الخطوبة ودورها المرحلي !
موقع العتبة الحسينية المقدسة
منذ 7 سنواتيعرف الزواج من وجهة نظر اجتماعية على أنه أهم مشروع إنساني قائم
على الشراكة بين رجل وامرأة ضمن أسس دينية وقانونية ومجتمعية تضمن للشريكين حياة جديدة تؤسس لاحقا لنظام مجتمعي صغير وهو الأسرة.
يسبق ارتباط الزواج فترة يطلق عليها فترة الخطوبة وتبدأ هذه الفترة بمرحلة اختيار الأهل أو الشخص ذاته لشريكة حياته وتستمر لمرحلة التعارف ثم الاستعداد لتجهيزات الزواج وتنتهي في يوم الزفاف الذي يعلن من خلاله الشريكين عن استقلال حياتهما بانتقال الزوجة لمنزل الزوجية.
وبالحديث عن فترة الخطوبة وأهمية هذه الفترة فلابد أن نتطرق لأمور مهمة تخص هذه الفترة ومنها ما يتعلق بالمسائل الشرعية والجانب النفسي والإطار الاجتماعي. فهذه الفترة بمثابة قاعدة تؤسس لبنيان وكلما كانت القاعدة متينة وغرسها عميق كلما كان الزواج ناجح لأنها فترة تمهيد وتآلف بين الشريكين وتَعرُف على الطباع وبداية لانسجام نفسي وعاطفي يتكلل بالمودة والرحمة اللتان أشار لهما عز وجل في كتابه الكريم.
شرعيا هناك مجموعة من الأحكام التي تحدد بعض المبادئ التي على الخاطبين اعتمادها ومنها ما يتعلق بالفترة التي تسبق عقد القران وبأمور تتعلق برغبة الخاطب لرؤية خطيبته والتعرف عليها وهنا الشرع يُجوز بعض الأمور التي تسمح للخاطب برؤية شرعية لخطيبته أي ينظر للوجه والرقبة والشعر واليدين والرجلين على أن يأمن من الوقوع في الحرام. كما يمكنه أن يتحدث معها للتعرف على طباعها وأسلوبها في الكلام فأن مسألة الانسجام بين الخطيبين تعد من أهم الأمور التي تحدد طبيعة العلاقة بعد الزواج لذا فمن الواجب أن لا تكون هذه الفترة قصيرة بالحد الذي لا يسمح بالتعارف ولا طويلة يترتب عليها بعض المشاكل التي تتولد نتيجة الضغوط النفسية على الخطيبين بسبب المجتمع وتدخل الأهل بداعي أن هذه الفترة لا تضمن الحقوق القانونية للفتاة وأن طول مدة الخطوبة تعبر أحيانا عن تردد أحد الطرفين في تحديد موعد الزواج وما إلى غيرها من الاعتراضات.
ومن الجيد أن يعتمد الخطيبين على تكوين علاقات طيبة مع عائلة الشريك وأن يحاولوا الاندماج قدر الإمكان معهم لأن ذلك سيسهل تقبل العائلة لذلك الفرد الجديد الذي سيشكل معهم ارتباط بالنسب. وأن يحاول كل شريك على التزام الصراحة في التحدث عن نفسه وذكر سلبياته قبل الايجابيات لأن هذا سيسهل على تكوين فكرة مبدئية تساعد فيما بعد على التعامل بشكل ايجابي بين الطرفين كنوع من التكيف مع الشريك.
ومع أن هذه الفترة تختلف بين مجتمع وآخر وبين بيئة اجتماعية صغيرة وأخرى بالحدود التي تمنحها العائلة أو المجتمع على المدة الزمنية وتحديد التواصل بين الخطيبين ألا أن ثمة أجماع على أن هذه الفترة يجب أن تأخذ مساحتها الكافية وأن دور هذه الفترة بالنسبة للزواج لاحقا يعد ركيزة أساسية على تحديد شكل العلاقة بين الشريكين لأن المرونة في التعامل بينهما توفر إمكانية إبداء أي ملاحظة على الشريك الآخر بل واستيعابها والعمل على التأقلم مع طباع الشريك.
التعلیقات