ما تُنفقوا من خير فلأنفسكم
عزّ الدين بحر العلوم
منذ 9 سنواتلو كان الانفاق في سبيل غير الله فما معنى أن يتوقع المعطي الأجر من الله وهو
يعمل لغيره ؟
ويأتي هذا المعنى واضحاً في آية اخرى حيث يقول سبحانه :
( وما تُنفقوا من خير فلأنفسكم وما تُنفقونَ إلا ابتغاءَ وجهِ اللهِ وما تنفقُوا من خيرٍ يوفَّ إليكُم وأنتم لا تُظلمون ) (1).
وهذا التدرج في الآية الكريمة هو الذي يوضح مسيرة الإنسان العطائية وكيف يجب أن يتبع هذه التعاليم القرآنية.
فما ينفقه من خير فلنفسه وهذه هي النقطة الأولى ، لأن المعطي هو الذي يحصل الثواب والأجر في الدارين ، ولكن ذلك الانفاق لابد أن يكون لابتغاء وجه الله وهذه هي النقطة الثانية ، وإلا فلا نحصل على النقطة الأولى وهي الأجر والثواب.
وبعد ذلك ليعلم المعطي ان ما ينفق من خير على النحو الذي بينته الآية يوف اليه وهذه في النقطة الثالثة.
أما لو ضربنا كل ذلك عرض الجدار وكان العطاء لغير الله فإن على المعطي أن يذهب لمن قدم له وليأخذ منه جزاءه وقد جاء في كتب الاخبار الواردة عن أهل البيت عليهمالسلام بأن المرائي في عمله ليلتمس أجره ممن عمل له.
( ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق مغرماً ويتربص بكم الدوائر عليهم دائرة السوء والله سميع عليم * ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول ألا إنها قربة لهم سيدخلهم الله في رحمته إن الله غفور رحيم ) (2).
***************************
(1) سورة البقرة / آية : ٢٧٢.
(2) سورة التوبة / آية : ٩٨ ـ ٩٩.
التعلیقات