زينب الكبرى رائدة الحجاب والعفاف
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 4 سنواتجاء في الخبر عن يحيى المازني قال : كنت مجاوراً لأمير المؤمنين عليه السّلام في المدينة مدة مديدة، وكنت بالقرب من البيت الذي تسكنه زينب ابنته، فلا والله ما رأيت لها شخصاً، ولا سمعت لها صوتاً، وكانت إذا أرادت أن تزور قبر جدها رسول الله صلّى الله عليه وآله تخرج ليلاً؛ الحسن عليه السّلام عن يمينها، والحسين عليه السّلام عن شمالها، وأبوها أمير المؤمنين عليه السّلام أمامها، فإذا قربت من الروضة النبوية سبقها أبوها أمير المؤمنين فأخمد ضوء القناديل، فسأله الحسن عليه السّلام عن ذلك مرة، أجابه عليه السّلام: «أي بني، إنّي أخشى أنّ هناك أحداً ينظر شخص اُختك زينب». (1)
وقال الشيخ المامقانيّ في معرض حديثه عن السيّدة زينب عليها السّلام: زينب، وما زينب! وما أدراك ما زينب! هي عقيلة بني هاشم، وقد حازت من الصفات الحميدة ما لم يَحُزْها بعد أمّها أحد، حتّى حقّ أن يُقال: هي الصدّيقة الصغرى، هي في الحجاب والعفاف فريدة، لم يَرَ شخصَها أحدٌ من الرجال في زمان أبيها وأخوَيها إلى يوم الطفّ، وهي في الصبر والثبات وقوّة الإيمان والتقوى وحيدة، وهي في الفصاحة والبلاغة كأنّها تُفرِغ عن لسان أمير المؤمنين عليه السّلام كما لا يَخفى على مَن أمعن النظر في خُطبتها. ولو قلنا بعصمتها لم يكن لأحد أن يُنكر ـ إن كان عارفاً بأحوالها في الطفّ وما بعده. كيف ولولا ذلك لما حمّلها الحسين عليه السّلام مقداراً من ثقل الإمامة أيّام مرض السجّاد عليه السّلام، وما أوصى إليها بجملة من وصاياه، ولَما أنابَها السجّادُ عليه السّلام نيابةً خاصّة في بيان الأحكام وجملة أخرى من آثار الولاية. (2)
وللسيّدة زينب عليها السّلام مواقف عديدة في الدفاع عن إمام زمانها، فنراها تستمر في مواقفها في المنافحة عن الإمام زين العابدين عليه السّلام بعد استشهاد أبيه سيّد الشهداء الحسين عليه السّلام، تعزّيه تارةً وتصبّره، وتحافظ عليه من القتل، وتَفديه بنفسها تارة أخرى.
كل هذه الأوصاف التي ذكرت للسيدة زينب عليها السلام فهنا سؤال يطرح نفسه كيف امرأة بهذه العظمة والفخامة التي نالت عليهما من شرف نسبها والتزامها، بحيث لا يرى أحد شخصها، فكيف تخرج بين ألدّ أعداء الدين، وتقوم بإلقاء تلك الخطب حيث فضحت كل ما خطط له بني أمية في الكوفة والشام؟
لقد شاهدت السيّدة زينب عليها السلام في مجلس يزيد مشاهد وقضايا، وسمعت من يزيد كلمات تعتبر من أشدّ أنواع الإهانة والاستخفاف بالمقدّسات، كان ينكشف منها إلحاده وزندقته وإنكاره لأهمّ المعتقدات الإسلاميّة .
فهنا كيف تسكت؟! وهي تعلم أنّ بإمكانها أن تزيّف تلك الدعاوى، وتفنّد تلك الأباطيل؛ لأنّها مسلّحة بسلاح المنطق المفحم، والدليل القاطع، وقدرة البيان، وقوّة الحجّة.
ولعلّ التكليف الشرعيّ فرض عليها أن تكشف الغطاء عن الحقائق المختفية عن الحاضرين في ذلك المجلس الرهيب؛ لأنّ المجلس كان يحتوي على شتّى طبقات الناس، وقد خدعتهم الدعايات الأُموية، وجعلت على أعينهم أنواعاً من الغشاوة، فصاروا لا يعرفون الحقّ من الباطل، طيلة أيّام الحكم الأُموي.
بالرغم من أنّها كانت أجلّ شأناً، وأرفع قدراً من أن تخطب في مجلس ملوّث لا يليق بها؛ لأنّها سيّدة المخدّرات والمحجّبات !
ولكن الضرورة أباحت لها أن توقظ تلك الضمائر، وتعيد الحياة إلى القلوب التي أماتتها الشهوات، فباتت وهي لم تسمع كلمة موعظة من واعظ، ولا نصيحة من ناصح.
