تأديب الطفل وتعليمه
موقع وارث
منذ 6 سنواتلا شك أن السنوات الأولى من عمر الطفل، هي أهم مراحل حياته، ومن هذا المنطلق يؤكد علماء التربية على ضرورة الاهتمام الزائد بالطفل ، وأهمية تأديبه بالآداب الحسنة.
قال سيد الموحدين، الإمام علي (عليه السلام) مبيّناً أهمية الأدب وأرجحيته على غيره .. : (خير ما ورّث الآباءُ الأبناء الأدبَ) (1).
وقال (عليه السلام) : ( إنّ الناس إلى صالح الأدب، أحوج منهم إلى الفضّة والذّهب) (2).
وسلّط حفيده الإمام الصادق (عليه السلام) أضواءً معرفية أقوى، فكشف عن العلة الكامنة وراء تفضيل الأدب على المال بقوله: ( إنَّ خير ما ورّث الآباء لأبنائهم الأدب لا المال، فإنّ المال يذهب والأدب يبقى..)(3).
وينبغي الإشارة إلى أن موضوع ( أدب الأطفال ) قد احتل مساحةً واسعة من أحاديث أهل البيت (عليهم السلام): ، فنجد تأكيداً على المبادرة إلى تأديب الأحداث قبل أن تقسو قلوبهم ويصلب عودهم؛ لأن الطفل كورقة بيضاء تقبل كل الخطوط والرُسوم التي تنتقش عليها، يقول الإمام علي لولده الحسن (عليه السلام): ( إنما قلب الحدث كالأرض الخالية، ما أُلقي فيها من شيء قبلته، فبادرتك بالأدب قبل أن يقسو قلبك، ويشتغل لبّك)(4).
وكان ذلك ديدن الأئمة : فمع ما كانوا عليه من العصمة يولون لأدب أولادهم عناية خاصة، وكان أبوهم علي (عليه السلام) أديب النبي (صلى الله عليه واله)، يتبعه اتّباع الفصيل لأمه، فأورث أدبه الراقي لأولاده من بعده ، وكلاهما يضيء من مشكاةٍ واحدة هي مشكاة الوحي، يقول صادق أهل البيت (عليه السلام) : ( أدّبني أبي بثلاث .. قال لي : يا بنيَّ من يصحب صاحب السّوء لا يسلم ، ومن لا يقيّد ألفاظه يندم ، ومن يدخل مداخل السّوء يتّهم)(5).
__________________
1ـ غرر الحكم.
2ـ غرر الحكم.
3ـ روضة الكافي 8 : 20(ع) / 133 ، والمراد بالأدب هنا : العلم ، صرح بهذا مسعدة بن صدقة راوي الحديث.
4ـ بحار الانوار (ع)(ع) : 201.
5ـ بحار الانوار (ع)8 : 2(ص)1.
التعلیقات