كيف تعلموا طفلكم “قيمة المال” بخطوات سهلة؟
موقع الأسرة
منذ 7 سنواتكثيرا ما نسمع شكاوى من الآباء والأمهات بشأن عدم تقدير أطفالهم لقيمة المال
، فمنهم من يقول: “ابني مسرف جدا ولا يعرف كيف يدخر”، والآخر يقول: “ابنتي لا تحافظ على أشياءها حتى المال تضيعه”، وهذه الأم تقول: ” ليتني أعرف كيف أعلم أطفالي أن يحافظوا على المال ويعرفوا قيمته”، وكل هذه الشكاوى أو معظمها يحل بإتباع بعض الإرشادات والنصائح والتغييرات في أسلوب التربية، وهذه النصائح ستساعد أطفالكم أن يعرفوا قيمة المال وأيضا أهميته وكيف يحافظون عليه.نصائح وإرشادات سهلة لنعلم أطفالنا قيمة المال والحفاظ عليه:
1- المصروف:
بداية من سن الرابعة عليكم أن تجعلوا له مصروف ثابت، مبلغ بسيط يومي، وهذا سيساعده على تعلم الحساب وكذلك سيشبع لديه الحاجة للتملك.
لابد أن يكون هذا المبلغ “المصروف” متوسط، حيث يستطيع أن يشتري به شئ متوسط الثمن أو شيئين ثمنهما رخيص، وهكذا سيتعلم إنه ليس كل ما يريده يجب أن يحصل عليه في الحال، وأيضا سيوازن ويفاضل بين الأشياء ويعلم أن عليه الإختيار وفقا لمعايير معينة، وهذا أيضا سيعلمه أن يدخر إن أردا شراء شئ غالي، مما يزيد الصبر لديه ويعلمه إن تحقيق الهدف يتطلب بعض الصبر، وهذا أيضا سيعلمه الإختيار وفقا للأولويات.
يمكن من وقت لآخر أن تعطوه بعض المبالغ الإضافية للمصروف مثل العيديات، ولكن عليكم أن تسئلوه ماذا يريد أن يشتري بها فلو كان لديه هدف محدد ساعدوه ليحققه، فمثلا لو أراد أن يشتري دراجة وهي بمبلغ 200 جنيه وهو ادخر بالفعل 180 لابأس من أن تساعدوه وتعطوه باقي المبلغ كنوع من التشجيع.
عند الذهاب إلى أماكن تتطلب الدفع مثل الملاهي أو معرض الكتاب عليكم تحديد مبلغ معين لا يجب أن يتخطاه الطفل في ذلك اليوم، فمثلا يقول الأب: “إن المبلغ المتاح لشراء الكتب والألعاب من المعرض هو 300 جنيه، ولا يجب بحال من الأحوال أن نشتري أشياء بأكثر من ذلك المبلغ، وإن تبقى في نهاية اليوم شئ من ذلك المبلغ يمكن شراء آيس كريم للجميع”، وبالتأكيد يستطيع الطفل أن يشتري بمدخراته أشياء إضافية بعيدا عن المبلغ المحدد من الأب ولكن مع بعض النصح والإرشاد والتوجيه من الوالدين.
2- الثقة بالنفس وتحمل المسئولية:
إذا تسبب الطفل في خسائر مادية بسبب إهماله عليه أن يتحمل مسئولية ما فعل، فمثلا لو ألقى بساعته الجديدة على الأرض وضاعت أو كسرت عليه أن يدفع ثمنها أو نصفه أو حتى ربعه المهم أن يتعلم تحمل مسئولية أخطاؤه، ولا يجب أبدا إعتبار ذلك عقاب بل هذا يسمى تحمل مسئولية.
ليس كل ما يريده الطفل يجب أن نشتريه له، فهذا سيعلمه الطمع والإستهتار، بل يجب أن يدرك جيدا إن المال الذي سنشتري به لعبة غالية الثمن قد يتسبب في عدم شراء أشياء أخرى ضرورية للمنزل، وما يمكن فعله في مثل هذه الحالة هو التفكير في حلول بديلة مثلا يمكن أن تدخروا معا ثمن هذه اللعبة الغالية أو يمكن أن تكون هدية العيد القادم أو حتى يمكن أن نشتريها في الشهر القادم لكن نستغني عن الذهاب للملاهي.
