محوريّة المرأة في الأعياد
السيد حيدر الجلالي
منذ 6 سنوات- رنّ الهاتف
سيرين (أمّ بشير): بشير.. غداً ستأتي إلى هنا، وتتغدى..
بشير: نعم يا أمّاه، سآتي أنا وريم (زوجة بشير) وحسام وزهراء (أبناء بشير).
رنّ الهاتف
- سيرين: مصطفى.. غداً ستأتي إلى هنا وتتغدى..
مصطفى: نعم يا أمّاه، سأتي أنا وفاطمة (زوجة مصطفى) وزينب (بنت مصطفى).
رنّ الهاتف
- سيرين: إيمان.. غداً ستأتين إلى هنا، وتتغدين..
إيمان: نعم يا أمّاه، سآتي أنا ورياض (زوج إيمان) وأحمد (إبن إيمان).
سيرين [بوجهٍ فرح]: رضا (أبو بشير)، سيأتون الأولاد غداً (يوم عيد الفطر)، وسنتغدى معاً.
رضا: عاشت أياديك يا سيرين، لو لم تكوني لما اهتممت بهذا الأمر لوحدي، ولَمَا جمعت الأولاد في يوم العيد. أنتِ المدبرة الحكيمة الكاملة التي بوجودك تُعطين الروح والفرح والحياة لهذا البيت (قال رضا هذا الكلام؛ ليكسب قلب سيرين).
سيرين [وبخجل]: أشكرك يا رضا، لم يحصل هذا الأمر إلّا بمساعدتك لي.
نرى بأنّ سيرين بصفتها أمّ العائلة كانت سبباً لجمع أولادها في يوم العيد في مكان واحد (بيتها)، ولم يكن ذلك إلّا؛ لأنّها مركز المحبّة والعاطفة في العائلة، وأنّها تخلق التوازن بين أفراد الأسرة، وأنّها تلعب دوراً محورياً في وصول العائلة إلى أهدافها السامية.
يقول الإمام الصادق (عليه السلام): أَكثَرُ الخَيرِ فِي النِّسَاءِ،(1) هذا يكون أكبر دليل على محورية المرأة (الأمّ) في البيت؛ لأنّها تتحمّل مسؤولية تربية الأولاد كذلك، الأولاد الذين يحملون أعباء المجتمع في المستقبل، حيث يمكن لهم خدمة المجتمع وتوصيلها إلى برّ الأمان، أو تسيرها إلى أسفل السافلين. بالطبع أنّ هذه المرأة لابد أن تحمل صفات كالحكمة والثقافة والتضحية والتعقّل، لكي تستطيع أن تكون محوراً لكيان الأسرة، وهذا هو معنى كلام النبيّ (صلى الله عليه وآله): "الْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلى مَاْلِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْه".(2)
فجاء يوم العيد، وكان الكل مجتمعون في بيت سيرين، وهم فرحون مسرورون؛ حيث أنّهم إلى جنب أخوانهم. وينظر رضا إلى سيرين والأولاد حيث أنّها تُطبّق -وبكلّ دقّة وظرافة- قول أمير المؤمنين (عليه السلام): "جِهَادُ الْمَرْأَةِ حُسْنُ التَّبَعُّلِ لِزَوْجِهَا"،(3) وسيرين تحسُن التبعّل لزوجها أولاً وتحسن إدارة البيت وترتيب نظامه ثانياً.
) من لايحضره الفقيه، ج3، ص385، ح4352.
2) مستدرك الوسائل، ج14، ص248.
3) الكافي، ج5، ص9.
التعلیقات