السيدة ليلى والدة علي الأكبر عليه السلام
السيد حسين الهاشمي
منذ 8 أشهرالسيدة ليلى هي بنت أبي مرة الثقفية وزوجة الإمام الحسين عليه السلام وأم علي الأكبر عليه السلام الذي استشهد بين يدي والده الإمام الحسين عليه السلام في واقعة كربلاء الأليمة. هي سيدة عظيمة الشأن وقد أخذ العديد من الشيعة حواجئهم بواسطة التوسل إلى هذه السيدة العظيمة الجليلة.
نسبتها
السيدة ليلى بنت أبي مرة بن عروة بن مسعود بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف. وقد ذكر أيضاً أن إسمها آمنة أو بَرَّة أو مُرَّة.
أمها كانت ميمونة بنت أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية. وكانت تكنّى أم شيبة.
إن السيدة ليلى كانت من بيت شرف ومنعة حيث كانت قريش تشير إلى جدها بالعظمة. فإن جدها أحد العظيمَين الذَين قالت قريش فيهما: قالوا لو لا نزّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم. والقريتان المذكورتان في هذه الآية، هما مكة والطائف. إذ أرادوا بالعظيم المذكور في هذه الآية عروة بن مسعود الثقفي، والوليد بن مغيرة المخزومي وكان الأول في الطائف والثاني في مكة. كان عروة بن مسعود من أكابر الصحابة وهو الذي أقبل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ممثلاً عن قريش في صلح الحديبية. وعندما رجع عروة إلى أهل مكة قال: إنى رأيت من أصحاب محمد العجب، فوالله إذا أمَرَهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يحِدُّون النظر إليه تعظيمًا له. أى قوم، والله لقد وفدت على الملوك، وفدت على قيصر وكسرى والنجاشى، والله ما رأيت ملكًا قطّ يعظمه أصحابه مثل ما يعظم أصحاب محمدٍ محمدًا، وإنّه قد عرض عليكم خطة رشد، فاقبلوها»، فكان لـعروة بم مسعود المشاركة العظيمة والدور الأساسي فى تقرير الصلح يوم الحديبية. وأرسله النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد اعتناقه الإسلام إلى قبيلته ثقيف لدعوتهم الى الدين. وقد استشهد إثر إصابته بسهم في ذلك المكان، فلما بلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم مقتله قال حوله: مثل عروة مثل صاحب يس. دعا قومه إلى الله فقتلوه. وكان عروة بن مسعود يشبه بالمسيح عليه السلام في صورته.
ذلك هو والد السيدة ليلى، المجاهد الشهيد عروة بن مسعود الثقفي رضوان الله عليه.
وقد ترك وجود هذا الوالد العظيم في نفس إبنته السيدة ليلى آثار الهدى والإيمان والاستقامة على الدين الحنيف. ففي أيّ سن كانت السيدة ليلى فإنها ولا شك قد أحست بفقد والدها الحبيب، وكلما نضجت وكبرت شعرت بأنّ أباها مضى ضحية قضية سماوية ومقدسة، حتى بلغت اليقين بأنه صرع وقتل لا كمن صرع وقتل من العرب وأشراف القبائل، ولقد راح والدها شهيداً وقرباناً لله من أجل رسالته، وليس قتيلاً أثناء صراع قبلي شنيع.
وعليه فقد كانت أول مصيبة أصابت قلبها، هي هذه الحادثة الشديدة الواقع على الفتيات اللواتي يصعب عليهن الاستغناء عن حنان الأبوة. ثم استمرت عليها المصاعب إذ راحت تعيش أجواء بيت النبوة والرسالة صاحب القوة والأصالة، في مواصلة الصدع بمقررات القرآن ومبادئ الإسلام، حتى ختمت ليلى حياتها وهي صابرة صامدة محتسبة قد تحملت ألوان الأسى والألم وقدمت لرسالة الإسلام ما أنجبت من صالحين وطاهرين.
أي أن استشهاد والدها ليس مجرد أول نكبة، بل أول درس على ضرورة الصمود ووجوب الصبر لمواصلة العمل من قبل المؤمن والمؤمنة، البنت والزوجة، وأول تجربة للسيدة ليلى على تحمل الشدائد الواقعة نتيجة للدعوة ودفع ثمن العمل لدين الله سبحانه وتعالى.
السيدة ليلى الثقفية والدة علي الأكبر عليه السلام، التي لم تستمد قيمتها من أمها ولم تستمد كرامتها ومنزلتها حتى من أبيها، وإنما استمدت عظمتها من تقواها وانتمائها ثم انتسابها للأسرة المحمدية المقدسة، ولارتباطها الوثيق بشخص الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام وكفاها بذلك فخراً حين تفتخرُ.
أمها كانت ميمونة بنت أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية. وكانت تكنّى أم شيبة.
