عيوب الإنستقرام للأطفال والمراهقين وتأثيره على حياتهم
السید حيدر الجلالي
منذ 6 سنواتمنذ انطلاق الفيسبوك أتت الشبكات الاجتماعية التي تتقدم مع تطور التكنولوجية منذ ذلك الحين يوماً بعد يوم. وبعد النجاح الهائل الذي حققته الفيسبوك وعدد كبير من مستخدميه، تم تصميم العديد من الشبكات الاجتماعية، ومن بينها الإنستقرام الذي كان أكثر
انخراطاً في إشراك الجمهور وذلك بسبب إمكانياته العديدة.
وإن عدد مستخدمي هذه الشبكة الاجتماعية يرتفع بشكل خياليٍ، وسوف يصلُ قريباً حوالي مليار شخصاً. الإنستقرام، بالإضافة إلى العديد من الفوائد لمستخدميها، لديها أيضاً العديد من العيوب الخفیة والواضحة، وسوف ندرس عيوب الإنستقرام التي تؤثر على المراهقين سلبياً أكثر من غيرهم من الأشخاص.
ما هي عيوب الإنستاغرام ؟
قد كشفت الأبحاث التي أجريت مؤخراً على هذه الشبكة الاجتماعية أنّ نسبة كبيرة من المستخدمين وأعضاء هذه الشبكة الاجتماعية تتراوح أعمارهم بين 14 و 24 عام، وهذا يشير إلى أن الغرض الرئيسي من إيجاد هذه الشبكة هو جذب الجمهور من هذه الفئة العمرية؛ لهذا السبب يبدو أنّنا بصفتنا آباء وأولياء أمور يجب أن نكون أكثر معرفة بعيوب البرامج الاجتماعية وبالتحديد عيوب الإنستقرام.
الشعور بعدم الرضا عن ممتلكات الحياة
إذا قمت بتسجيل الدخول لأول مرة في الإنستقرام، ودخلت إلى بيئة الإنستقرام، فأول شيء يُلاحظ فيه هو وجود المشاهير، وأُناس ليس لديهم أي مشاكل أو مخاوف بالحياة أو الاجتماع بالظاهر. هذا قد لا يبدو مهماً جداً للوهلة الأولى، ولكن إذا نظرنا إليه من وجهة نظر المراهق، سوف نرى أن هذا الزخم من الناس الذين يبدو أنهم غارقون في الراحة والفرح، وكل يوم لديهم ملذات وإمكانيات جديدة لا تُعد ولا تُحصى، ويتقاسمون، ويتبادلون صورهم مع الآخرين، لديهم تأثيراً سلبياً كبيراً على نفسية المراهق وحياته.
المراهقون والشباب عادةً لم يرغبوا في الحصول على كل شيء معاً في هذا العمر، وعندما يرون الناس مع هذه الحياة الخلاّبة على الإنستقرام، يلومون أنفسهم وعوائلهم بأنّ لماذا لم يتمكنوا من الوصول إلى هكذا حياة؟ وهذا الشيء واحدة من العيوب الرئيسية للإنستقرام التي له تأثير سلبي على نظرة الناس وخاصة المراهقين والشباب.
الشعور بعدم الرضا عن الجمال والرشاقة
بيّنت البحوث أن معظم الناس الذين أصيبوا بالسوء من قبل الإنستقرام هم من الفتيات الصغيرات اللواتي يشعرن بعدم الرضا عن مظهرهن ورشاقتهن، وهذا يسبب الهزيمة النفسية لهؤلاء الفتيات، ويشعرون بالغيرة تجاة اللواتي هنّ أكثر جمالاً ورشاقةً منهن، ففي مجتمع الفتيات الصغيرات يعتبر عدد المتابعين (Fallower) معياراً هاماً، والفتيات يحاولن إظهار جوانب مختلفة من جمالهن لكي يلتفت الناس إلى جمالهن.
لقد رأينا عدة مرات في الإنستقرام أن الفتيات الصغيرات يشاركن صورهن التي ليست ممتعة مع أولياء أمورهن، لكن من الواضح أنّ هذا الفعل يكون لجذب انتباه الآخرين؛ لكي يحسسن الآخرين بفتونهنّ وجمالهنّ وميزاتهنّ، وواحدة من العيوب الإينستغرام هو أيضاً خلق التوترات في الأسر.
تقليل النوم ووقت الراحة بإستخدام الإنستقرام
الجميع يعرف أن جسم الإنسان العادي يحتاج إلى 6 إلى 8 ساعات من النوم يوميا، وجاذبية الشبكات الاجتماعية وخاصة الإنستقرام عالية جداً، بحيث يمكن أن يستغرق الأمر ساعات؛ لكي يستغلها الشخص، ويكتشف المزيد من المعلومات، وهذه القضية مشهودة بنسبة كبيرة بين الشباب والمراهقين، فنرى أن الكثير ينفق من الوقت والطاقة على الإنستقرام الذي يقلل من وقت النوم، وبالتالي ليس لديه ما يكفي من الطاقة للأنشطة اليومية.
التحرش بالإنترنت هو عيب آخر من مثالب الإنستقرام
هل سمعت بعض الأخبار عن التحرش في الإنترنت؟ يشير عدد كبير من البحوث إلى أن هذه العملية شائعة جداً، ويستهدف الفتيات المنفتحات غالبا، فيمكن ببساطة الوصول إلى الملفات الشخصية لجماهير الناس من خلال معرفة هوية الآخرين على الإنستقرام؛ ولهذا يتمكنوا من مضايقة الشخص ومضايقة الآخرين بسهولة. لقد أجبر الكثير من الناس الذين أرادوا إنقاذ أنفسهم من هذا التحرش إلى مسح حساباتهم الشخصية على الإنستقرام.
الإستنتاج
بطبيعة الحال، من بين كل هذه الأضرار والعيوب، لدى الشبكات الاجتماعية فوائد عظيمة مثل التسهيل في التواصل الاجتماعي، وإيجاد المزيد من العلاقات والصداقات، والتسهيل في العِلم عن أحوال الأصدقاء والعديد من الفوائد الأخرى. يبدو أن لدفع أو تقليل التأثير السلبي للإنستقرام، ينبغي رصدْ الطريقة التي يستخدم بها الأطفال والمراهقين لهذه الشبكات الاجتماعية، فيمكن لأولياء الأمر ومن خلال تثبيت برامج خاصة في الكمبيوترات أو الجولات السيطرة على الإنستقرام المستخدم من قبل أولادهم، ما يجعل الآباء يعرفون سلوك أطفالهم على الشبكات الاجتماعية أولاً، ويطورهم مع تطور التكنولوجية ثانياً.
التعلیقات