ما هو السادّ (الماء الأبيض)؟
جمال المرأة
منذ 5 ساعاتدعنا نبدأ هذا اليوم بمعلومة قد تغيّر نظرتك تجاه صحتك البصرية.
السادّ، أو ما يُعرف بالماء الأبيض، هو تَغَيُّم تدريجي يصيب عدسة العين الطبيعية، مما يؤدي إلى تشوّش في الرؤية وانخفاض تدريجي في وضوح البصر. العدسة في حالتها الطبيعية تكون شفافة وتقوم بتركيز الضوء على شبكية العين لتكوين صورة واضحة. لكن مع الإصابة بالسادّ، تبدأ العدسة بفقدان شفافيتها، فيبدو العالم مشوشًا ومغبّشًا في نظر المصاب.
أبرز أعراض السادّ:
حين تصاب العين بالسادّ، تبدأ بإرسال إشارات تحذيرية تستحق الانتباه، منها:
رؤية ضبابية أو ازدواجية في الصور.
حساسية زائدة تجاه الأضواء الساطعة أو التوهج.
ضعف الرؤية الليليّة.
تغيّرات متكررة في درجة النظارات الطبية.
ملاحظة هالات ضوئية حول مصادر الضوء.
بهتان الألوان أو تغيّر في تمييزها.
الأسباب وعوامل الخطر:
الإصابة بالماء الأبيض لا تحدث عبثًا، بل هناك أسباب متراكبة قد تؤدي إليها، منها:
التقدّم في العمر: ويُعد السبب الأكثر شيوعًا.
العوامل الوراثية: وجود تاريخ عائلي للمرض.
الأمراض المزمنة: مثل داء السكري.
استخدام بعض الأدوية لفترات طويلة: خاصة الكورتيكوستيرويدات.
التعرّض للصدمات أو الجروح في العين.
التعرّض المفرط لأشعة الشمس دون حماية.
التدخين وتناول الكحول.
ما هو العلاج الفعّال للسادّ؟
رغم جميع المحاولات بالقطرات الطبية أو النظارات، فالجراحة هي العلاج الوحيد المؤكّد والفعّال لإزالة السادّ واستعادة وضوح الرؤية. وتتمثل العملية في إزالة العدسة المعتمة واستبدالها بعدسة صناعية شفافة تُزرع داخل العين. وهناك طرق متعددة لهذه الجراحة، نذكر منها:
1. تقنية الفاكو (Phacoemulsification):
هي الطريقة الأكثر شيوعًا في العالم اليوم.
تستخدم موجات فوق صوتية لتفتيت العدسة المعتمة.
يتم امتصاص الفُتات ثم تُزرع العدسة الصناعية.
ميزة هذه الطريقة في أن الجرح صغير والتعافي سريع.
2. الجراحة خارج المحفظة (ECCE):
تُستخدم في الحالات المتقدمة.
تُزال العدسة كاملة عبر شق جراحي أكبر.
3. الجراحة بالليزر (Femtosecond Laser):
تعتمد على الليزر في عمل الشقوق وتفتيت العدسة.
أكثر دقة وأقل ضررًا للأنسجة.
ما بعد العملية: العناية والتوصيات
الرؤية الجديدة تحتاج إلى رعاية دقيقة لضمان نتائج طويلة الأمد. من النصائح الأساسية:
استخدام القطرات الموصوفة: وتشمل عادةً مضادات حيوية ومضادات التهاب.
تجنّب الضغط على العين: كرفع الأشياء الثقيلة أو الانحناء المفرط.
النوم على الجهة المعاكسة للعين التي أُجريت عليها الجراحة.
ارتداء نظارات شمسية عند الخروج لحماية العين من أشعة الشمس.
الامتناع عن غسل الوجه بالماء أو استخدام الشامبو والصابون بشكل مباشر لأيام.
عدم فرك العين بأي شكل من الأشكال.
الامتناع عن القيادة إلى أن تتحسن الرؤية بالكامل.
متابعة المراجعات الطبية بشكل منتظم لتقييم الشفاء.
المضاعفات المحتملة بعد العملية
رغم أن العملية آمنة وناجحة في الغالبية العظمى من الحالات، إلا أنّ بعض المضاعفات قد تظهر، منها:
التهابات أو عدوى داخل العين.
ارتفاع الضغط داخل العين.
تشوش مؤقت في الرؤية.
تحرك العدسة المزروعة من مكانها.
تغبيش المحفظة الخلفية للعدسة، والذي يمكن تصحيحه لاحقًا بواسطة الليزر.
كم يستغرق التعافي الكامل؟
تبدأ الرؤية بالتحسن تدريجيًا خلال 2 إلى 4 أسابيع من الجراحة.
ومع مرور الأشهر التالية، تصل الرؤية إلى أفضل حالاتها بشكل تدريجي.
الأسئلة المتكررة:
1. هل يمكن علاج السادّ دون جراحة؟
لا، الجراحة هي الحل الوحيد لإزالة العدسة المعتمة واستعادة الرؤية الواضحة.
2. هل الجراحة مؤلمة؟
لا، تُجرى تحت تأثير التخدير الموضعي، ولا يشعر المريض بألم أثناء العملية.
3. هل يمكن أن يعود السادّ بعد الجراحة؟
لا يعود السادّ نفسه، ولكن قد يحدث تغبيش في الكبسولة الخلفية، ويُعالج بسهولة بالليزر.
4. متى يمكنني العودة إلى حياتي اليومية؟
معظم المرضى يعودون إلى أنشطتهم الخفيفة خلال أسبوع، لكن يُنصح بتجنّب الإجهاد لمدة شهر.
5. هل كل المصابين يحتاجون إلى الجراحة فورًا؟
ليس بالضرورة. تُقرّر الجراحة عندما تؤثر أعراض السادّ على جودة الحياة والنشاط اليومي.
خاتمة: لا تهمِل عينيك
السادّ من الحالات الشائعة التي قد تمرّ بنا جميعًا مع التقدم في العمر، لكن الأمل متاح والعلاج ناجح.
كلّما سارعت في التشخيص، كلّما كانت فرص التعافي والرؤية الواضحة أعلى.
هل تعاني من أعراض تشبه ما ذكرناه؟
لا تنتظر، بادر بحجز موعد مع طبيب العيون واطمئن على نظرك.
رؤيتك تساوي حياتك… فلا تهملها.
التعلیقات