ما هي حدود الصداقة في الاسلام ؟
موقع مركز الاشعاع الاسلامي
منذ 8 سنواتالصداقة لها مواصفاتها و حدودها و أن الصديق لا بُدَّ و أن يتحلى بمواصفات رئيسية تؤهله
لأن يكون جديراً بالمصادقة معه، فقد روي عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنَّهُ قال: "لَا تَكُونُ الصَّدَاقَةُ إِلَّا بِحُدُودِهَا فَمَنْ كَانَتْ فِيهِ هَذِهِ الْحُدُودُ أَوْ شَيْءٌ مِنْهَا فَانْسُبْهُ إِلَى الصَّدَاقَةِ وَ مَنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ شَيْءٌ مِنْهَا فَلَا تَنْسُبْهُ إِلَى شَيْءٍ مِنَ الصَّدَاقَةِ:
فَأَوَّلُهَا: أَنْ تَكُونَ سَرِيرَتُهُ وَ عَلَانِيَتُهُ لَكَ وَاحِدَةً.
وَ الثَّانِي: أَنْ يَرَى زَيْنَكَ زَيْنَهُ وَ شَيْنَكَ شَيْنَهُ.
وَ الثَّالِثَةُ: أَنْ لَا تُغَيِّرَهُ عَلَيْكَ وِلَايَةٌ وَ لَا مَالٌ.
وَ الرَّابِعَةُ: أَنْ لَا يَمْنَعَكَ شَيْئاً تَنَالُهُ مَقْدُرَتُهُ.
وَ الْخَامِسَةُ، وَ هِيَ تَجْمَعُ هَذِهِ الْخِصَالَ: أَنْ لَا يُسْلِمَكَ عِنْدَ النَّكَبَاتِ" 1.
الصداقة المتبادلة
من الواضح أن من أنعم الله عليه بصديق إجتمعت فيه مواصفات الصديق الصالح أن يتحلى في المقابل بنفس الصفات و يكون له كما هو له أو أكثر من ذلك، حيث أن معنى الصداقة هو التعامل بالصدق و المودة الخالصة من الطرفين لا من طرف واحد.
وَ عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ ــ فقال فيما قال عليه السلام ــ: "... وَ إِذَا نَازَعَتْكَ إِلَى صُحْبَةِ الرِّجَالِ حَاجَةٌ فَاصْحَبْ مَنْ إِذَا صَحِبْتَهُ زَانَكَ، وَ إِذَا خَدَمْتَهُ صَانَكَ، وَ إِذَا أَرَدْتَ مِنْهُ مَعُونَةً أَعَانَكَ، وَ إِنْ قُلْتَ صَدَّقَ قَوْلَكَ، وَ إِنْ صُلْتَ شَدَّ صَوْلَكَ 2، وَ إِنْ مَدَدْتَ يَدَكَ بِفَضْلٍ مَدَّهَا، وَ إِنْ بَدَتْ عَنْكَ ثُلْمَةٌ سَدَّهَا، وَ إِنْ رَأَى مِنْكَ حَسَنَةً عَدَّهَا، وَ إِنْ سَأَلْتَهُ أَعْطَاكَ، وَ إِنْ سَكَتَّ عَنْهُ ابْتَدَأَكَ، وَ إِنْ نَزَلَتْ إِحْدَى الْمُلِمَّاتِ بِهِ سَاءَكَ، مَنْ لَا تَأْتِيكَ مِنْهُ الْبَوَائِقُ، وَ لَا يَخْتَلِفُ عَلَيْكَ مِنْهُ الطَّرَائِقُ، وَ لَا يَخْذُلُكَ عِنْدَ الْحَقَائِقِ، وَ إِنْ تَنَازَعْتُمَا مُنْقَسِماً آثَرَكَ..." 3.
1. الكافي : 2 / 639، للشيخ أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الكُليني ، المُلَقَّب بثقة الإسلام ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .
2. الصول: السطوة و الاستطالة يقال: صال على قرنه يصول: إذا سطا عليه و قهره حتى يذل له.
3. بحار الأنوار ( الجامعة لدرر أخبار الأئمة الأطهار ( عليهم السلام ) ) : 44 / 138 ، للعلامة الشيخ محمد باقر المجلسي ، المولود بإصفهان سنة : 1037 ، و المتوفى بها سنة : 1110 هجرية ، طبعة مؤسسة الوفاء ، بيروت / لبنان ، سنة : 1414 هجرية .
التعلیقات