كيف أصبحت شيماء هكذا؟!
السيد حيدر الجلالي
منذ 7 سنواتحسام: أيمكننا أن نذهب إلى الكافي شوب لكي نتعرّف أكثر؟
شيماء: نعم. نذهب إلى الكافي شوب الواقع في الشارع الخامس، في المجمّع.
حسام: متى؟
شيماء: غداً قبل الظهر في تمام الساعة 10 صباحاً. كانت شيماء طوال الليل مضطربة وقلقة بالنسبة إلى الموعد الذي حددته مع حسام، وكانت تفكر في ما تُريد أن تقول له.
طوال تلك الفترة التي تعرفّا على بعضهم الآخر في برنامج wechat ، لم تقل شيماء لحسام أنّها متزوجة ولديها طفلان، وما كانت تعرف كيف يكون ردّ فعله تجاه هذه القضية.
يوم غد عندما وصلا في الموعد المحدد إلى الكافي شوب، اختارت شيماء مقعداً بعيداً عن الأنظار. تعجب حسام قليلاً مِن هذا الاختيار، ولكن لم يعترض، ثم جلسا، وبدءا بالمحادثة لكن شيماء لم تقل لحسام أنّها متزوجة، واستسلمت لوسوسة الشيطان.
تكلما حول كيفية حياتهما، وما يحبان من الطعام والشراب والأفلام وما شابه ذلك، مضى الوقت دون أن يلتفتا إلى مُضيّه. فجأةً انتبهت شيماء إلى الساعة وهي 12 ظهراً.
قالت لحسام وهي مضطربة: لابد أن أذهب للبيت فإنّ زوجي يأتي، ولابدّ أن أجهز له الغداء. بُهت حسام، ولم ينطق بشيء.
تركت شيماء الكافي شوب بسرعة، وبقى حسام حائراً لا يعلم ماذا يقول.
بعد نصف ساعة اتصلت شيماء بحسام تسأل عن أحواله، لا يُريد حسام إجابتها لكنّه أجابها، لامَها كثيراً؛ لأنّها لم تقل له بأنّها متزوّجة، ولم يتح لها الفرصة لكي تتكلم.
بعد أن أتّمَّ حسام مِن لومها، سمع صوت بكائها، حنّ عليها، سكت قليلاً، قال: لماذا تبكين؟ أنا لا أريد أن أزعجك، فقط غضبت؛ لأنّك لم تكوني صادقةً معي.
بدأت بالكلام وهي تتنهّد: لم أريد أن أكذب عليك، لقد خفت من أنّه لو عرفت أنّي متزوجة تتركني، أنت الرجل الذي كنت أتمنّاه، كلامك لطيف ومواقفك جيدة، قطع حسام كلامها، وقال: لماذا فعلت هذا مع أنّك تعلمين بأنّ فعلك غير صحيح؟
قالت: أتمنى منك أن نلتقي مرّةً أخرى؛ لكي أشرح لك الموضوع، إمتنع حسام إبتداءاً، لكن أقنعته شيماء بأن يلتقيا في نفس الكافي شوب.
عندما جلسا على الطاولة بدأت شيماء بالكلام مِن دون أي مقدمة: عندما تزوجت مع عُدي (زوجي) وذلك منذ 5 أعوام، كانت حياتنا جيدة لكنّ مع مرور الزمن أصبحت علاقتنا باردة أكثر وأكثر. يهتم عُدي بعمله كثيراً، فيذهب إلى العمل من الساعة 6 صباحاً، ويرجع في 9 ليلاً، ويلعب مع الأولاد قليلاً، ثم يتعشى وينام. منذ عامين، ولم أسمع منه كلاماً يُلاطفني به، لم يتوجه إليّ وإلى مشاعري وأحاسيسي نهائياً، ويهتم بعمله كثيراً، لم نخرج معاً منذ سنتين. تعبت وأنا أرى الرجال الذين يخرجون مع نسائهم، ويتلاطفون معهن بالفعل والكلام، ولهذا لجأت إلى برنامج wechat ، بحثتُ فيه إلى أن وجدتك وبعد بعض الكلام، شعرت بأنّ لك المشاعر التي أبحث عنها.
ألآن أطلب منك أن لا تتركني وتتكلم معي فقط، أترجاك أن تُلبّيَ لي هذا الطلب!!!
إندهش حسام مِن هذا الموقف، وقال: إعطيني فرصة لكي أفكّر في الموضوع. عند الساعة 10:30 ليلاً بعثت شيماء رسالة نصية لحسام لكي تستفسر النتيجة؟ كانت قلقة حيال جواب حسام. بعد دقائق ردّ عليها حسام قائلاً: أنا أحبّك كثيراً، ولا يمكن لي أن أردّ طلبك، لكن أتمنى أن تتحدد علاقتنا بالرسائل والاتصال الهاتفي. فرحت شيماء كثيراً، وباتا يتبادلان الرسائل طوال الليل.
استمرت هذه الرسائل والاتصالات حتى تعمّقت علاقتهما، وأصبحا لا يستطيعان أن لا يتكلمان معاً طوال اليوم هاتفياً. في يوم من الأيام طلبت شيماء مِن حسام أن يذهب إلى بيتها؛ لكي يكونا معاً. بعد التي واللتيا قبل حسام، وحددا الساعة 9 صباحاً؛ لكي يذهب حسام إليها.
ذهب حسام إلى بيت شيماء، كانت شيماء قد أحضرت فطوراً لكي يتناولا معاً. بعد أكل الفطور جلسا قريباً مِن بعضهما الآخرن وتكلما معاً. تكرر ذهاب حسام إلى بيت شيماء ومع الأسف الشديد بعد عدّة مرّات أصبحت العلاقة بينهما غير شرعية.
يمكن بحث المسألة في جانبين:
الأول قصور عُدي تجاه شيماء وإهمال مشاعر شيماء، فيا تُرى لو كان عُدي يهتم بمشاعر شيماء، ويعطي مِن وقته بدلاً عن العمل إلى شيماء، هل كانت تحدث هذه العلاقة غير الشرعية؟!
لابد أن يعلم الرجلُ إنّ الله خلق المرأة، وجعل فيها المشاعر والأحاسيس في أعلى مراتبها، فالمرأة تحتاج إلى مَن يُلبّي هذه المشاعر والأحاسيس، وأن يُعطي لها الإطمئنان بتلبيتها، فلابد للزوج أن يملئ فراغ هذه المشاعر والأحاسيس؛ لكي لا يمكن لأحد أن يملئها، وتتسبب إلى خيانة الزوجة لزوجها، فيقول الإمام الرضا عليه السلام: "أَنَّ نِسَاءَ بَنِی إِسْرَائِیلَ خَرَجْنَ مِنَ الْعَفَافِ إِلَى الْفُجُورِ مَا أَخْرَجَهُنَّ إِلَّا قِلَّةُ تَهْیِئَةِ أَزْوَاجِهِنَّ".(مکارم الأخلاق، حسن الطبرسي، ص81)
الثاني قصور شيماء وعدم الثقة بالله ووقوعها في خدع الشيطان، وأنّها لم تصون نفسها مِن المعصية، فهي أيضاً تتحمّل جزء مِن هذه المعصية كما يتحمل عُدي جزءاً منها؛ لأنّها عرضت نفسها للحرام.
التعلیقات