في صفات المؤمن
موقع وارث
منذ 7 سنواتبِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلَى عِبَادِهِ الَّذِينَ اصْطَفَى.
10873/1- قال علي (عليه السلام):
إن المؤمن إذا نظر اعتبر، وإذا سكت تفكر، وإذا تكلم ذكر، وإذا استغنى شكر، وإذا أصابته شدة صبر، فهو قريب الرضى، بعيد السخط، يرضيه عن الله اليسير ولا يسخطه الكثير، ولا يبلغ بنيته إرادته في الخير، ينوي كثيراً من الخير ويعمل بطائفة منه، ويتلهف على ما فاته من الخير كيف لم يعمل به.
والمنافق إذا نظر لَها، وإذا سكت سَها، وإذا تكلم لَغا، وإذا استغنى طغا، وإذا أصابته شدة ضَغا، فهو قريب السخط بعيد الرضى، يسخطه على الله اليسير ولا يرضيه الكثير، ينوي كثيراً من الشر ويعمل بطائفة منه، ويتلهف على ما فاته من الشر كيف لم يعمل به(1).
10874/2- قال علي (عليه السلام): إن لله عباداً عاملوه بخالص من سرّه، فشكر لهم بخالص من شكره، فاُولئك تمر صحفهم يوم القيامة فرغاً، فاذا وقفوا بين يديه ملأها لهم من سرّ ما أسرّوا إليه(2).
10875/3- قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن من صفات الأولياء الثقة به في كل شيء، والغنى به عن كل شيء، والافتقار اليه في كل شيء(3).
10876/4- قال أمير المؤمنين (عليه السلام): إن لله عباداً كسرت قلوبهم من خشية الله فأسكتهم عن النطق، وانهم لفصحاء أَلبّاء نبلاء، يسبقون اليه بالأعمال الصالحة الزكية لا يستكثرون له الكثير ولا يرضون له القليل، يرون في أنفسهم أنهم أشرار وأنهم لأكياس أبرار(4).
10877/5- قال أمير المؤمنين (عليه السلام): لا يصبح المؤمن ولا يمسي إلاّ ونفسه عند ظنون، ـ يعني يتهما ويزري عليها(5).
10878/6- قال أمير المؤمنين (عليه السلام) لكميل بن زياد: تبذل ولا تشهر، ودار شخصك ولا تذكر، وتعلم واعمل واسكت تسلم، تسرّ الأبرار وتغيظ الفجار، ولا عليك إذا علمت معالم دينك أن لا تعرف الناس ولا يعرفوك، ومن ألزم قلبه الفكر ولسانه الذكر ملأ الله قلبه إيماناً ورحمة ونوراً وحكمة، وإن الفكر والاعتبار يخرجان من قلب المؤمن عجائب المنطق في الحكمة، فتسمع له أقوالا يرضاها العلماء وتخشع له العقلاء وتعجب منه الحكماء(6).
10879/7- الشيخ الطوسي، أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد العلوي الحسيني (رحمه الله) سنة سبع وثلاثمائة، قال: حدثنا علي بن الحسين بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، قال: حدثنا حسين بن زيد بن علي (عليهما السلام)، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جدّه، عن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين (عليه السلام) قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: المؤمن غرّ كريم، والفاجر خبّ لئيم، وخير المؤمنين من كان مألفة للمؤمنين، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف(7).
10880/8- الشيخ الطوسي، أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا أبو أحمد عبيدالله بن الحسين بن إبراهيم العلوي النصيبي ببغداد، قال: حدثني محمد بن علي، عن أبيه علي بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه، عن جده، قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) الهيبة خيبة، والفرصة خلسة، والحكمة ضالة المؤمن، فاطلبوها ولو عند المشرك، تكونوا أحق بها وأهلها(8).
