طفلي عنيد وعصبي! ما الحل؟
موقع مجلة لها
منذ 6 سنوات
طفلي عنيد ولا يسمع الكلمة! طفلي ينفجر غضباً وبكاءً كلما وجّهت إليه ملاحظة! هل يصدر هذا السلوك عن وعي وإرادة، أم عن غير وعي؟ هل يجدر بالأهل الاستسلام أمام السلوك المضطرب لطفلهما، أم يتوجب عليهما الإسراع في معالجة ذلك الاضطراب؟
تُعدّ حالة العناد والعصبية عند الأطفال من أنواع السلوك المضطرب. وهذا السلوك في غاية الخطورة لأنه ينتقل بالعدوى بين الأطفال، ويصبح بالتالي الطفل العنيد والعصبي مثالاً يقتدي به باقي الأطفال.
ما أسباب ذلك السلوك المضطرب، وما هي سُبل معالجته؟ وكيف يجدر بالأهل التعاطي مع طفلهم العنيد للتخفيف من وطأة سلوكه المزعج؟
أسباب عصبية الطفل
تنجم عصبية الطفل عن ضيق يشعر به، أو توتر يُصيبه تجاه مشكلةٍ ما، أو موقف يمرّ به. وتتجلّى تلك العصبية على شكل صراخٍ شديد، أو مشاجرات مع أقرانه، أو مع من يُحيطون به كإخوته ووالديه. ومن مظاهر العصبية لدى الطفل: قضم الأظافر، أو مصّ الأصابع، أو إصرار الطفل على ما يريده.
• العصبية عند الأطفال لها أسبابٌ مرضية، ونفسية، وتربوية، واجتماعية، أبرزها:
• اضطرابات في الغدّة الدرقية.
• اضطرابات في الجهاز الهضمي.
• مرض الصرع.
• اتصاف أحد الوالدين، أو كليهما بهذا السلوك (أي العناد والعصبية).
• عدم إشباع رغبات الطفل واحتياجاته المنطقية.
• قسوة الأسرة على الطفل وتعنيفه لأبسط الأسباب.
• تقييد حركة الطفل، سواء جسدياً أو معنوياً.
• عدم الإصغاء إلى أفكار الطفل ومقترحاته.
• الدلال الزائد للطفل، وتلبية كل رغباته حتى لو كانت كثيرة ومتكررة.
• التفريق داخل الأسرة في المعاملة بين الأطفال وتفضيل أحدهم على الآخر.
• الاضطراب الأسري، وغياب الدفء والحنان والعطف.
كيفية التعامل مع الطفل العنيد والعصبي
لا بد أولاً من معرفة الأسباب التي تدفع الطفل إلى السلوك العنيد والعصبي. فهذه أول خطوة في درب العلاج الصحيح. كما يتوجب على الأهل الانتباه إلى الأوقات التي يكشف فيها الطفل عن السلوك العصبي، والعوامل الخارجية التي ترفع من حدّته أو تكون حافزاً له.
بالفعل، يشدّد الاختصاصيون على أهمية تشخيص دوافع السلوك العنيد قبل الشروع في إيجاد الحلول. فلكل دافع من دوافع السلوك العنيد علاجاته المناسبة.
فعلى سبيل المثال، إذا كان سبب العناد والعصبية عند الطفل وجود مرضٍ عضوي أو عصبي، توجّب على الوالدين علاجه، واتخاذ الإجراءات المناسبة لهذا الظرف.
وإذا كان سبب السلوك العنيد البيئة المحيطة بالطفل، وما فيها من صخبٍ وانعدامٍ للأمن والحب والعطف والحنان، توجّب على الوالدين توفير الجو الأسري والصحي الملائم للطفل.
سُبل معالجة السلوك المضطرب
هناك العديد من الوسائل الممكن اتّباعها مع الطفل العنيد والعصبي لمعالجة سلوكه المزعج وغير المرغوب فيه:
• ترك مساحة للطفل للتعبير عن رأيه. فهذا يُعطيه فرصة للتنفيس عن مشاعره الداخلية.
• توطيد العلاقة بين الطفل ووالديه. فكلما كان حب الطفل لوالديه كبيراً، ازداد تقبّله لهما واستجابته لمطالبهما.
• مراعاة الاختلافات الفردية بين الأطفال، بحيث لا يطلب الوالدان من الطفل أمراً يعجز عن تنفيذه.
• التعاطي مع الطفل بطريقةٍ إيجابيةٍ، وبأسلوبٍ راقٍ في الحوار. فعندما نقول للطفل أدرس كي تنجح، يصبح الطفل أكثر تحمّساً للدراسة، لأن ربط النجاح بالدراسة أمرٌ إيجابي.
• القدوة، إذ لا بد للطفل أن يجد من يقتدي به في حياته. والوالدان هما أقرب قدوة للطفل بحيث يقلّد تصرفاتهما إيجاباً أو سلباً ويتّبع أسلوب المعاملة نفسه.
• الشرح والتفسير أثناء طلب فعلٍ ما من الطفل؛ فمعرفته بأسباب قيامه بهذا الفعل تجعله مستعداً لتنفيذه بحماسة واندفاع.
• عدم التسلّط في طلب أمرٍ أو اقتراح معين، بل الطلب بهدوء ووضوح، بعيداً من القسوة، أو استعمال نبرة الصوت العالية، أو استخدام ألفاظ الأمر والنهي.
• الثبات على الرأي وعدم التساهل مع الطفل. فلا يجوز مثلاً أن يتشدّد الوالدان مرة ويتساهلا مرة أخرى في الأمر نفسه، لأن الطفل لا يستوعب التقلّبات في المعايير.
• تجاهل سلوك العصيان والتمرد أثناء غضب الطفل وانفعاله، وعدم الإصرار على تنفيذ الأمر، إلا بعد أن يعود الطفل إلى هدوئه وسكينته.
• اعتماد مفهوم المكافأة، بحيث يتم استخدام أسلوب التعزيز الإيجابي مع الطفل عندما يصدر منه تصرف صائب. وليس شرطاً أن يكون التعزيز بشيءٍ مادي، فقد يكون مديحاً، أو ثناءً، أو وعداً برحلة ترفيهية قصيرة...
التعلیقات