وصايا الامام الباقرعليه السلام لآباء المستقبل

إذا كنت تخطط لإنجاب طفل، فانتظر أولاً واستمع إلى نصائح الإمام الباقر (عليه السلام) لآباء المستقبل.

دعاء للحصول على الذرية
الدعاء الأول
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام قَالَ: « إِذَا أَرَدْتَ الْوَلَدَ فَقُلْ عِنْدَ الْجِمَاعِ: اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي وَلَداً وَ اجْعَلْهُ تَقِيّاً لَيْسَ فِي خَلْقِهِ زِيَادَةٌ وَ لَا نُقْصَانٌ وَ اجْعَلْ عَاقِبَتَهُ إِلَى خَيْرٍ » (1).
يظهر هذا الدعاء الجميل توجيه الإمام الباقر عليه السلام للزوجين للتفكير بعناية في تكوين أسرتهم وتربية أطفالهم.حيث يُظهر الدعاء الرغبة في إنجاب أطفال صالحين، تكون تربيتهم على الخلق والدين، ويكونون إضافة إيجابية للمجتمع. الطلب من الله بأن يكون الولد تقيًا وزكيًا يعكس القيم الإسلامية والأخلاق الحميدة.
الدعاء الثاني
عن الإمام الباقر عليه السلام أن رجلا شكى إليه قلة الولد ، وأنه يطلب الولد من الاماء والحرائر فلا يرزق له ، وهو ابن ستين سنة ، فقال عليه السلام : « قل ثلاثة أيام في دبر صلاتك المكتوبة صلاة العشاء الاخرة ، وفي دبر صلاة الفجر ( سبحان الله ) سبعين مرة ( وأستغفر الله ) سبعين مرة تختمه بقول الله عزوجل : ﴿  اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا ‎* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا ‎*‏ وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا ﴾ » (2)(3).
عندما يولد الرضيع 
عندما يولد الرضيع إلى هذا العالم وفي لحظاته الأولى، حيث تشير تعاليم الإمام الباقر عليه السلام إلى أهمية الاهتمام بالرضيع منذ اللحظة الأولى لحياته حيث ورد عنه عليه السلام قَالَ: « يُحَنَّكُ الْمَوْلُودُ بِمَاءِ الْفُرَاتِ ، وَ يُقَامُ فِي أُذُنِهِ » (4) ، مشيراً إلى أنه من المناسب أن يقوم الأبوان بالاعتناء بالرضيع بطريقة رقيقة ومحبة، وأن يُحاط الطفل بكل الرعاية والحنان طبق التعاليم الإسلامية.
كما كان للإمام الباقر عليه السلام اهتمام خاص بتقاليد الإسلام المتعلقة بالأطفال، حيث أشار إلى أهمية سنة العقيقة في الأيام الأولى لحياة الرضيع. حيث ورد عن الإمام الباقر عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: « إِذَا كَانَ يَوْمُ السَّابِعِ وَ قَدْ وُلِدَ لِأَحَدِكُمْ غُلَامٌ أَوْ جَارِيَةٌ فَلْيَعُقَّ عَنْهُ كَبْشاً عَنِ الذَّكَرِ ذَكَراً وَ عَنِ الْأُنْثَى مِثْلَ ذَلِكَ‌ عُقُّوا عَنْهُ وَ أَطْعِمُوا الْقَابِلَةَ مِنَ الْعَقِيقَةِ وَ سَمُّوهُ يَوْمَ السَّابِعِ » (5).
تحفيزًا للآباء والأمهات، يشدد الإمام عليه السلام على أن يكون لديهم اهتمام خاص بالتقاليد الإسلامية، مثل سنة العقيقة، وذلك لبناء أسرة تعيش وفقًا للقيم الدينية. من خلال عنايتهم الفعّالة بالأطفال في أوائل حياتهم.
تسمية المولود
بعد أن قام الوالدين بالاعتناء بالرضيع في الأيام الأولى من حياته، يأتي الوقت للنظر في حقوق الطفل، ومن بين هذه الحقوق الهامة، حق الطفل في اختيار اسم جميل والتحلي بتجنب الأسماء السلبية. إذ قد ثبت أن الاسم الجميل ليس فقط يُضفي بهجة على الطفل، بل يضع حتى مستقبله تحت ضوء إيجابي. في هذا السياق، كان للإمام الباقر عليه السلام توصياته الخاصة حيث قال: « أَصْدَقُ الْأَسْمَاءِ مَا سُمِّيَ بِالْعُبُودِيَّةِ وَ أَفْضَلُهَا أَسْمَاءُ الْأَنْبِيَاءِ » (6).
يظهر من خلال هذه التوجيهات أهمية اختيار أسماء ذات معانٍ دينية إيجابية، حيث يسعى الإمام الباقر عليه السلام إلى تشجيع الوالدين على اختيار أسماء تحمل في طياتها قيم العبادة والتقوى. تكون الأسماء التي تستلهم من حياة الأنبياء هي الأفضل، فهي تحمل معها روحانية إيجابية تسهم في توجيه الطفل نحو الخير والنجاح في حياته.
برنامج خاص للطفل من العمر الثالث إلى التاسعة من عمره
وقد ورد عن الإمام الباقر عليه السلام أن أعطى برنامج كامل خاص للطفل من الثالثة من عمره إلى التاسعة منه حيث قال عبد الله بن فضالة سمعت الإمام الباقر عليه السلام يقول :