إن السيدة ليلى كانت من بيت شرف ومنعة حيث كانت قريش تشير إلى جدها بالعظمة. فإن جدها أحد العظيمَين الذَين قالت قريش فيهما: قالوا لو لا نزّل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم. والقريتان المذكورتان في هذه الآية، هما مكة والطائف. إذ أرادوا بالعظيم المذكور في هذه الآية عروة بن مسعود الثقفي، والوليد بن مغيرة المخزومي وكان الأول في الطائف والثاني في مكة. كان عروة بن مسعود من أكابر الصحابة وهو الذي أقبل إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ممثلاً عن قريش في صلح الحديبية. وعندما رجع عروة إلى أهل مكة قال: إنى رأيت من أصحاب محمد العجب، فوالله إذا أمَرَهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يحِدُّون النظر إليه تعظيمًا له. أى قوم، والله لقد وفدت على الملوك، وفدت على قيصر وكسرى والنجاشى، والله ما رأيت ملكًا قطّ يعظمه أصحابه مثل ما يعظم أصحاب محمدٍ محمدًا، وإنّه قد عرض عليكم خطة رشد، فاقبلوها»، فكان لـعروة بم مسعود المشاركة العظيمة والدور الأساسي فى تقرير الصلح يوم الحديبية. وأرسله النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد اعتناقه الإسلام إلى قبيلته ثقيف لدعوتهم الى الدين. وقد استشهد إثر إصابته بسهم في ذلك المكان، فلما بلغ النبي صلى الله عليه وآله وسلم مقتله قال حوله: مثل عروة مثل صاحب يس. دعا قومه إلى الله فقتلوه. وكان عروة بن مسعود يشبه بالمسيح عليه السلام في صورته.
ذلك هو والد السيدة ليلى، المجاهد الشهيد عروة بن مسعود الثقفي رضوان الله عليه.
وقد ترك وجود هذا الوالد العظيم في نفس إبنته السيدة ليلى آثار الهدى والإيمان والاستقامة على الدين الحنيف. ففي أيّ سن كانت السيدة ليلى فإنها ولا شك قد أحست بفقد والدها الحبيب، وكلما نضجت وكبرت شعرت بأنّ أباها مضى ضحية قضية سماوية ومقدسة، حتى بلغت اليقين بأنه صرع وقتل لا كمن صرع وقتل من العرب وأشراف القبائل، ولقد راح والدها شهيداً وقرباناً لله من أجل رسالته، وليس قتيلاً أثناء صراع قبلي شنيع.
وعليه فقد كانت أول مصيبة أصابت قلبها، هي هذه الحادثة الشديدة الواقع على الفتيات اللواتي يصعب عليهن الاستغناء عن حنان الأبوة. ثم استمرت عليها المصاعب إذ راحت تعيش أجواء بيت النبوة والرسالة صاحب القوة والأصالة، في مواصلة الصدع بمقررات القرآن ومبادئ الإسلام، حتى ختمت ليلى حياتها وهي صابرة صامدة محتسبة قد تحملت ألوان الأسى والألم وقدمت لرسالة الإسلام ما أنجبت من صالحين وطاهرين.
أي أن استشهاد والدها ليس مجرد أول نكبة، بل أول درس على ضرورة الصمود ووجوب الصبر لمواصلة العمل من قبل المؤمن والمؤمنة، البنت والزوجة، وأول تجربة للسيدة ليلى على تحمل الشدائد الواقعة نتيجة للدعوة ودفع ثمن العمل لدين الله سبحانه وتعالى.
السيدة ليلى الثقفية والدة علي الأكبر عليه السلام، التي لم تستمد قيمتها من أمها ولم تستمد كرامتها ومنزلتها حتى من أبيها، وإنما استمدت عظمتها من تقواها وانتمائها ثم انتسابها للأسرة المحمدية المقدسة، ولارتباطها الوثيق بشخص الإمام أبي عبد الله الحسين عليه السلام وكفاها بذلك فخراً حين تفتخرُ.
فضلها بواسطة الزواج مع الإمام الحسين عليه السلام وانجاب علي الأكبر عليه السلام
يكفي في عظمتها ومقامها أنها وصلت إلى مرحلة وحازت مقاما قد صارت بها زوجة للإمام الحسين عليه السلام ووالدة لعلي الأكبر عليه السلام.
أنه السيدة ليلى قد حازت فضيلة الزوجية للإمام الحسين عليه السلام وأن الزوجية تقتضي المناسبة بين الزوج والزوجة بشكل طبعي. وإن شاهدنا أن هناك نساء أصبحن أزواجا للأنبياء والأئمة وهنّ من النسوة الغير الصالحات والفاسقات. كإمرأة النبي نوح والنبي لوط على نبينا وآله وعليهما السلام حيث قال الله تبارك وتعالى في كتابه (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ). فمن الطبيعي أن تكون زوجة الإمام المعصوم عليه السلام، صاحبة مقام عال في الخق حتى تصعد إلى هذا المقام الشريف وتصبح زوجة للإمام المعصوم. إضافة إلى أن الإمام الحسين عليه السلام كان يحبها حبا شديدا وذلك لشرفها ومقامها المعنوي ولإطاعتها عن أوامر الله عزوجل وعدم عصيانها لأي من الأوامر التي أمر الله عز وجل بها.
