ترك الرّهبانيّة
الشيخ محمّد جواد المروّجي الطبسي
منذ 11 سنةتعاهد بعض المسلمين في زمن الرسول صلىاللهعليهوآله مع بعض بأن يجتهدوا في العبادة ليلا ونهاراً ، ويتركوا الدنيا وزينتها ، فمنهم من ترك الأهل والأولاد وأقبل يصوم نهاره ويصلي ليله كعثمان بن مظعون ، ومنهم من ترك اللحم ، ومنهم من فعل غير ذلك. فشكت زوجة أحدهم النبي صلىاللهعليهوآله حالته وتجنبه عن النساء وإليك نص الشكوى وموقف النبي : روى عن الصادق عليهالسلام أنه : دخلت امرأة عثمان على عائشة وكانت امرأة جميلة ، فقالت عائشة : مالي أراك متعطلة ؟
فقالت : ولمن أتزيّن ؟ فوالله ما قربني زوجي منذ كذا وكذا ، فإنهّ قد ترهّب ولبس المسوح وزهد في الدنيا ، فلما دخل رسول الله صلىاللهعليهوآله أخبرته عائشة بذلك ، فخرج فنادى الصلاة جامعة ، فاجتمع الناس ، فصعد المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : ما بال أقوام يحرّمون على أنفسهم الطيبات ، ألا إنّي أنام بالليل وأنكح ، وأفطر بالنهار ، فمن رغب عن سنتي فليس مني ...
وعن عروة قال : دخلت خولة إبنة حكيم امرأة عثمان بن مظعون على عائشة وهي بادية الهيئة ، فسألها ما شأنك ؟
فقالت : زوجي يقوم الليل ويصوم النهار ، فدخل النبي صلىاللهعليهوآله على عائشة فذكرت ذلك له.
فلقى النبي عثمان فقال : يا عثمان إنّ الرّهبانيّة لم تكتب علينا ، أفمالك فيّ أسوة حسنة ، فوالله إنّ أخشاكم وأحفظكم لحدوده لأنا.
ويفهم من هذا الموقف تجاه هذه الفكرة ، أنه لا يجوز للزوج أن يبتعد عن الزوجة بحجة الإلتزام بالشريعة الإسلامية ، فالزّوج مسئول عن الحفاظ على الحياة الزوجية والإلتزام بذلك من وظائفه. فلهذا أكد النبي في المسجد ، أو حينما التقى بعثمان ، أنه أحفظهم لحدود الشريعة وأخشاهم. إذاً فكل ما فعله عثمان هو ترك للسنة النبوية لا الإلتزام بذلك.
فلاشك ان هذه الفكرة تهيأ الأجواء لانحراف الزوجة ، وانجذابها إلى شباك الشياطين ، إذا بقي الزّوج مستمراً على هذه الحالة.
التعلیقات