كيفية التعامل مع الأطفال المصابين بالربو ونصائح لتقليل مضاعفاته
موقع سیدتی
منذ شهرتنقسم الأمراض التنفسية التي تصيب الأطفال إلى أمراض موسمية وامراض مزمنة، ولذلك تقلق الأم حين يخبرها الطبيب أن طفلها يعاني من أزمات ربوية أو أنه مصاب بمرض الربو الشعبي كما يطلق عليه، وتعتقد أن طفلها سوف يعيش في ألم وعذاب ما تبقى من حياته، ولا تعرف أن مرض الربو الشعبي هو من الأمراض التي يستطيع الأطفال التأقلم معها والسيطرة على أعراضها حين يكبرون؛ بسبب تقوية مناعتهم في كثير من الأحيان.
يشكل مرض الربو واحداً من الأمراض التنفسية التي تصيب الأطفال حول العالم بنسبة كبيرة، وذلك بسبب طبيعة تكوين المجاري التنفسية عند الطفل، والتي تختلف عن طبيعتها لدى البالغين، ولذلك تتساءل الأمهات حول كيفية التعامل مع الطفل المريض بالربو، ولذلك فقد التقت "سيدتي وطفلك" وفي حديث خاص بها باستشاري الأمراض الصدرية الدكتور سميح أبو يحيى، حيث أشار إلى كيفية التعامل مع الأطفال المصابين بالربو ونصائح لتقليل مضاعفاته مع تعريف مرض الربو الشعبي، وأسباب حدوثه ونسبة التعافي في الآتي:
تعريف مرض الربو
يعرف مرض الربو الشعبي أو الأزمة الصدرية كما يطلق عليه "Asthma" بأنها حالة مرضية تنفسية يحدث فيها ضيق في الممرات الهوائية التي توصل الأكسجين إلى الرئتين، حيث يؤدي هذا الضيق إلى أن تنتفخ تلك الممرات ويصبح التنفس صعباً بالنسبة للمريض، وخاصة إذا ما كان طفلاً؛ لأن الأطفال تكون الممرات التنفسية لديهم أكثر ضيقاً مما هي عند الكبار، كما أن ما يزيد من الضيق التفنسي إفراز المخاط بشكل إضافي، ويظهر صوتاً يشبه الصفير عند الزفير أي إخراج الهواء من الصدر مع حدوث ضيق في التنفس.
يعد مرض الربو الشعبي متراوح الشدة بين الأشخاص، فهناك بعضهم مما يشكل لهم إزعاجاً بسيطاً، ويكون الربو الشعبي المرتبط بالشعيبات الهوائية مهدداً لحياة أشخاص آخرين بسبب أزمة ربوية حادة، كما أن الربو من الأمراض التي لا يمكن علاجها بشكل نهائي على الإطلاق، ولكن يمكن السيطرة على أعراضه، ولذلك فهو يصنف ضمن الأمراض المزمنة التي تحتاج إلى المتابعة المستمرة مع الطبيب؛ خوفاً من مضاعفاتها.
أسباب اصابة الأطفال بمرض الربو
يصاب الأطفال بمرض الربو الشعبي لأسباب وراثية غالباً، وحيث أثبتت الأبحاث أن مرض الربو الشعبي هو مرض وراثي، وهو من الأمراض المزمنة التي تنتقل من أحد الوالدين إلى الأطفال، ولكن ليس من الضروري أن يصاب جميع الأطفال للأم المصابة بالربو مثلها، ولكن ذلك لا يعني أن هناك استعدادات للإصابة بالحساسية الصدرية المتراوحة الأعراض لدى باقي الأطفال.
يتسبب إصابة الأطفال بحالات الرشح والأنفلونزا والزكام، وهي غالباً أمراض شتوية، برفع احتمالات إصابتهم بمرض الربو الشعبي، حيث تتشابه الأعراض ولكن يمكن أن يتعافى الطفل من نوبة الرشح وتبقى نوبة الربو، ولكن مع أعراض تزداد وتقل حسب المسببات والمثيرات المحيطة.
يصاب الأطفال بمرض الربو الشعبي بنسبة أكبر في حال إصابتهم بمرض الارتداد المريئي، وحيث لوحظ أن هناك علاقة قوية بين الإصابة بارتداد الحمض المريئي عند الطفل وإصابته بأزمة ربوية.
يؤدي تعرض الطفل لمثيرات ومسببات الحساسية الصدرية والتنفسية إلى إصابته بأزمات ربوية متفاوتة الحدة ومن هذه المثيرات تعرضه للتدخين السلبي، وكذلك للروائح والعطور النفاذة، ومواد التنظيف الكيمائية التي تتسخدم في المنزل.
تتسبب حبوب اللقاح الموسمية وانتشارها في الهواء المحيط بمكان تواجد الطفل في رفع احتمالات إصابته بالأزمة الربوية، وحيث لوحظ أن الأزمات الربوية تزداد حدة خلال فصل الربيع وبداية فصل الخريف، أي حسب التغيرات الجوية، كما يلعب عث الغبار وحبيبات فضلات الصراصير والقطن التي تحشى به الوسائد، وأيضاً وبر الحيوانات الأليفة مثل القطط والكلاب من مهيجات الحساسية الربوية عند الأطفال.