10881/9- الشيخ الطوسي، أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد العلوي الحسيني، قال: حدثنا أحمد بن عبدالمنعم بن النصر أبو نصر الصيداوي، قال: حدثنا حماد بن عثمان، عن حمران بن أعين، قال: سمعت علي بن الحسين (عليهما السلام) يقول: لا تحقّر اللؤلؤة النفيسة أن تجتلبها من الكِبا الخسيسة، فإن أبي حدثني، قال: سمعت أمير المؤمنين (عليه السلام) يقول: إن الكلمة من الحكمة تتلجلج في صدر المنافق نزوعاً إلى مظانها حتى يلفظ بها، فيسمعها المؤمن فيكون أحق بها وأهلها، فيلقفها(9).
10882/10- محمد بن يعقوب، عن محمد بن جعفر، عن محمد بن إسماعيل، عن عبد الله بن داهر، عن الحسن بن يحيى، عن قثم أبي قتادة، عن عبد الله بن يونس، عن أبي عبدالله، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في وصف المؤمن: ياهمام المؤمن هو الكيس الفطن، بشره في وجهه، وحزنه في قلبه، إلى أن قال: هشاش بشاش لا بعبّاس(10).
10883/11- الامام العسكري (عليه السلام): عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه قال في حديث: ألم تعلموا إن لله عباداً قد أسكتتهم خشيته من غير عي ولا بُكم، وإنهم لهم الفصحاء العقلاء الألبّاء العالمون بالله وأيامه، ولكنهم إذا ذكروا عظمة الله انكسرت ألسنتهم وانقطعت أفئدتهم وطاشت عقولهم وهامت حلومهم، إعزازاً لله وإعظاماً واجلالا، له فاذا أفاقوا من ذلك استبقوا إلى الله بالأعمال الزاكية يعدّون أنفسهم مع الظالمين والخاطئين، وانهم براء من المقصرين والمفرطين، إلاّ أنهم لا يرضون لله بالقليل ولا يستكثرون لله الكثر، ولا يدّلون عليه بالأعمال فهم متى رأيتهم مهمومون مروّعون، خائفون، مشفقون، وجلون(11).
10884/12- إبراهيم بن محمد الثقفي، عن يحيى بن صالح، عن مالك بن خالد، عن عبد الله بن الحسن، عن عباية، قال: كتب أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى محمد بن أبي بكر وأهل مصر، وذكر الكتاب وفيه: قال النبي (صلى الله عليه وآله): من سرته حسناته وسائته سيئاته فذلك المؤمن حقاً(12).
10885/13- قال أبو عبيد: في حديثه (عليه السلام): إن المرء المسلم من لم يغش دناءة يخشع لها إذا ذكرت، وتغرى به لئام الناس، كالياسر الفالج ينتظر فورة من قداحه أو داعي الله، فما عند الله خير للأبرار(13)(14).
____________
(1) تحف العقول: 147، البحار 78:50.
(2) تحف العقول: 157، البحار 78:64.
(3) إرشاد القلوب باب الزهد في الدنيا: 19، البحار 103:20، كنز الكراجكي: 288.
(4) إرشاد القلوب باب البكاء من خشية الله: 95، البحار 69:286، وسائل الشيعة 8:539، مجموعة ورام 2:131، مستدرك الوسائل 1:131 ح181، تحف العقول:294.
(5) إرشاد القلوب باب الجهاد في سبيل الله: 98، البحار 73:85، عدة الداعي: 175.
(6) إرشاد القلوب باب مدح الخمول والاعتزال: 100، البحار 2:37، إحياء الأحياء 6:108، مستدرك الوسائل 11:391 ح13345.
(7) أمالي الطوسي المجلس 16:462 ح1030، البحار 67:298، وسائل الشيعة 8:408، تفسير البرهان 2:92.
(8) أمالي الطوسي المجلس 30:625 ح1290، البحار 2:97، إثبات الهداة 1:47.
(9) أمالي الطوسي المجلس 30:625 ح1291، البحار 2:97.
(10) الكافي 2:179، مستدرك الوسائل 8:452 ح9977.
(11) تفسير الامام العسكري (عليه السلام): 636 ح371، مستدرك الوسائل 1:133 ح189، البحار 3:265.
(12) الغارات 1:248، مستدرك الوسائل 1:142 ح212، تحف العقول: 121، البحار 33:588.
(13) غريب الحديث 3:468.
(14) مسند الإمام علي (ع) _ حسن القبانچي (177/ 180)
التعلیقات