علّمي طفلك كيف يغض من بصره
مهدي المجاهد
منذ 7 سنوات
الحواس هي وسائل الإدراك لدى الكائنات الحية، فهي تعمل على مساعدتها في التعرف على الأشياء وتصنيفها لإدراك أهميتها، والحواس الخمس التقليدية هي البصر والسمع والشم والتذوق واللمس ويعود هذا التصنيف إلى أرسطو.
ويتأثر الإنسان بواسطة هذه الحواس، وأكثر ما يـتـأثر به الإنسان هي حاسة البصر حيث جميع تصرفاته تكون تحت تأثيرها، ولا شكَّ أنَّ النظر من أجلِّ نِعَم الله تعالى على خلقه، وقد حثَّنا جلَّ جلاله على الإفادة من هذه النعمة الكبرى بإمعان النظر فيما حولنا من مَعَالم الحياة وأحداثها، لاستنباط مدلولاتها النافعة، واستخلاص العبر النافعة منها، وبينما يُشَجِّع الإسلام النظرة الواعية الداعية إلى التذكُّر والاعتبار، فهو ينهى عن النظرة الغير لائقة التي تُثير الغرائز، وتطلق عِنان الشهوات، كما ينهى عن النظرة المتطَفِّلة التي تَقْتحم على الناس أسرارهم، والنظرة الحاسدة الحاقدة التي تَستكثر نعم الله تعالى على عباده.
ففي النهي عن النظرة السلبية يقول الله تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ).(1)
وهذه دعوة إلى كفِّ النظر إلى ما يحرم النظر إليه، والغضُّ: إطباق الجفن على الجفن بحيث يَمْنع الرؤية.
فهنا يأتي دور أساسي للوالدين في كيفية مدارة الطفل وأن يصنعوا له المكان المناسب لكي يبقى على فطرته السليمة، و لا ينشغل فكره بما لا يكون مناسب له من صغر سنه؛ ولذا ورد عن أبي عبد اللَّه عليه السلام أنه قال: (قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله لا يدخل الرجل مع ابنه الحمَّام فينظرَ إلى عورتِه، و قال ليس للوالدين أن ينظرا إلى عورةِ الولد، و ليس للولد أن ينظرَ إلى عورة الوالدِ، و قال لعن رسولُ اللَّه صلى الله عليه وآله الناظر و المنظور إليه في الحمام بلا مئزر)؛(2) لأن ذلك يؤثر على الطفل بشكل سلبي، ويشكّل عنده الاستيقاظ المبكر لغريزة الطفل الجنسية، فهنا يأتي دور التربوي للوالدين في تحصين الطفل من هذا الأمر داخل البيت من الحشمة والتعامل الصحيح فيما بينهم، وتكون لديهم الكفائة في توصيل الثقافة الجنسية الصحيحة إلى أطفالهم.
مثلاً أذا كان الطفل لديه سؤال حول هذه الأمور لا يسكته أو يتركوه بدون إجابة، بل لا بد من التوضيح الأمر بشكل كل من دون الولوج في الجزيئات.
ــــــــــــ
1ـ القرآن الكريم: سورة النور، الآية 30 و31.
2ـ كتاب الكافي: ج6، ص 503.
التعلیقات