ما هو الجلوكوما؟ مرض صامت يهدّد البصر
جمال المرأة
منذ 5 ساعاتفي عالمٍ لا نعير فيه كثيراً من الانتباه لصحة أعيننا، يتربّص بنا مرضٌ خفيّ، يتسلّل إلى البصر بصمت، ويمضي بنا نحو العمى دون سابق إنذار. إنه الجلوكوما، أو ما يُعرف بـ«الماء الأسود»؛ مرضٌ عينيّ خطير قد لا يظهر له أيّ عرضٍ واضح في بدايته، ولكن إن تُرِك دون علاج، قد يسلب الإنسان أعزّ ما يملك: نور البصر.
تعريف الجلوكوما
الجلوكوما هو حالة مرضيّة تنشأ عن ارتفاع الضغط داخل العين، مما يؤدي بمرور الزمن إلى تلف العصب البصري. ومع أن بدايات هذا المرض قد تكون صامتة، إلا أنّه في حال لم يُكتشف ويُعالج مبكّراً، يمكن أن يسبّب فقدانًا دائمًا للرؤية.
أنواع الجلوكوما
الجلوكوما الأوّلي ذو الزاوية المفتوحة:
أكثر أنواع الجلوكوما شيوعًا، يتطوّر تدريجياً دون أعراض في المراحل الأولى. ويحدث بسبب انخفاض تصريف السائل داخل العين.
الجلوكوما ذو الزاوية المغلقة:
حالة طارئة ترتفع فيها ضغط العين فجأة، وتُسبّب ألماً شديداً، وغمامة في الرؤية، واحمراراً في العين، وغثياناً وقيئاً.
الجلوكوما الخِلقية:
تصيب الأطفال والرضّع، وتنتج عن خللٍ خلقي في تصريف السائل العيني.
الجلوكوما الثانوية:
تنشأ نتيجة أمراض أخرى مثل السكّري، أو الاستخدام الطويل لأدوية الكورتيزون، أو بسبب إصابة مباشرة للعين.
الأعراض الأكثر شيوعًا
فقدان تدريجي في الرؤية الجانبية (رؤية نفقية)
ضغط مرتفع داخل العين
رؤية ضبابية أو هالات حول الأضواء
ألم حادّ ومفاجئ في العين (خصوصاً في الزاوية المغلقة)
احمرار العين، صداع، وغثيان
علاجات الجلوكوما
أولاً: العلاج الدوائي
يشمل استخدام قطرات أو حبوب لتقليل الضغط داخل العين:
قطرات مثبّطة للبيتا مثل تيمولول لتقليل إنتاج السائل.
قطرات البروستاغلاندين مثل لاتانوبروست لتسهيل تصريف السائل.
مثبّطات إنزيم كربونيك أنهيدراز مثل دورزولاميد.
الأدوية الفموية مثل أسيتازولاميد في الحالات المتقدمة.
ثانياً: العلاج بالليزر
يُستخدم حينما لا تكفي الأدوية:
ترابيكولوبلاستي: تحسين التصريف (للزاوية المفتوحة).
إيريدوتومي: إنشاء فتحة صغيرة في القزحية لتصريف السائل (للزاوية المغلقة).
ثالثاً: الجراحة
تُجرى عندما تفشل العلاجات الأخرى، وتهدف إلى خفض الضغط وحماية العصب البصري.
أشهر أنواع الجراحة:
ترابيكوليكتومي:
إنشاء مسار جديد لتصريف السائل خارج العين.
زرع أنبوب تصريف (شنت):
يُستخدم في الحالات الشديدة لتسهيل خروج السائل.
جراحات الجلوكوما الأقل تدخلاً (MIGS):
تقنيات حديثة تستخدم أدوات دقيقة لتسهيل تصريف السائل.
العناية ما بعد الجراحة
استخدام المضادّات الحيوية ومضادات الالتهاب.
الامتناع عن حمل الأثقال والانحناء.
تجنّب فرك العين أو تعريضها للماء الملوث.
ارتداء غطاء للعين أثناء النوم أو عند التعرّض للضوء القوي.
مراجعات دورية لمتابعة الضغط وحالة الجرح.
المضاعفات المحتملة
نزيف داخلي
التهابات حادّة داخل العين
انخفاض مفرط في الضغط
ضبابية مؤقتة أو ازدواج في الرؤية
وذمة في القرنية
أبرز أسباب الجلوكوما
ارتفاع الضغط الداخلي للعين بسبب سوء تصريف السائل.
الوراثة: وجود إصابة سابقة في العائلة يرفع احتمالية الإصابة.
التقدّم في السن (أكثر من ٤٠ عاماً): ترتفع معه نسبة الخطر.
أمراض مزمنة: مثل السكّري وارتفاع أو انخفاض ضغط الدم.
الاستخدام الطويل للكورتيزون: خاصة قطرات العين.
الإصابات العينية: تسبب تلفاً في قنوات التصريف.
ترقّق القرنية: خصوصاً في مركزها.
تشوّهات خلقية في بنية العين.
الصداع النصفي ومشاكل تروية العصب البصري.
خاتمة
إنّ الجلوكوما ليس مجرّد مرضٍ في العين، بل هو خطرٌ حقيقي على نعمة البصر، يتسلّل بصمت ولا يُعلن حضوره إلا في مراحل متقدّمة. لذلك فإنّ الفحص الدوري للعين، خصوصاً عند الأشخاص المعرّضين للخطر، ضرورة لا غنى عنها للحفاظ على الرؤية وسلامة العصب البصري.
أسئلة وأجوبة
1. هل يمكن الشفاء الكامل من الجلوكوما؟
لا يمكن الشفاء التام منه، ولكن يمكن السيطرة عليه ومنع تطوّره بالعلاج المناسب.
2. هل يشعر المريض بألم في بداية المرض؟
عادة لا، خصوصاً في الزاوية المفتوحة، لكن في الحالات الحادّة قد يشعر بألم شديد.
3. هل الوراثة تلعب دوراً كبيراً؟
نعم، التاريخ العائلي من أبرز عوامل الخطر.
4. هل الجراحة خطرة؟
ليست خطرة في الغالب، لكن كأي عملية، قد تحمل بعض المضاعفات التي يمكن السيطرة عليها.
5. متى يجب زيارة طبيب العيون؟
يفضّل إجراء فحص شامل للعين مرة كل سنة بعد سن الأربعين، أو فور ظهور أعراض غير طبيعية.
ماذا عليك أن تفعل الآن؟
لا تؤجّل فحص العين، خصوصاً إذا كنت فوق الأربعين، أو لديك تاريخ عائلي للمرض.
تحدّث مع طبيبك عن الفحص الدوري لضغط العين.
شارك هذا المقال مع من تحب، فربما تنقذ بصراً قبل أن يُفقد.
هل لديك أسئلة عن صحة عينيك؟ اكتُبها لنا في التعليقات، وسنجيبك باهتمام.
التعلیقات