حجاب السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام والسيدة الحوراء زينب عليها السلام
موقع مدرسة الامام الحسين عليه السلام
منذ 8 سنوات
نحن نعيش في مجتمع متعارفاً عليه منذ القدم الحفاظ على الحجاب الإسلامي وهو لبس البوشيه وغطاء الوجه .. والتشديد بالأخص على تغطية الوجه حيث يتعايش معنا الوهابيين ومتعارف عندهم أيضاً نفس الحجاب، وبعد التطور في المجتمع من كل جهاته خرجت لنا مظاهر التجديد والتطوير عند
النساء بدايةّ بلبس النقاب والبرقع وهي تعطي جمال للعيون وافتتان للناظر.. وبعد ذلك خرجت لنا بوشيات بها زخارف ملونه تسر الناظرين.. وبعد ذلك خرجت لنا العباءة الكتافيه التي تبرز جميع مفاتن الفتاة.. وبدأت هذه العباءة تخرج بأشكال غريبة وعجيبة وبعدها ظهرت الموجه الكبيرة للدعوة على فتح الوجه بحجة أن السيدة الزهراء والسيدة زينب عليهما السلام حجابهما ليس التغطية بل فتح الوجه !! والدعوة أيضاً على ترك العباءة ذات اللون الأسود واستخدام ألوان أخرى بحجة الحرارة وكتامة اللون وغير ذلك وطبعاً أصبح شكل حجاب المرأة مغري للشباب الذين كثيراً منهم يتحدث عن هذه الظواهر بشكل سلبي مما يُسقط من قيمة المرأة .وأسئلتنا لسماحتكم كالتالي :
1- ما هو حجاب السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام والسيدة الحوراء زينب عليها السلام ؟ وهل ثبت تاريخياً بإن السيدتين عليهما السلام كانتا تكشفان عن وجههما ؟
بسمه تعالى
حجاب سيِّدة نساء العالمين الصدِّيقة الكبرى فاطمة الزهراء وإبنتها الصدّيقة الصغرى عليهما السلام وبقية نساء المسلمين منذ عصر النبيّ وأهل بيته الطاهرين وأصحابهم الأخيار كان هو العباءة وستر الوجه والكفين والقدمين، ويعبَّر عن العباءة بالجلباب في القرآن الكريم لقوله تعالى : ﴿ يَا أيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لأزْواجكَ وبَناتِكَ ونساءِ المُؤمنينَ يُدْنِينَ عَلَيْهنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذلكَ أدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ..﴾ [1] كما يعبَّر عن العباءة بالملحفة والإزار وقد دلت أخبارنا الشريفة على ذلك وقد فصَّلناه في بعض بحوثنا وهي منشورة على موقعنا فراجعوها فقد تواتر السؤال منكم وثلة من المؤمنين عن حكم لباس المرأة مع أننا اثبتناه على موقعنا ليستفيد منه المؤمنون،كما أننا نعدكم بإصدارنا لبحثنا التحقيقي الفريد بإذن الله تعالى بشأن حجاب الصدِّيقة الكبرى عليها السلام ووجوب ستر الوجه والإيراد على منكريه بالبراهين الفقهية المحكمة وأسأل المولى تبارك مجده أن يوفقنا لإتمامه خدمةً لعباءة مولاتي سيّدة الطهر والعفاف الزهراء الحوراء (فديتها بنفسي) وحباً لها ونصرةً لشخصها الكريم الذي هو عندي أعزُّ من روحي ووالديّ وأهلي وولدي.. فادعوا لنا لإتمامه والتفرغ له...!! ولم يثبت من الناحية التاريخية ولا الدينية بأن سيدة الطهر والقداسة كانت تكشف عن وجهها الشريف سوى ما روي بأخبار ضعيفة بأنها كشفت عن وجهها أمام جابر بن عبد الله الأنصاري وسلمان الفارسي، وهي روايات إن صحت نسبتها وصحتها فلا تدل على جواز كشف الوجه أمام كلِّ الرجال بل غاية ما تشير إلى حادثة جزئية خاصة بجابر وسلمان لكونهما من الخصيصين المقربين إلى أهل بيت العصمة والطهارة عليهم السلام فكانا بمثابة والدها أو عمها سيدنا عبد مناف " أبو طالب " عليه السلام وحمزة عليه السلام وقد قامت الضرورة الدينية بأن سيدة النساء لم تكشف وجهها أمام أحد على الإطلاق سوى ما ذكرنا لكم وهو أمر لم يثبت بدليلٍ معتبر وقد عالجنا رواية عمرو بن شمر التي أشارت إلى أن جابر رأى وجه السيدة الطاهرة مولاتنا فاطمة عليها السلام في بعض أجوبتنا لبعض إخوانكم وقلنا لهم في الجواب بأن المراد من رؤيته لوجهها - إن صح صدور الخبر بالكيفيَّة المذكورة فيه - إنَّما هو نظره إليها على نحو الصدفة أو النظرة الإتفاقية، وليس بعيداً أن يكون ذيل الخبر ملفقاً على جابر وذلك لأنه رأى قصاص شعرها وهو من سابع المستحيلات أن يصدر ذلك من سيدة نساء أهل الجنَّة، فالأقوى عندنا أن ذيل الخبر مكذوبٌ على مولاتنا المعظَّمة عليها السلام ومكذوب أيضاً على جابر رضي الله عنه.. فالأخبار والإجماع والضرورة الدينية تدل على مصونية السيدة الزهراء وشدة سترها عن الأجانب كيف لا وهي القائلة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) : "خير للمرأة أن لا ترى رجلاً ولا يراها رجلٌ" [2] فكيف يمكن صدور ما دل عليه خبر عمرو بن شمر.. وأما مولاتنا زينب عليها السلام فلم يروِ لنا التاريخ حتى على مستوى الخبر الضعيف بأنها كشفت عن وجهها بإختيارها بل ما جاء من سيرتها في مسيرة السبي أن القوم لعنهم الله تعالى كشفوا عن وجهها هي ونسائها الشريفات حتى لذن ببعضهنّ يغطين وجوهن بأيديهنَّ كما أن القوم أخذوا عن ظهورهم الملاحف والأُزر مما يعني أنهنَّ كنَّ يغطين أجسامهنَّ بالملاحف والأُزر - والملاحف جمع ملحفة وهي العباءة، والأزر جمع إزار وهو الثوب الواسع يلقى على الرأس ويسدل على جميع الجسم - كما أن الأخبار المتواترة قد دلت على أن مولاتنا المطهرة فاطمة (فديتها بنفسي) لمَّا خرجت إلى مسجد النبيّ الأطهر يوم الإحتجاج على أبي بكر على إغتصابه لأرض فدكٍ تقول هذه الأخبار الصحيحة بأنها " لاثت خمارها على رأسها واشتملت بجلبابها وأقبلت في لمّةٍ من حفدتها ونساء قومها تطأ ذيولها.." [3] والتعبير بالجلباب والخمار والذيول دلالات واضحة على القناع والثياب الفضفاضة تحت العباءة ثم الجلباب وهو العباءة، فالعجب ممن يثير كذباً على السيدة الطاهرة أنها كانت تكشف وجهها للرجال (والعياذ بالله) فإنه كفرٌ بأهل البيت وعفتهم وطهارتهم..!!
التعلیقات