الخوف من عدم الزواج
موقع نور فاطمة (ع)
منذ 8 سنواتبحث قمت به واجمعت معلوماته لما له من اهمية لفتياتنا وحياتهن نسأل الله القبول
أنتِ لؤلؤة في أعماق البحار ،
وعدم أقنائها ، لا يقلل من قيمتها أبداً
نعم هذه كلمات أكتبها لكِ أختي الفاطمية العزيزة يا من لم تتزوجي بعد ، و أصارحك فيها ، وكلي أمل أن تتسلل لعقلك ، و تجد مكانها في قلبك
إلى من لم تتزوج بعد ، و جعلت الهّم رفيقها ، و غلفت بالحزن قلبها ، و جعلت اليأس يدبُ في نفسها ، وكل هذا لأنها لم ترزق بالزوج بعد
رفقاً بنفسك أيتها الفاطمية ... فالزواج ليس فريضة يهدم دينك إن لم تفعليه ، بل هو سنة الله في خلقه ، يكتبها لمن يشاء ، و يرزق بها من يشاء ، ولا راد لقضاء الله
أختي العزيزة ... لماذا تعتزلين الناس ؟ أو تكوني معهم بقلب حزين يائس ، و كل ذلك بسبب عدم الزواج
فيا أختي .... أنتِ لا تدرين ! قد يكون في بقاءك دون زواج رحمة بك ، فاشكري الله على أي حال
أختي الله لطيف بك ! اشكري الله أن فضلك على كثير من خلقه ، و قدر لك هذا الحال لحكمة لا تعلميها .. ولعل فيها تخفيف لذنوبك ورفعة في الدرجات .
أأنتِ لديك أبناء اخوتك و أخوانك الصغار. ، فوجهي عاطفتك نحوهم ، وعلميهم و ساعدي في تنشئتهم على أحسن الأخلاق و على طاعة الله ، و قد تكوني معلمة و لديك فرصة لتربي من هم بين يديك خير تربية فأنتِ مربيه أولا و معلمه ثانياً ، المهم في كل هذا أن تحتسبي الأجر عند الله ، و سيمتلئ قلبك بالسعادة الحقيقية و معها الأجر العظيم .
أختي الكريمة ..... إن كنتِ تشعرين بأن عمرك يمضي و يحترق ، فاعلمي أن الله أرحم بكِ من أمكِ
واباك فلم يضيع عمرك هباء أبدا فاين ثقتك بالله .
أما أن كنتِ تنشدين المودة و الرحمة في الزواج ، فلا يخفى عليك ذلك الحرمان والشقاء و الجفاء الذي تعيشه كثير من النساء في ظل أزواج قصروا في حقوقهن ولم يراعوا شرع الله ، فكان الزواج وبالاً عليهن ، لذا عليك شكر الله فأنتِ لا تعلمين عن حالك بعد الزواج كيف سيكون .
وكم من زوجه يضربها زوجها ليل نهار وأنتي الان عزيزة مكرمة وانا لا اقصد بكلامي هذا جميع الازواج لا ابداً وكذلك لا اشجع عدم الزواج فالزواج لا يخفى ان فيه فوائد جمة
فلا تجعلي كل تفكيرك محصور في الزواج ، فهكذا سيمضي العمر سريعاً و موحشاً عليك ، بل اصرفي هذا التفكير عن بالك ، وتوكلي على خالقك ، و اجعلي همك رضى الله وتعلم دين الله ، فأنتِ أن لم تكوني عالمه بكتاب الله وحافظه له فقد فاتك الكثير ، فعليك بطلب العلم الشرعي وابتغاء وجه الله الكريم ، و هكذا سيمر العمر و أنتِ كلك ثقة بنفسك وبالله لأنك توكلت على الله .
أختي العزيزة.. لا تبالي بتلك الأوصاف التي تطلق عليك ، فالعنوسه الآن تشمل الشباب قبل الفتيات ، فسبحان من يوزع الأرزاق كما يشاء
أختي الكريمة .... اجعلي من يعيرك رمزاً لعزتك وافتخارك بنفسك ودفعا لكي الى الأمام ، و لا تجعليه خنجراً مسموماً تغرسينه بيديك في قلبك واعلمي انه لايرمى بالحجر الا الشجر المثمر .
أختي الفاطمية .... بأي عمر كنتِ ، في العشرين أوالثلاثين أوالأربعين أو حتى أكثر ، أتعلمين بماذا أشبه حالك ؟ حالك كحال تلك اللؤلؤة الثمينة ، الساكنة في أعماق البحار ، لا أحد يراها ، فهي محفوظة في تلك الأصداف ، والتي لم تستخرج بعد !
