أجر الإطعام (١)
عباس ذهیبات
منذ 9 سنواتالطعام هو حاجة أساسية لابدّ منها لعيش الإنسان وبقائه على قيد الحياة. والإسلام لا يريد
أن يُترك الإنسان فريسة الجوع. وعليه لابدّ من تفعيل مبدأ التكافل من أجل إطعام الجياع وسد رمقهم. فمن الضرورة بمكان أن يبدأ الإنسان بسد جوع من يقرب له نسباً أو مكاناً ، وفي هذا الصدد يقول الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله : « والذي نفس محمّد بيده لا يؤمن بي عبد يبيت شبعان وأخوه ـ أو قال : جاره ـ المسلم جائع » (1).
وفي هذا الحديث إشارة تستحق التأمل ، وهي أن الاتجاه التكافلي جزء لا يتجزء من الإيمان القلبي. فالإسلام ـ كما هو معلوم ـ إيمان وعمل ، والتكافل هنا يقع ضمن دائرة الإيمان العملي ، وبدون ذلك لا يمكن إطلاق صفة الإيمان الكامل على من لا يمارس التكافل.
ويبدو أن لإطعام الطعام تقدم رتبي على بعض أعمال الإحسان ، يظهر ذلك من قول الإمام الصادق عليهالسلام : « لأن أطعم مؤمناً محتاجاً أحبّ إليَّ من أن أزوره ، ولأن أزوره أحبّ إليَّ من أن أعتق عشر رقاب » (2).
وليس خافياً بأن هناك أولوية وتقدم رتبي في الإسلام لبعض أعمال التكافل على بعض ، وإنّ لكلّ عمل خيري ثوابه الخاص به ، وحسب أهميته ، وما يدخله من نفع أو خدمة على المؤمنين.
ضمن هذا السياق للإطعام في الإسلام غاية سامية هي سد رمق الجياع ، وإبعاد شبح المجاعة عنهم ، وليس الغاية منه التفاخر ، أو تحقيق أغراض مصلحية ببذله للأغنياء وحجبه عن الفقراء. ومن الشواهد على ذلك : أن أمير المؤمنين عليهالسلام كتب إلى ابن حنيف عامله على البصرة يعنّفه بشدّة : « يابن حنيف ! فقد بلغني أنّ رجلاً من فتية أهل البصرة دعاك إلى مأدبة ، فأسرعت إليها تُستطاب لك الألوان ، وتنقل إليك الجفان ، وما ظننت أنّك تجيب إلى طعام قوم عائلهم مجفوّ وغنيّهم مدعوّ » (3).
*************************
(1) الأمالي / الشيخ الطوسي : ٥٩٨ / ١٢٤١ ، المجلس (٢٦).
(2) اُصول الكافي ٢ : ٢٠٣ / ١٨ ، باب إطعام المؤمن من كتاب الإيمان والكفر.
(3) نهج البلاغة ، الكتاب ٤٥
التعلیقات