الأطفال ومشكلة التلعثم في النطق
موقع العتبة الحسينية المقدسة
منذ 7 سنواتيعاني احد أطفالي من مشكلة التلعثم في حديثه رغم أن عمره خمس سنوات، تفضلوا علي
بنصيحتكم لو سمحتم.نشكر لك سؤالكِ اختنا العزيزة، ونود ان نبين لك أن مشكلة التلعثم ليست صعبة الحلول ولا مستحيلة، وهي تحدث لأطفال كثر، ويمكن حلها، لذلك سنجيبك على سؤالك الكريم بشرح أصل المشكلة وأسبابها وكيفية تشخيصها ومن ثم معالجتها.
يسمى التلعثم بالثأثأة او التأتأة او ردة اللسان، وهو تلكؤ وعثرات لا إرادية في إطلاق بعض الحروف من مخارجها السليمة، سواء كان توقفا او تباطؤ او تكرارا، وقد يصاحبها حركة ما بشكل لا إرادي كرجفة الوجه او اليد.
وأسبابها كثيرة، منها ما هو جسماني، وربما وراثي، وأخر نفسي، عدا العامل الأهم والذي هو البيئي (المحيطي) ، ولكن يعتبر العامل السيكولوجي هو الأس الأول لحالة التلعثم؛ خصوصا اذا ما كان الطفل مصاب بتوتر نفسي وقلق وخوف وفقدان الشعور بالأمان والشعور بالنقص.
كما يعد التعليم الخاطئ (بخصوص النطق) عامل مهم في تلعثم الأطفال.
وقد لوحظ أن الطفل المتلعثم يكون منزو في مدرسته، حيث لوحظ انعزاله وفي افضل الأحوال قيامه بنشاط فردي، عدا إثارته المشاكل والنقد لأقرانه وأخوته بدلا من مشاركتهم.
وتنقسم حالة التلعثم الى نوعين، الأول منها التلعثم الفسيولوجي (الابتدائي) والتي تصيب الأطفال في عمر (2 ـــ 6) سنة، اما النوع الثاني منها؛ فيسمى بالتلعثم الثانوي، وغالبا ما يكون بداعي الصدمة التي يتعرض لها الطفل في أول سنة دراسية (بعد السنة السادسة)، وفي كلتا الحالتين، يمر الطفل المتلعثم بأربعة أدوار او مراحل، وكما يلي:
ـــ في البداية لا يعي الطفل المتلعثم مشكلة تلعثمه في الحديث، مما يمنعه من التشكي، الا ان هذه المرحلة ستكون ملحوظة لدى المراقبين له كأمه او معلمته.
ـــ اما في المرحلة الثانية، فيبدأ الطفل بإدراك مشكلته ولكنه يعتقد أنها مرحلية وغير مؤثرة وبالتالي يمنعه ذلك من طلب المساعدة من أبويه او معلمته.
ـــ وفي ثالث الأدوار، يبدأ الطفل المتلعثم من بث شكواه بخصوص تلعثمه.
ـــ اما في الطور النهائي لمشكلة التلعثم، فأن الطفل المتلعثم يدرك جيدا مشكلة تلعثمه وأنها باتت تعيقه من الحديث وتمنعه من الاسترسال في حديثه، بل وتجعله في مواقف لا يحسد عليها، مما يدفعه لأن يكون منطو أكثر.
وبغية تشخيص المشكلة قبل الشروع بحلها، لابد من فحص إكلينيكي (سريري) على الطفل المتلعثم لتبيان سبب التلعثم من كونه نفسيا أم عضويا، ومن ثم سماعه للوقوف على منطقة التلعثم وتحديدها كونها في حرف معين أم في موقف معين أم في حالة معينة.
أما مرحلة العلاج، فتبدأ من خلق أجواء مميزة للطفل المتلعثم، تسمح له بتجاهل مشكلته تماما، من خلال أيجاد أجواء أسرية سعيدة وبث الاطمئنان في نفسه، مع الابتعاد عن الضغط على الطفل بخصوص تعليمه ما يجاوزه المشكلة لأن في ذلك ارتدادا سلبي، واذا استمرت المشكلة بعد سن الرابعة فيفضل اللجوء الى الطبيب المختص (طبيب نطق وتخاطب)، من منح الطفل جرعات من الثقة بالنفس والتشجيع على الكلام المسترسل دون إحباط او تخويف.
التعلیقات