فاكثري من هذا الدعاء و ردديه صبحاً و مساء...( اللهم أغنني بحلالك عن حرامك ، وبفضلك عمن سواك)
ولا تستسلمي للشعور بالحزن ، ولاتسلمي نفسك للعزلة والاكتئاب، وينبغي أن تقتدي بمن نجحن في اجتياز هذه الأزمة، وخرجن من هذه العقدة، وذلك عن طريق الانغماس في الأعمال الخيرية، والسعي
لتحقيق رسالة في الحياة، وقد أجرت إحدى الباحثات دراسة عن هذا الموضوع، ذكرت فيها نماذج من أولئك الفتيات اللاتي تجاوزن هذا الشعور، وتغلبن على هذا الخوف، وفككن هذه العقدة، وذلك بانغماسهن في الأعمال المفيدة، والأنشطة الخيرية، وشغل أوقاتهن بحفظ القرآن وغيره من الطاعات، ومنهن من شغلت نفسها برعاية والديها،
وقد نبغ بعضن، وصرن من المحاضرات واداعيات إلى الله، نتيجة لاستغلال الوقت، لا سيما مع فراغهن من مشاغل الزوج والأولاد، ثم تذكر الباحثة دواء قرآنياً لهذه المشكلة، وهو قوله تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ {النور:33}، ويتمثل العلاج في النقاط التالية:
- سؤال الله من فضله مع الإلحاح في الدعاء.
- الاستعفاف وموجباته من صيام أو اجتهاد في الطاعة أو متابعة مجالس علم أو حفظ القرآن.
.
كما أن على الفتاة التي فاتها الزواج أن تجد لنفسها السلوى عن ابتلائها لمن هو دونها، وأشد مصيبة منها، وما أكثر أهل المصائب والابتلاءات، نسأل الله السلامة،
انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم، فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم.
وعلى الفتاة التي تأخر سن زواجها أن تعلم أنها فتاة طبيعية ويجب أن تحيا حياة طبيعية حتى وإن فاتها قطار الزواج،
صدقيني اخيتي أن وقت الفراغ من الأسباب التي تؤدي إلى الشعور بالاكتئاب، وعن تجربة مني انا شخصياً اصيب بالاكتئاب شخص قريب عليّ نتيجة لكثرة فراغه وبعده عن الله
نسأل الله تعالى أن يعافي من اصيب به .
انطلاقاً من مبدأ أن كل شيء في هذا الكون هو بإرادة الله سبحانه و تعالى و قدرته و قضائه فإن هناك حتماًً حكمة معينة من تأخير زواج أي شخص ما سواء أكان السبب إرادياً منه أ و لا إرادياً وسواء أدركنا الحكمة من ذلك أو لم ندركها أو تأخرنا في الوصول إليها , قال تعالى :
( و لله غيبُ السموات والأرض و إليه يُرجَع الأمر كله )هود (123) .
فقد يكون الله تعالى قد قدَّر لك ذلك لأنك حتى الآن لم تُقابل الشخص الذي يستحقك بالفعل و حين تجده فستُدرك فيما بعد حكمة الله سبحاته تعالى في زواجك منه دون غيره :
( مثل زواج السيدة خديجة (عليها السلام ) في سن الأربعين من نبينا محمد (صلى الله عليه وآله (خير الخلق ) زواجٌ متأخر لحكمة عظيمة
أو لعله قدَّر ذلك حتى تقوم بعملٍ معين ذو قيمة و فائدة في صالحك أو صالح غيرك ما كنت لتستطيع القيام به لو أنك كنت قد تزوجت (كعمل اعمال صالحة او كتحصيل علمي معين أو مركز معين أو عمل إنساني ما )
, قال الله سبحانه و تعالى : ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيرٌ لكم وعسى أن تُحبوا شياً و هو شرُ لكم و الله يعلم و أنتم لا تعلمون )البقرة (216) وترتفع درجاتك بالجنة.
أو قد يكون التأخير امتحاناً ًمنه لك ليختبر صبرك وإيمانك ويرفع درجاتك ويجزيك الأعظم في النهاية طالما صبرت ورضيت بقضائه وقدره , قال تعالى :
(و لَنجزين الذين صبروا أجرَهم بأحسنِ ما كانوا يعملون )النحل (96) .