تتسبب بعض الأدوية التي قد يتعاطاها الكبار والصغار في رفع احتمالية الاصابة بالربو الشعبي وأزماته، مثل حاصرات "مستقبلات بيتا" وكذلك الأسبرين ومضادات الالتهابات غير الستيرويدية مثل "الأيبوبروفين" وكذلك نابروكسين الصوديوم.
يصاب الأطفال بالنوبات الربوية وتهيج المجاري التنفسية وتضيقها بسبب بعض المواد الحافظة، التي تتوافر في بعض الأصناف الغذائية مثل الجمبري والاستاكوزا والفواكه المجففة بأنواعها، ورقائق البطاطس المصنّعة، حيث أثبتت الأبحاث العلمية أن توافر مادة الكبريتيت وغيرها من المواد الحافظة يرفع من احتمالية الإصابة بربو الأطفال.
تتسبب الحالة النفسية للطفل وتعرضه للغضب الشديد والقلق والتوتر وعدم العيش في بيئة مستقرة، إضافة لتعرضه لأجواء الهواء البارد لرفع معدل إصابته بمرض الربو الشعبي، مقارنة بغيره من الأطفال الذين يعيشون في بيئة آمنة، وكذلك الذين لا يتعرضون لأنشطة بدنية عنيفة لا تتناسب مع أعمارهم.
أعراض مرض الربو الشعبي عند الأطفال
لاحظي أن طفلك يصاب بضيق في التنفس مع وجود ألم وأزيز في منطقة الصدر، ويحدث صوت الأزيز عند الزفير، أي محاولة إخراج الهواء من الممرات التنفسية، وهي من أهم أعراض الربو عند الكبار والصغار.
راقبي طفلك حيث ستجدين انه يعاني من نوبات السعال المستمرة ووجود ما يعرف بـ" الخرخشة في الصدر" وتتفاقم هذه الأعراض في حال إصابة طفلك بالبرد والرشح.
توقعي ان يصاب طفلك بصعوبات في النوم بسبب ضيق التنفس، وكذلك السعال والأزيز المستمرين، ويفيد في هذه الحالة تقديم البخاخ الموضعي للطفل، والذي يساعد في توسيع الممرات التنفسية ويجب أن يتدرب على استخدامه في عيادة الطبيب المتخصص.
توقعي أن تحدث أعراض أكثر خطورة وتكون مقلقة لدى الطفل مثل ان تزداد الأزمات الربوية، مثل أن تكون متتالية وأن يستمر ضيق التنفس عند الطفل مما يستدعي نقله إلى المستشفى أو عيادة الطوارئ؛ لكي يتم وضعه على جهاز الاستنشاق مع ضرورة إجراء فحص لقياس كفاءة عمل الرئتين.
نصائح للأم لتقليل مضاعفات الربو عند الأطفال
حاولي إبعاد طفلك عن مثيرات الحساسية في المنزل، والتي يجب أن ينبهك إليها الطبيب، مثل أن تقومي بتنظيف المنزل بالمواد الكيميائية في غياب الطفل أو إرساله إلى يت الجدة، وكذلك التخلص من الحيوانات الأليفة أو وضعها في الحديقة بعيداً عن فراش الطفل وأدواته؛ لكي لا يتناثر وبرها ويسبب له تهيجاً في ممراته التنفسية.
اهتمي بمراقبة غذاء الطفل والأصناف التي يتناولها وحاولي اكتشاف الأصناف التي تسبب له زيادة في احتمال حدوث الأزمة الربوية، وامتنعي عن تقديمها له، ويمكن أن تقدمي له بدائل عنها بنفس محتواها الغذائي وغالباً ما تضم بعض أنواع الأسماك والشوكولاتة ضمن الأصناف التي تثير الحساسية الصدرية عموماً عند الأطفال.
قومي بتوفير الجو الدافئ دون مبالغة لطفلك، واحذري تعريضه للتيارات الهوائية الباردة خاصة في فصل الشتاء، وفي فترات تغيرات الفصول، ولا تخرجي به إلى الحدائق العامة حيث تنتشر حبوب اللقاح في الأجواء مثلاً؛ لأنها سوف تزيد من حدوث أعراض الحساسية الصدرية وبداية الأزمة الربوية، مثل العطس والسعال واحمرار الوجه وخاصة محيط الأنف.
ساعدي طفلك على الحصول على أدوية وعلاجات حسب تغيرات الأعراض؛ لأن الربو من الأمراض المزمنة التي تتغير أعراضها مع مرور الوقت، وتقدم الطفل في العمر، وحيث يمكن أن تتوقف أعراضه مع حدوث الأزيز في الصدر فقط، ولذلك يجب المتابعة المستمرة مع الطبيب.
التعلیقات