زواج العزّاب
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 5 سنواتيقف الشاب والشابة أمام مشاكل كثيرة في العراق من تأسيس وبناء الأسرة، وقد أصبح أمر الزواج من الأمور الصعبة لوجود أمور تعرقل هذا الأمر، وحتى الشاب العراقي بدأ يترك فكرة الزواج، ويؤجلها إلى أجل غير مسمى، ولم يجعلها من أوليات حياته؛ ولهذا نشاهد ارتفاع عمر العزّاب، وهم غير راغبين في الزواج.
ومن الموانع الرئيسة التي يواجهها الشاب العراقي اليوم هي عدم وجود العمل وبالتالي عدم توفير المال المطلوب لما يحتاجه في قضية الزواج، ومن جهة أخرى توقّعات الفتيات أصبحت كثيرة، وهي تشمل توفير البيت والأثاث والسيارة الراقية، ولم تكن هذه الأمور مطلوبة سابقا، ولم تكن من مقدمات الزواج، لكن إذا أمعنا النظر نرى أن المال لا يجلب السعادة. نعم، إن المال يساعد الإنسان في كثير من الأمور، ولكن ليس هو حلاّل المشاكل، والشاهد على ذلك انظر إلى نسبة العزوبة والطلاق عند المتموّلين، وكيف أن نسبة الطلاق والعزوبة مرتفعة بينهم، فهنا لا بدّ أن نبحث عن عنصر مهم في سعادة الزوجين ولكنه مفقود اليوم، وهو كون الرجل مسؤولاً وصاحب أخلاق وكون الزوجة صابرة ومتفهّمة لوضع زوجها فعندما يكون التفاهم بينهما نرى هذين الزوجين سعيدين ولا تأثير لوجود المال وعدمه في هذا الأمر.
ومشكلة الظروف الأمنية الصعبة، والاقتصادية الأصعب تدفع بالشاب العراقي بأن يبتعد عن فكرة الزواج وتكوين الأسرة، وهنا تتوجّه مسؤولية هذا الأمر على جميع أفراد المجتمع، والكل يملكون القدرة على تحسين هذا الأمر، ومن هذا المنطلق وردت روايات كثيرة تُشجّع وتُحفّز الإنسان على أن يساعد ويساهم في زواج العزّاب كما ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: «من زوّج أعزباً كان ممّن ينظر اللَّه عزّ وجل إليه يوم القيامة» (1).
ويصبح هذا الأمر من الأمور السهلة، وذلك إذا شارك المجتمع، وساهم لمساعدة زواج الشباب من خلال تأسيس مؤسسات خيريّة، وبإدارة حكيمة، مع إرشاد الشباب إلى ما مفاهيم إسلامية نابعة من القرآن وروايات أهل البيت (ع)؛ لتكون مصباحا يهتدون به في حياتهم الزوجية بعيدين عن الوسواس الشيطانية والانغماس في الماديات التي لا تجلب سوى الندامة للبشر.
1ـ وسائل الشيعه: ج 20، ص 450.
التعلیقات