لو تأملنا ما حولنا ورأينا مصائب غيرنا لهانت علينا مصائبنا, لأن الدنيا مليئة بالمشاكل والأمراض العضال والأوبئة والحروب لا تُميّز بين صغيرٍ أو كبير ولا تترك إمرأة ً أو شيخاً . فقد تكون هذه المشكلة هي أبسط بكثير من أعظم غيرها ( مع عدم التقليل طبعاً من أهمية الزواج )
ثم أنك لست الوحيد في العالم الذي يُعاني من هذا الأمر بل هناك الملايين ممن يعانون منه أيضاً والإحصاءات العالمية تُثبت ذلك . بل قد يكون وضعك أفضل بكثير من غيرك بطريقة أو بأخرى عن طريق مميزات معينة وضعها الله فيك دون سواك .قال تعالى :
( إن مع العسر يُسرا) الشرح(6)
ف إن مرورنا بلحظات ضعف أو حزن في بعض الفترات نتيجة هذا الموضوع هو أمر طبيعي فنحن بشر في النهاية لدينا فيزيولوجية وسيكولوجية معينة , نعيش في ظل مجتمع ونتأثر بضغوط متعددة ومختلفة . ولكن الإنسان المؤمن هو الذي لا يجعل هذا الأمر يتحول إلى عائق يمنعه من التقدم ( فالمؤمن لا ييأس )
والأمل والتفاؤل دائماً موجود بإذنه تعالى بالغد والمستقبل الأفضل , قال سبحانه جلَّ و علا :
( و لا تقنطوا من رحمة الله )الزمر(53) .
ومن رحمته سبحانه وتعالى بنا أن وهب لنا الدعاء الذي يصنع المعجزات مع الإيمان والصبر , قال تعالى :
(فإني قريبٌ أُجيب دعوة الداعي إذا دعانِ , فليستجيبوا لي و ليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) البقرة (186) .
كما أن الله تعالى وهب لنا العقل الذي علينا أن نستعمله كما يجب فلا نضع أنفسنا في بيئة تؤذينا
كالانغماس في أغاني وأفلام الحب والإغراء بشكلٍ مفرط ليلَ نهار , أو مشاهدة بعض برامج الفضائيات التي تُفسد أذواق الشباب وأخلاقهم وعاداتهم , أو الاقتراب من مواطن السوء و أصدقاء
السوء... ثم نجلس بعد ذلك ونندب حظنا .
بل علينا أن نستغل وقتنا المتاح في عمل هادف أو رسالة إنسانية تخدم الخير أو الدين أو المجتمع فهذا هو الإنجاز الحقيقي الذي سيبقى لنا بعد رحيلنا و الذي يجب أن نسعى وراءه سواء كان ذلك مع زواج أو بدونه , قال تعالى :
( المالُ و البنونَ زينةُ الحياةِ الدنيا و الباقيات الصالحات خيرٌ عند ربك ثواباً و خيرٌ أملا )الكهف(46) .
لا تظنوا أو تفهموا خطاً بأننا نُشجِّع على عدم الزواج أو تأخيره بل على العكس تماماً فالزواج ضروري جداً لصيانة نفس ونفسية المسلم والمسلمة ولإكمال نصف دينهم ولرفد مجتمعه بالأسرة والأفراد الصالحين الناجحين الفعالين
ولكننا ندعو للتفكير والحكمة وعدم التسرع في الاختيار أو التنفيذ تجنباً للوقوع في متاهات معاصرة سائدة
وكثرة حالات الطلاق و تشرد الأبناء .
ونصيحة أخيرة : لا تنسوا استخارة الله تعالى المستمرة في كل أموركم وخاصة في موضوع الزواج
ولنأخذ عبرة ونكتسب خبرة في الحياة . وأنتم بالاستخارة تُسَلِّمون أموركم لله سبحانه وتسيرون بثبات أكثر وثقة أكبر وبتفاؤل يدعمه الإيمان بمشيئة الله تعالى وقضاؤه وقدره .
فأول خطوة تقومين بها هي أن تهدئي نفسك وأن تتناولي هذا الأمر بشيء من هدوء النفس وشيء من البعد عن التفكير المقلق، ثم تنتقلين
إلى الخطوة الثانية وهي الفزع إلى الله تعالى واللجوء إليه، فالمطلوب هذه المرة لجوء كلجوء الغريق الذي يعلم أن لا نجاة له إلا بربه، وهذا هو خلق المؤمن إذا دعا الله أن يدعوه دعاء المضطر وأن يلح عليه إلحاح الملهوف؛ قال تعالى: {أمَّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء}،
وأن تصلي صلاة الحاجة وهي ركعتان وبعد السلام تحمدين الله تعالى وتصلين على نبيه صلى الله عليه وعلى آله
ثم تسألين الله حاجتك كأن تقولي: رب هب لي من لدنك زوجا صالحا وذرية طيبة تقر عيني وسهل ذلك لي،
وتدعين بالادعية من مفاتيح الجنان المناسبة او من الصحيفة السجادية
وأُ عيد وصيتي لك بأن تجعلي كتاب الله أنيسك وحفظ آياته شغلاً لك، وثابري على الدعاء ومواصلة التضرع لله عز وجل
وقد قال تعالى: {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ * فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ}.
نسأل الله عز وجل برحمته التي وسعت كل شيء أن يفرج كرب كل من تأخرت عن الزواج وأن ييسر أمرها
وأن يشرح صدرها وأن يهبها من لدنه زوجًا صالحًا يقر عينها وذرية طيبة تبهج قلبها
.
وبالله سبحانه التوفيق.
التعلیقات