المديح وأثره في تربية الطفل
مجلة الزهراء عليها السلام
منذ 8 سنواتمن الميول الفطرية عند الانسان والتي تظهر منذ اولى ادوار الطفولة وتظل تلازمه مدى العمر الرغبة في المدح والثناء من قبل الآخرين. ان كل صغير وكبير يتوقع ان يلاقي استحساناً من قبل الاصدقاء والزملاء في التقدم الذي يحرزه في الحياة .
ان الاستعدادات الفطرية للاطفال تصل الى مرحلة معينة، وتتقدم وتظهر الى حيز الوجود في ظل التشجيع
يقول احد علماء النفس الكبار، ان جميع الاطفال ـ دون استثناء ـ في حاجة الى التشجيع وتحفيز الشعور بالإعتماد على النفس .
تذكروا اللذة التي حصلتم عليها عندما احرزتم نجاحاً لأول مرة ولاقيتم تشجيعاً واستحساناً من والديكم، او عندما سمعتم مديحاً من المعلمين في المدرسة .
لقد كان قادة الاسلام وأئمته يهتمون بهذه الناحية في معاملتهم مع الناس، حيث قال الامام علي(ع)، في العهد الذي بعثه الى مالك الاشتر بشأن سلوكه مع ولاته: "واوصل في حسن الثناء عليهم وتعديد ما ابلى ذوو البلاء منهم، فان كثرة الذكر لحسن افعالهم تهز الشجاع وتحرض الناكل إنشاء الله تعالى" .
وكما ان التملق والمدح في غير محله أمر مذموم من الناحية الخلقية ويتضمن مفاسد كثيرة، كذلك الامتناع عن التشجيع والاستحسان فانه من الصفات الذميمة، ويتضمن نتائج سيئة، وفي هذا المعنى يقول امير المؤمنين(عليه السلام): "الثناء بأكثر من الاستحقاق ملق، والتقصير عن الإستحقاق عي أو حسد" .
ان من اهم النتائج السيئة على شخصية الطفل الذي لايلاقي مديحاً، أو استحساناً على اعماله الخيّرة أو إبداعاته الخاصة هي اصابته بالحقارة وافتقاده الاعتماد على النفس، فيستولي عليه القنوط واليأس ويهيمن على سلوكه الخجل المفرط والحياء الشديد... وعليه فان المديح المناسب المستند الى الاستحقاق شرطاً ضرورياً لتربية الطفل .
غير انه يجدر التنبه هنا إلى ان الاغراق في المدح ستكون له نتائجه السيئة كالإغراق في الذم؛ فعن الامام علي(عليه السلام): "أكبر الحمق: الإغراق في المدح والذم".
كما يجدر التنبيه على نقطة هامة اخرى في هذا المجال وهي ان على الوالدين او المربين ان لايستحسنوا أو يثنوا إلاّ على الافعال الصالحة والخيرة التي تصدر من اطفالهم، وذلك لكي تكون الارضية مهيأة لنموهم على حب الفضيلة والعمل الصالح.
التعلیقات