فهنا السيدة زينب سلام الله عليها ظهرت بتمام حجابها واحتشامها للملأ العام؛ لكي تكشف عن حقائق الأمور، وتعرّف الناس الحق، وترشدهم إليه، كما كان ذلك دأب أهل بيت عليهم السلام، وخطبت بتمام معنى العفة، وبيّنت للنساء إذا جاء يوم يستدعي أن تخرج لتقول الحق وتبينه، فعليها أن تلبي هذا النداء كما فعلت سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، وتبعتها بناتها الصديقة الصغرى زينب الكبرى وأختها العقيلة أم كلثوم صلوات الله عليهما وسائر نساء أهل البيت عليهم السلام.
ـــــــ
وقال الشيخ المامقانيّ في معرض حديثه عن السيّدة زينب عليها السّلام: زينب، وما زينب! وما أدراك ما زينب! هي عقيلة بني هاشم، وقد حازت من الصفات الحميدة ما لم يَحُزْها بعد أمّها أحد، حتّى حقّ أن يُقال: هي الصدّيقة الصغرى، هي في الحجاب والعفاف فريدة، لم يَرَ شخصَها أحدٌ من الرجال في زمان أبيها وأخوَيها إلى يوم الطفّ، وهي في الصبر والثبات وقوّة الإيمان والتقوى وحيدة، وهي في الفصاحة والبلاغة كأنّها تُفرِغ عن لسان أمير المؤمنين عليه السّلام كما لا يَخفى على مَن أمعن النظر في خُطبتها. ولو قلنا بعصمتها لم يكن لأحد أن يُنكر ـ إن كان عارفاً بأحوالها في الطفّ وما بعده. كيف ولولا ذلك لما حمّلها الحسين عليه السّلام مقداراً من ثقل الإمامة أيّام مرض السجّاد عليه السّلام، وما أوصى إليها بجملة من وصاياه، ولَما أنابَها السجّادُ عليه السّلام نيابةً خاصّة في بيان الأحكام وجملة أخرى من آثار الولاية. (2)
وللسيّدة زينب عليها السّلام مواقف عديدة في الدفاع عن إمام زمانها، فنراها تستمر في مواقفها في المنافحة عن الإمام زين العابدين عليه السّلام بعد استشهاد أبيه سيّد الشهداء الحسين عليه السّلام، تعزّيه تارةً وتصبّره، وتحافظ عليه من القتل، وتَفديه بنفسها تارة أخرى.
كل هذه الأوصاف التي ذكرت للسيدة زينب عليها السلام فهنا سؤال يطرح نفسه كيف امرأة بهذه العظمة والفخامة التي نالت عليهما من شرف نسبها والتزامها، بحيث لا يرى أحد شخصها، فكيف تخرج بين ألدّ أعداء الدين، وتقوم بإلقاء تلك الخطب حيث فضحت كل ما خطط له بني أمية في الكوفة والشام؟
لقد شاهدت السيّدة زينب عليها السلام في مجلس يزيد مشاهد وقضايا، وسمعت من يزيد كلمات تعتبر من أشدّ أنواع الإهانة والاستخفاف بالمقدّسات، كان ينكشف منها إلحاده وزندقته وإنكاره لأهمّ المعتقدات الإسلاميّة .
فهنا كيف تسكت؟! وهي تعلم أنّ بإمكانها أن تزيّف تلك الدعاوى، وتفنّد تلك الأباطيل؛ لأنّها مسلّحة بسلاح المنطق المفحم، والدليل القاطع، وقدرة البيان، وقوّة الحجّة.
ولعلّ التكليف الشرعيّ فرض عليها أن تكشف الغطاء عن الحقائق المختفية عن الحاضرين في ذلك المجلس الرهيب؛ لأنّ المجلس كان يحتوي على شتّى طبقات الناس، وقد خدعتهم الدعايات الأُموية، وجعلت على أعينهم أنواعاً من الغشاوة، فصاروا لا يعرفون الحقّ من الباطل، طيلة أيّام الحكم الأُموي.
بالرغم من أنّها كانت أجلّ شأناً، وأرفع قدراً من أن تخطب في مجلس ملوّث لا يليق بها؛ لأنّها سيّدة المخدّرات والمحجّبات !
ولكن الضرورة أباحت لها أن توقظ تلك الضمائر، وتعيد الحياة إلى القلوب التي أماتتها الشهوات، فباتت وهي لم تسمع كلمة موعظة من واعظ، ولا نصيحة من ناصح.
فهنا السيدة زينب سلام الله عليها ظهرت بتمام حجابها واحتشامها للملأ العام؛ لكي تكشف عن حقائق الأمور، وتعرّف الناس الحق، وترشدهم إليه، كما كان ذلك دأب أهل بيت عليهم السلام، وخطبت بتمام معنى العفة، وبيّنت للنساء إذا جاء يوم يستدعي أن تخرج لتقول الحق وتبينه، فعليها أن تلبي هذا النداء كما فعلت سيدة النساء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها، وتبعتها بناتها الصديقة الصغرى زينب الكبرى وأختها العقيلة أم كلثوم صلوات الله عليهما وسائر نساء أهل البيت عليهم السلام.
ـــــــ
1ـ عقيلة بني هاشم: ص 13.
2ـ تنقيح المقال: المامقاني ج 3، ص 79 .
التعلیقات