: خدمة زوجها
جاء عن النبی صلى الله علیه وآله:
"ایما امرأة رفعت من بیت زوجها شیئاً من موضع إلى موضع ترید به صلاحاً إلا نظر اللَّه إلیها ومن نظر اللَّه إلیه. لم یعذّبه"(1).
وعن الباقر علیه السلام: "ایما امرأة خدمت زوجها سبعة أیام أغلق اللَّه عنها سبعة أبواب النار وفتح لها ثمانیة أبواب الجنة تدخل من أیّها شاءت"(2).
وعن الکاظم علیه السلام:
"جهاد المرأة حسن التبعّل"(3).
وفی الحدیث:
"ما من امرأة تسقی زوجها شربة من ماء إلا کان خیراً لها من عبادة سنة صیام نهارها وقیام لیلها"(4).
ثانیاً: الصبر على أذیته
عن رسول اللَّه صلى الله علیه وآله:
"من صبرت على سوء خلق زوجها أعطاها مثل ثواب آسیا بنت مزاحم"(5).
وعن الباقر علیه السلام:
"إن اللَّه عزّ وجلّ کتب على الرجال الجهاد وعلى النساء الجهاد، فجهاد الرجل أن یبذل ماله ودمه حتى یقتل فی سبیل اللَّه وجهاد المرأة أن تصبر على ما ترى من أذى زوجها وغیرته"(6).
ثالثاً: اظهار المودة له فی أقوالها وأفعالها
ویترک هذا الأمر أثراً کبیراً فی دوام السعادة والراحة فی بیت الزوجیة, حیث ینعکس بشکل إیجابی على حیاة الزوج فی داخل الأسرة وخارجها, ویصل إلى مکان عمله فیقوم بوظیفته مع راحة نفسیة وأجواء هادئة ملؤها الاطمئنان والسکینة. وقد وعد اللَّه تعالى الزوجة الصالحة التی تحسن المعاملة مع زوجها وتراعی الأسباب التی تدعو إلى راحته وتخفیف الهموم عنه بشیء یفوق تصورها, وهو أن بشّرها بالجنة.
فی الحدیث عن الصادق علیه السلام أنه قال:
"جاء رجل إلى رسول اللَّه صلى الله علیه وآله فقال: إن لی زوجة إذا دخلت تلقتنی، وإذا خرجت شیّعتنی وإذا رأتنی مهموماً قالت: ما یهمّک؟ إن کنت تهتم لرزقک فقد تکفل به غیرک، وإن کنت تهتم بأمر آخرتک فزادک اللَّه هماً فقال رسول اللَّه صلى الله علیه وآله: بشّرها بالجنة وقل لها: إنک عاملة من عمّال اللَّه ولک فی کل یوم أجر سبعین شهیداً"(7).
رابعاً: معاونته فی الدین والعبادة
فی الحدیث عن النبی الأکرم صلى الله علیه وآله:
"ایما امرأة أعانت زوجها على الحج والجهاد أو طلب العلم أعطاها اللَّه من الثواب ما یعطی امرأة أیوب علیه السلام"(8).
خامساً: التجمّل له وإظهار الهیئة الحسنة لها فی عینه,
والابتعاد عما ینفّره ولا یوافق ذوقه مع معرفتها لما یرغب فیه وما یرغب عنه.
وفی ما ورد:
"... لا غنى بالزوجة فیما بینها وبین زوجها الموافق لها عن ثلاث خصال وهنّ: صیانة نفسها عن کل دنس حتى یطمئن قلبه بها فی حال المحبوب والمکروه، وحیاطته(9) لیکون ذلک عاطفاً علیها عند زلّة تکون منها، واظهار العشق له بالخلابة(10). والهیئة الحسنة لها فی عینه"(11).
التعلیقات