رسالة إلى عبدالعظيم الحسني
الاسرة في الاسلام
منذ 5 سنوات
يا عبد العظيم أبلغ عني أوليائي السلام وقل لهم أن لا يجعلوا للشيطان على انفسهم سبيلاً، ومرهم بالصدق في الحديث، وأداء الأمانة، ومرهم بالسكوت وترك الجدال فيما لا يعنيهم وإقبال بعضهم على بعض والمزاورة، فإنّ ذلك قربة إليَّ ولا يَستغلو أنفسهم بتمزيق بعضهم بعضاً، فإنّي آليت على نفسي أنّه من فعل ذلك وأسخط وليّاً من أوليائي
دعوت الله ليعذّبه في الدنيا أشدَّ العذاب وكان في الآخرة من الخاسرين وعرفهم أنّ الله قد غفر لمحسنهم وتجاوز عن مسيئهم إلا من أشرك به أو آذى ولياً من أوليائي أو أضر له سوءاً، فإنّ الله لا يغفر له حتّى يرجع عنه، فإن رجع وإلا نزع روح الإيمان عن قلبه وخرج عن ولايتي ولم يكن له نصيباً في ولايتنا وأعوذ بالله من ذلك.
هذه رسالة شريفة ابعث بها الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام إلى أولياءه وقد ضمنها اُسس الحياة الاجتماعية الهادئة والهادفة والتي ترتقي بالإنسان إلى أعلى درجة في سلّم الحضارة البشرية ولا بأس أن نبدأ أولاً بذكر كلمات عن السيد الجليل عبد العظيم الحسنّي فهو من أجلاء العلماء وقد عرف بالتقوى والزهد وقوة الإيمان، بحيث وردت روايات عن أهل البيت عليهم السلام بفضل زيارته.
في هذه الرسالة نكات تربوية مهمة من المطلوب أن يرعاها ما خص يمهمة التربية وهما الولدان وبالأخص الأمّ فهي مهد الحضارة ومنشأ المكارم إذا هي تسقي أولادها و تغذيهم بأخلاقها ومعارفها كما تغذيهم باللبن والطعام .
من هذه النكات الأخلاقية المحبة فقد أوصى الإمام عليه السلام يمضى في هذه الرسالة ، بل أكثر ما ذلك أظهر الإمام عليه السلام المحبة منه لمن يتولاه ويتبعه ارسال السلام وارسال الرسالة كاشف عن المحبة فبالمحبة تعمر النفوس وتعرج الأرواح إلى كمالها.
ولا بد من الإشارة إلى أنّ المحبة لتمام الناس لا لطائفة خاصة وقد ورد في الحديث أن كونوا دعاة بغير السنتكم أي بخصالكم وأعمالكم . وأيضا لاخصوص الانسان بل المحبة لكل خير . واداء الأمانة للبرّ والفاجر، وهو أي حفظ الأمانة وأدائها إلى صاحبها قد وردت الأحاديث الكثيرة المؤكدة عليه ، وهو أيضاً من فروع المحبة .
وأشار الإمام إلى خصلة أخرى وهي ترك التدخل في الأمور التي لا ربط لها بنا فإنّ التدخل في ما لا يعني يولد التشاجر والعداوة وهذا من الأمور المقرر في علم الأخلاق والإجتماع.
نسئل الله تعالى أن يجعلنا من محبي أهل البيت عليهم السلام وممن هو في ولايتهم أي يعمل بهذه الخصال ويتحلى بها .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. الاختصاص للشيخ المفيد: 247. / الصدوق في معاني الأخبار: 55./ المجلسي في البحار 17: 248.
التعلیقات