خمسةٌ تحت الكساء (مكتوبة) - باسم الكربلائي
قصيدة : خمسة تحت الكساء
للشاعر : علي عسيلي العاملي
المناسبة : ذكرى هدم البقيع8شوال1438
الرادود : الحاج ملا باسم الكربلائی
طور : ياشمس_طول_العمر
كربلاء حسينية الحاج كاظم آل ياسين
خمسَةٌ تَحْتَ الكِسا...بينهم خَيرُ النِّسا
قبرُهُم يشكُو الأسَى...فِي البقيعِ
******
أنْتَ الإمَامْ...تسمَعُ النَّجْوى
هذا البَقيعْ...يرفعُ الشَّكوى
منْهُ الفؤادْ...بالأسَى يُكْوى
طَالَ الغِيَابْ...سَاكِني رَضْوى
تِلْكَ القُبُورْ...تُطْلِقُ الشَّجْوا
فالظَّالمونْ...أمطَروا البَلوى
فَوقَ الُمتونْ...سوطُهُمْ يُــلْوى
قدْ أحْرقُوا...جنَّةَ المَأْوَى
أرْبَعٌ سَادُوا الزَّمَنْ...قَبْلَهُمْ أُمُّ الحسَنْ
تشتَكي ضِيقَ الوطَنْ...للسَّمِيعِ
******
خَلْفَ الحِجابْ...ضَفَّةٌ أُخرى
فيها النَّحيبْ...صَدَّعَ الصَّخْرا
ماذا يكونْ؟...سيِّدي أدرى
هذا تُرابْ...فاطِمَ الكُبرى
يَا لَلْمصابْ...تُرْبَةٌ عبْرى!
منْها العيونْ...أصبحَتْ حَمْرا
عِندَ الضلوعْ...ترتجي الثَّأرا
فاصلُبْهُما...أفرحِ الزَّهْرا
هَذِهِ أمُّ الغُرَرْ...قدْ دعَتْ يَا مُنتظرْ
دَاوِ جُرحاً ما اندَثَرْ...في ضُّلوعي
******
فيكَ الزكِيّ...مجدُهُ يُتْلَى
للهِ كانْ...في الورى ظِلاَّ
مَنْ أنكَرتْهْ...تُنكِرُ الأَصْلا
ما صدَّقَتْ...سورَةَ (الأَعْلَى)
نعْشُ الْهُدَى...أُنْبِتَ النَّصْلا
قُمْ يَا بَقيعْ...فصّلِ الفِعْلا
تلكَ التي...أُشْرِبَتْ (عِجْلا)
جاءَتْ لهُ...ترْكَبُ البَغْلا
حَاربَتْ قَبْلُ الأَبـــا...جاْءَ دورُ المُجتبى
(جاوزَ السيلُ الزُّبى)*...بالصَّنيعِ
بلغ السيلُ الزبى: مثلٌ يطلق اذا بلغت الأمور حداً يمكن السكوت عليه فينفد الصبر.
******
هذا التُّرابْ...دَمْعُهُ يجري
قُلْ حلَّ فيهْ...ساجِدُ الدَّهْرِ
رغْمَ الجِراحْ...مِنْ أذَى الشِّمْرِ
دامَ السجودْ...داخِلَ القَبْرِ
في كفِّهِ...سُبْحةُ الأسْرِ
ناجى الإلٰهْ...كاشِفَ الضُّرِّ
بالخِدْرِ يَا...ربُّ بالخِدرِ
عجِّلْ لنا...صاحِبَ الأمْرِ
ما اكتفى طُولَ العُمُرْ...ناحَ حتَّى في القَبِرْ
باكِياً نهْبَ الخِدِرْ...للصَّريعِ
******
بحْرُ العُلومْ...في المدى زاخِرْ
يخفى بهِ...سرُّهُ الظاهِرْ
إِنْ يَهدِموا...صرْحَهُ العامِرْ
لَنْ يُطْفِئوا...نورَهُ الزَّاهِرْ
موتوا فذا...مِسْكُهُ العاطِرْ
يروي لنا...ليسَ عنْ شاعِرْ
بَلْ أَحْمدٌ...قَالَ يَا جابِرْ
سلِّمْ على الـ...خامِسِ الباقِرْ
وَهْوَ مَيْتٌ في الثَّرى...خَافَهُ شرُّ الورى
ما رَعَوْا وَصْلَ العُرى...بالشَّفيعِ
******
في وَجْنتِي...مَدْمَعي الحارِقْ
قدْ زارَهُ...صامتاً ناطِقْ
يَبْكي على...مَظْهَرِ الخالِقْ
ذا قبْرُهُ...هـــدَّهُ المـــارِقْ
حسبي غداً...منزِلٌ سامِقْ
لمْ يَتْـــلُهُ...في الورى لاحِقْ
كلاَّ ولمْ...يدْنُـــهُ سابِقْ:
أُنْمَى إلى...جعْفَرِ الصادِقْ
رافضيٌّ في دمي...جعفرياً أنتمي
مَنْ سِواهُ مُلْهمي...وربيعي
******
تُرْبُ البقيعْ...سِدْرةُ البَضْعَهْ
بَيْتُ العُلى...مُنتدى الرِّفعَه
يُبدِي الجوى...دَمعةً دمْعَهْ
للزّائِرينْ...ليلَةَ الجُمْعَهْ!
أرواحُنا...لوعةً لوْعهْ
ضاقتْ بِهَا...وَسْعَةُ الوَسْعهْ
فانْهضْ أيَا...صَاحِبَ الطَّلْعهْ
خذْها لهُ...شَمْعةً شَمْعهْ
"يَا عليٌّ" بالذَّهبْ...خُطَّها فَوقَ القُبْبْ
واجزِ مِنْ كانَ السببْ...بالفروعِ
التعلیقات