« إذا بَلَغَ الغُلامُ ثَلاثَ سِنينَ، يُقالُ لَهُ : قُل لا إلهَ إلاَّ اللّه سَبْعَ مَرّاتٍ . ثُمَّ يُترَكُ حَتّى يَتِمَّ لَهُ ثَلاثُ سِنينَ و سَبعَةُ أشهُرٍ و عِشرونَ يَوما، فَيُقالُ لَهُ : قُل : «مُحَمَّدٌ رَسولُ اللّه ِ» سَبعَ مَرّاتٍ . و يُترَكُ حَتّى يَتِمَّ لَهُ أربَعُ سِنينَ، ثُمَّ يُقالُ لَهُ قُل : سَبعَ مَرّاتٍ : «صَلَّى اللّه ُ عَلى مُحَمَّدٍ و آلِهِ». ثُمَّ يُترَكُ حَتّى يَتِمَّ لَهُ خَمسُ سِنينَ ، ثُمَّ يُقالُ لَهُ : أيُّهُما يَمينُكَ و أيَّهُما شِمالُكَ ؟ فَإِذا عَرَفَ ذلِكَ حُوِّلَ وَجهُهُ إلى القِبلَةِ و يُقالُ لَهُ : أسجُد. ثُمَّ يُترَكُ حَتَّى يَتِمَّ لَهُ سَبعُ سِنينَ، فَإِذا تَمَّ لَهُ سَبعُ سِنينَ قيلَ لَهُ : اغسِل وَجهَكَ و كَفّيكَ، فَإِذا غَسَلَهُما قيلَ لَهُ : صَلِّ . ثُمَّ يُترَكُ حَتّى يَتِمَّ لَهُ تِسعُ سِنينَ ، فَإِذا تَمَّت لَهُ عُلِّمَ الوُضوءَ، و ضُرِبَ عَلَيهِ، و اُمِرَ بِالصَّلاةِ، و ضُرِبَ عَلَيها . فَإِذا تَعَلَّمَ الوُضوءَ وَالصَّلاةَ غَفَرَ اللّه ُ عز و جل لَهُ و لِوَالِدَيهِ إن شاءَ اللّه ُ » (7).

 

الكلمة الأخيرة
تنصح المقالة القارئ باتباع هذه النصائح المهمة والتأمل في معانيها لتحقيق أسرة مستقرة وموجهة نحو الخير. حيث يُشجع الإمام الباقر عليه السلام على تبني قيم التقوى والنزاهة في تربية الأطفال، مما يسهم في بناء مجتمع قائم على القيم الإسلامية.