أنه السيدة ليلى قد حازت فضيلة الزوجية للإمام الحسين عليه السلام وأن الزوجية تقتضي المناسبة بين الزوج والزوجة بشكل طبعي. وإن شاهدنا أن هناك نساء أصبحن أزواجا للأنبياء والأئمة وهنّ من النسوة الغير الصالحات والفاسقات. كإمرأة النبي نوح والنبي لوط على نبينا وآله وعليهما السلام حيث قال الله تبارك وتعالى في كتابه (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ ۖ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ). فمن الطبيعي أن تكون زوجة الإمام المعصوم عليه السلام، صاحبة مقام عال في الخق حتى تصعد إلى هذا المقام الشريف وتصبح زوجة للإمام المعصوم. إضافة إلى أن الإمام الحسين عليه السلام كان يحبها حبا شديدا وذلك لشرفها ومقامها المعنوي ولإطاعتها عن أوامر الله عزوجل وعدم عصيانها لأي من الأوامر التي أمر الله عز وجل بها.
حضورها في كربلاء والمشاركة مع أهل البيت في واقعة الطف
يوجد إختلاف بين المؤرخين حول حضور السيدة ليلى في واقعة الطف وفي كربلاء. يوجد رأيان أساسيان حول هذا الموجود. الأول من يقول بأن السيدة ليلى لم تأت مع الإمام الحسين عليه السلام وعائلته إلى كربلا. وأول من إعتقد بهذا هو المحدث النوري وتبعه بعض العلماء في هذا الإعتقاد. الرأي الثاني هو أن السيدة ليلى كانت موجودة في كربلا وقد شاهدت المصائب. وأول من قال بهذا ودافع عن هذا الإعتقاد هو الشيخ الاسفرانيني في كتاب نور العين في مشهد الحسين الذي كتبه في عصر الغيبة الصغرى. وقد دافع بعض العلماء المعاصرين عن هذه القضية وقالوا وإعتقدوا بوجود السيدة ليلى في كربلاء. منهم السيد جعفر مرتضي العاملي، المحقق البارع في علم الحديث والتاريخ والسيرة. وقد كتب في كتاب (عاشوراء فوق الشبهات) أدلة وثيقة وقوية حول حضور السيدة ليلى في كربلاء وواقعة الطف وقد أجاب عن الشبهات المطروحة حول هذه القضية.
فيمكننا أن نقول أن الإعتقاد الصحيح هو أن السيدة ليلى كانت موجودة في واقعة الطف وقد شاهدت بعينها المصائب التي قد حانت على أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم أجمعين.
فيمكننا أن نقول أن الإعتقاد الصحيح هو أن السيدة ليلى كانت موجودة في واقعة الطف وقد شاهدت بعينها المصائب التي قد حانت على أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم أجمعين.
الأشعار الواردة حول السيدة ليلى
يكفي في عظمة السيدة ليلى وجلالة قدرها أن شعراء العرب صنفوا أشعارا في مدحها وعظمتها. فهذا يدلّ على مدى مقامها بين المسلمين والعرب. لأن الشعر في ذلك الحين كان من أهم الأمور بين العرب. فمن هذه الأشعار، أشعار الحارث بن خالد. قال الحارث بن خالد المخزومي:
أَطَافَتْ بنا شَمسُ النَّهَارِ ومَن رَأى ** مِن النَّاسِ شَمساً بالعشاءِ تَطُوفُ
أبو أُمِّها أوفَى قُريشٌ بِذِمَّةٍ ** وأعمَامُها إمَّا سَألت ثَقيفُ
وقال:
أمنْ طلل بالجزعِ مِن مكَّة السِّدر ** عَفَا بَينَ أكنَافِ المشقّر فالحضرِ
ظَلَلْت وظَلَّ القَومُ مِن غَيرِ حَاجةٍ ** لَدُنْ غدوة حتَّى دَنَتْ حزّة العصرِ
يبكّون مِنْ لَيلَى عُهوداً قَديمةً ** ومَاذا يُبكِّي القَومَ مِن مَنزلٍ قَفرِ
أَطَافَتْ بنا شَمسُ النَّهَارِ ومَن رَأى ** مِن النَّاسِ شَمساً بالعشاءِ تَطُوفُ
أبو أُمِّها أوفَى قُريشٌ بِذِمَّةٍ ** وأعمَامُها إمَّا سَألت ثَقيفُ
وقال:
أمنْ طلل بالجزعِ مِن مكَّة السِّدر ** عَفَا بَينَ أكنَافِ المشقّر فالحضرِ
ظَلَلْت وظَلَّ القَومُ مِن غَيرِ حَاجةٍ ** لَدُنْ غدوة حتَّى دَنَتْ حزّة العصرِ
يبكّون مِنْ لَيلَى عُهوداً قَديمةً ** ومَاذا يُبكِّي القَومَ مِن مَنزلٍ قَفرِ
هذه كانت جملة من فضائل السيدة ليلى والأمور التي قد ذكر حول هذه السيدة العظيمة. فنسأل الله أن يجعلها أسوة لنا في هذه الأيام القريبة بولادة ولدها علي الأكبر عليه السلام.
التعلیقات