تكافل الأرحام (٢)
عباس ذهیبات
منذ 9 سنواتكانت تعاليم الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله وأهل بيته : هذه قد أينعت ثمارها من
خلال تمتين عوامل اللحمة بين المسلمين ، فأخذت تصنع في النفوس الطيبة صنيع الغيث في التربة الكريمة.
وكان المسلمون يصلون أرحامهم استجابة للرسول صلىاللهعليهوآله وطلباً للثواب العاجل بعدما تناهى إلى أسماعهم قوله صلىاللهعليهوآله : « إنّ أعجل الخير ثوابا صلة الرَّحم » (1).
كما كان للمعطيات الإيجابية المتعلقة بصلة الرَّحم أثر هام في تشويق وتشجيع آحاد المسلمين على صلة أرحامهم والتكافل معهم ، ومن أبرز هذه المعطيات طول العمر وزيادة الرزق ، يتضح ذلك من مجموعة من الأحاديث منها قول الرسول الأكرم صلىاللهعليهوآله : « صلة الرَّحم تزيد في العمر » (2).
وعنه صلىاللهعليهوآله : « إنّ القوم ليكونون فجرة ، ولا يكونون بررة فيصلون أرحامهم فتنمى أموالهم ، وتطول أعمارهم ، فكيف إذا كانوا أبراراً بررة ؟ » (3).
ويظهر من هذا الخبر أن صلة الرحم لها آثارها الدنيوية الحسنة حتى على الفجرة فضلاً عن الصالحين ، فتحصل تنمية الأموال ؛ لأنّ الله تعالى يجعل فيها البركة ، فضلاً عن أنّ روح التعاون والتكاتف التي تنمو في نفوسهم تدفعهم للقيام بمشاريع ونشاطات اقتصادية نافعة تدرّ عليهم بالخير الوفير. أما طول الأعمار فلأنّ الله تعالى ينسأ في أجل الذين يصلون أرحامهم ويمدهم بعمر مديد ، يقول الإمام الحسين عليهالسلام : « من سرّه أن ينسأ في أجله ، ويزداد في أجله فليصل رحمه » (4).
وجاء عن الإمام الهادي عليهالسلام أنه قال : « فيما كلّم الله تعالى به موسى عليهالسلام ، قال موسى : إلهي ، فما جزاء من وصل رحمه ؟ قال : يا موسى أنسأ له أجله ، وأهوّن عليه سكرات الموت » (5).
***************************
(1) أصول الكافي ٢ : ١٥٢ / ١٥ ، باب صلة الرحم من كتاب الإيمان والكفر.
(2) معاني الأخبار / الشيخ الصدوق ، ٢٦٤ ، انتشارات إسلامي ، ط ١٣٦١ ه.
(3) أصول الكافي ٢ : ١٥٥ / ٢١ من الباب المتقدّم.
(4) الخصال : ٣٢ ، روضة الواعظين / ابن الفتال : ٣٨٨ ، منشورات الرضي ، قم.
(5) الأمالي / الشيخ الصدوق : ٢٧٦ / ٣٠٧ ، المجلس السادس والثلاثون.
التعلیقات