سعيدة الخزاعيّة
مجلة الزهراء عليها السلام
منذ 8 سنواتسعيدة بنت مالك الخزاعي.
هي التي سمعت عويل الجنّ بمصاب الحسين (عليه السلام)، عند تلك الشجرة التي أثمرت بمعجزة رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، والتي كانت في بيت اُم معبد، التي عاصرت أميرالمؤمنين( سلام الله عليه)، وكانت الجنّ تقول:
يابن الشهيد ويا شهيداً عمّه خير العمومة جعفر الطيار
فأضاف لها دعبل الخزاعي ثلاثة أبيات وقال فيها:
زر خير قبرٍ في العراق يزار
واعص الحمار فمن نهاك حمار
لم لا أزورك يا حسين لك فداء
قومي ومن عطفت عليه نزار
ولك الموّدة في قلوب ذوى النهى
وعلى عدوك مقتةً ودمار(1)
ومسألة نوح الجنّ على الحسين (عليه السلام) مما نقلته لنا كتب التأريخ:
قال الطبري في تأريخه: قال هشام: حدّثني بعض أصحابنا، عن عمرو بن أبي المقدام، قال: حدّثني عمرو بن عكرمة، قال: أصبحنا صبيحة قتل الحسين بالمدينة، فإذا مولى لنا يحدّثنا، قال: سمعت البارحة منادياً ينادي وهو يقول:
أيّها القاتلون جهلاً حسيناً أبشروا بالعذاب والتنكيل
كلّ أهل السماء يدعو عليكم من نبيّ وملاك وقبيل
قد لعنتم على لسان ابن داود وموسى وحامل الإنجيل
قال هشام: حدّثني عمر بن حيزوم الكلبي، عن أبيه قال: سمعت هذا الصوت (2).
وروى ذلك أيضاً ابن الأثير في تأريخه عن بعض الناس(3).
وقال ابن الجوزي في تذكرة الخواص: حكى الواقدي عن اُم سلمه، قالت: ما سمعت نوح الجن إلّا الليلة التي قتل فيها الحسين، سمعتُ قائلاً يقول:
ألا يا عين فاحتلفي بجهدٍ ومن يبكي على الشهداء بعدي
على رهطٍ تقودهم المنايا إلى متجبّرٍ في ثوب عبد
قالت: فعلمت أنّه قتل الحسين.
وقال الشعبي: سمع أهل الكوفة قائلاً يقول في الليل:
أبكي قتيلاً بكربلاء مضرّج الجسم بالدماء
أبكي قتيل الطغاة ظلماً بغير جرمٍ سوى الوفاء
أبكي قتيلاً بكى عليه من ساكن الأرض والسماء
هتك أهلوه واستحلوا ما حرّم الله في الإماء
يا بأبي جسمه المعرّى إلّا من الدين والحياء
كلّ الرزايا لها عزاء وما لذا الرزء من عزاء
وقال الزهري: ناحت عليه الجنّ فقالت:
خيرُ نساء الجنّ يبكين شجيّات ويلطمن خدوداً كالدنانير نقيّات
ويلبسنّ ثياب السود بعد القصبيات
قال: ومما حفظ من قول الجنّ:
مسح النبيّ جبينه وله بريق في الخدود
أبواه من عليا قريش وجدّهُ خير الجدود
قتلوك يا ابن الرسول فاسكنوا نار الخلود(4)
1- رياحين الشريعة 326:4.
2- تأريخ الطبري 476:5.
3- الكامل في التأريخ 90:4.
4- تذكرة الخواص:241.
التعلیقات