إشراك الطفل في وضع قائمة لطلبات البيت أمر هام ويمكن أن تناقشوه وتحذفوا بند أو اثنين لعدم تخطي الميزانية، ويمكنكم تقسيم هذه القائمة لجزئين ويذهب معكم ويشتري جزء بنفسه وتشتروا أنتم الجزء الآخر، فهذا سيعلمه الإنتباه للأسعار ومقارنتها ببعض وبالتدريج يستطيع أن يذهب للتسوق بمفرده.
لإعطاء الطفل المزيد من الثقة بالنفس والتقدير للمال عليكم أن تجعلوه يحاسب من حين لأخر على المشتروات، يقف ويركز ويدفع ويحسب ويأخذ الباقي، لكن لابد أن تكون المشتروات بسيطة في هذه المرة.
3- حقيقة المال:
لابد من تعليم الطفل أن ديننا الحنيف أمرنا بالإقتصاد بمعنى عدم الإسراف وعدم البخل، فخير الأمور الوسط، ومن الممكن أن تناقشوا الطفل ويذكر رأيه في البخل أو التبذير وما هي نتائجهم؟ وهل الإتصاف بصفات مثل البخل أو التبذير أمر جيد أم سئ؟
يمكن تعليمه أيضا أن يطلب من الله ما يريد، لأنه بيده خزائن السماوات والأرض وهو على كل شئ قدير، وخلال ذلك يمكن أن تتطرقوا للحديث عن اسم الله الرزاق والمعطي والغني والمغني، ويجب أن تسألوه وتناقشوه حتى تعرفوا رأيه وتتأكدوا من أنه فهم جيدا المغزى من الحديث.
لابد من إشراك الطفل في الصدقة والتبرعات للفقراء والمحتاجين من مصروفه أو حتى ألعابه وملابسه، فهذا سيعلمه قيمة الأشياء أكثر لأن ما يستغنى هو عنه حلم وأمنية لغيره، وهذا أيضا سيدخل السرور على قلبه عندما يرى السعادة في عيون المحتاجين.
كذلك يجب تعليم الطفل إن المال الذي نحصل عليه في الدنيا إنما هو إختبار من الله وأننا سنحاسب ويتم سؤالنا عنه من أين اكتسبناه وفيما أنفقناه، لذا فعلينا أن نعرف جيدا المال الحلال والحرام وأن نفكر قبل أن نصرف هذا المال هل ما سنشتريه سيرضي الله أم سيغضبه؟، والحديث عن الجنة ونعيمها وأيضا رغباتنا التي ستتحقق فيها سيكون ملائم في هذا الوقت، فالجنة هي المكان الوحيد الذي ستتحقق فيه كل أمنينا وأحلامنا دون التفكير في الأولويات والمسئوليات وغيرها، بل هي مكافأة لنا على حسن تصرفنا في الدنيا.
4- القدوة الحسنة:
لا بأس أن تعطوه بعض المال من حين لآخر على سبيل القرض “سلف”، ولكن يجب أن تأخذوه منه مرة أخرى كما اتفقتم معه حتى يتعلم رد الحقوق لأهلها، والعكس أيضا مطلوب فيمكن أن تأخذوا منه مبلغ على سبيل القرض “سلف” وتردوه بعدها بيوم ليتعلم العطاء وتكونوا أنتم قدوة له لإحترام الحقوق وردها.
لابد أن تكونوا قدوة لطفلكم في كل شئ فلابد أن يراكم تتحلوا بالرضا والقناعة وإن رأيتم أحد أقل منكم يسمعكم تحمدوا الله على نعمه وإن أردتم شراء شئ وكان ثمنه باهظ لابأس أن تتخلوا عن شرائه وتستبدلوه بشئ أخر وهكذا.
وأخيرا أود أن أوضح للوالدين أنهم لا يستعجلوا جني ثمار تعبهم بل التحلى بالصبر هو أهم سمات المربي، فلو استطاعوا أن يطبقوا هذه النصائح أو بعضها بشكل هادئ سيستطيع – إن شاء الله – طفلهم أن يقدر قيمة المال ويصبح شخص مسئول يعتمد عليه.
التعلیقات