امي ومراحل حياتي
موقع فاطمة
منذ 8 سنواتاللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
أمي ومراحل حياتي
عندما نكون صغاراً يكون حضنها عالمنا..
وعندما نكبر قليلاً يكون طرف ثوبها دليلنا..
وحين نصبح في عمر السابعة تكون الأمان عند عودتنا من المدرسة..
وفي العاشرة هي المرأة، ونحن نمتص من كلامها وتصرفاتها ما يبصم شخصيتنا..
وفي الثانية عشر تصبح الصديقة في لحظة، والعدو عند الغضب، لكننا لا نستطيع النوم دون ابتسامتها..
وفي الرابعة عشر نهرب منها لنؤكد استقلالنا في محاولات مضحكة..
وفي السادسة عشر نواجهها بأنها جيل، ونحن من جيل آخر!..
وفي الثامنة عشر لا نفرح بنجاحنا إلا من خلال فرحة عينيها ودمعة زهوها..
وفي العشرين قد نودعها لنلتحق ببعثة أو نظن أننا نسيناها إزاء حب العشرين العاصف..
وفي الرابعة والعشرين نخجل من قبلتها او توددها وحرصها ونتأفف، لأننا لم نعد اطفالا يا أمي!..
وفي الثلاثين ننشغل بزواجنا وأبنائنا وقد نتصل بها أو نزورها!..
وفي الخامسة والثلاثين تجمعنا وعائلاتنا الصغيرة، فنحاول ان نوازن بين انشغالنا عنها والبر بها..
وفي الأربعين تداهمنا لحظات الصحو بين وقت وآخر :
اريد امي.. اريد ان اعود الى حضنها، واتذكر اكلاتها الشهية، وكلماتها الظريفة!..
أما ما بعد الأربعين فنكتشف فجأة اننا اصبحنا نسخة منها، وما كنا نرفضه من توجيهاتها نكرره مع أبنائنا، وما كنا نغفله من حكمتها او نتجاهله من نصائحها، يداهمنا بقوة، لأنه يجري في دمنا وفي ايقاع نبضاتنا!..
التعلیقات