مضرات السهر على نمو الأولاد
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 4 سنواتقال الله تعالى في محكم كتابه العزيز: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ﴾. (1)
وقال عزّ وجل: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا﴾. (2)
السهر: هو تأخير النوم إلى ساعات متأخرة من الليل، وباتت عادة سيئة منتشرة في العالم كله، وسببه رئيسي هو التقدم التكنولوجي الذي أسهم في جعل معظم محطات البث الفضائية تتواصل في الليل كما في النهار، والهواتف الذكية، وسواها، وسواها...
ماذا يحدث في الجسم نتيجة السهر وقلة النوم؟
يرتبط النوم ليلاً بإفراز هرمون الميلاتونين (Melatonin)، والذي يزيد إفرازه في الظلامن ويقل في وجود ضوء النهار.
وعندما تطيل السهر، وتقلل من عدد ساعات نومك ليلاً، فإنك تحرم جسمك من إفراز القدر الكافي منه، فتختل مستويات هذا الهرمون في جسمك، ما يؤثر سلباً على انتظام الوظائف التالية لديك:
1ـ تقليل الكفاءة العضلية للجسم.
2ـ خلل الجهاز المناعي.
3ـ الإصابة بالأرق.
4ـ قلة النوم يؤثر على السمنة. وغيرها من الآثار السلبية في سهر الليل.
هذا تأثير قلة النوم على الجسم، وأكثر ما يتعرض لهذه الأعراض هم الأطفال؛ فعلى الوالدين أن يصنعوا أجواء تساعد أطفالهم وأنفسهم على النوم الكافي في طول الليل، وهنا نذكر بعض الأمور التي تساعد على تنظيم نوم الأطفال:
تهيئة الغرفة للنوم:
أيها الأم، امنعي الأصوات العالية داخل الغرفة، أغلقي التليفزيون وشغلي إضاءة خافتة بالغرفة، مع ضرورة التأكد من أن درجة حرارة الغرفة مناسبة لنوم الطفل؛ إذ تؤثر هذه العوامل في راحة الطفل وهدوئه وسرعة خلوده إلى النوم.
تصحيح نوم الأطفال:
ضعي روتينًا ثابتًا لنوم طفلك، فيمكنكِ تحديد ميعاد للنوم وميعاد للاستيقاظ، وإذا تأخر طفلكِ يومًا في النوم ليلًا، فلا تسمحي له بالنوم صباحًا لفترة أطول حتى لا يعتاد على ذلك، بل أيقظيه في موعد استيقاظه المعتاد.
بعض الاعمال المستحبة قبل الدخول الى النوم
روي في خلاصة الأذكار عن الزهراء صلوات الله عليها قالت: «دخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وآله وقد افترشت فراشي للنوم، فقال لي: يا فاطمة لا تنامي إِلاّ وقد عملت أربعة: ختمت القرآن، وجعلت الأنبياء شفعاءك، وأرضيت المؤمنين عن نفسك، وحججت، واعتمرت.
قال هذا وأخذ في الصلاة، فصبرت حتى أتمّ صلاته. قلت يا رسول الله -صلى الله عليه وآله- أمرت بأربعة لا أقدر عليها في هذا الحال فتبسم صلى الله عليه وآله، وقال: إذا قرأت (قل هو الله أحد) ثلاث مرات، فكأنك ختمت القرآن، وإذا صلّيت عليّ وعلى الأنبياء قبلي كنّا شفعاءك يوم القيامة، وإذا استغفرت للمؤمنين رضوا كلهم عنك، وإذا قلت: سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ لله وَلا إلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ، فقد حججت واعتمرت». (3)
عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: «إذا أراد أحدكم النوم، فليضع يده اليمنى تحت خده الأيمن، ويقول: (بِسْمِ الله وَضَعْتُ جَنْبِي لله عَلى مِلَّةِ إبْراهِيم وَدِينِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وآله، وَوِلايَةِ مَنْ افْتَرَضَ الله طاعَتَهُ، ما شَاءَ الله كانَ وَما لَمْ يَشَاءْ لَمْ يَكُنْ). فمن قال ذلك عند منامه حفظه الله من اللص المغير والهدم واستغفرت له الملائكة». (4)
1ـ سورة يونس: الآية 67.
2ـ سورة الفرقان: الآية 47.
3ـ خلاصة الاذكار: ٧٠، فصل ٣؛ مفاتيج الجنان: ص 860.
4ـ عدّة الداعي: ٣٢٤؛ مفاتيح الجنان: ص 868.
التعلیقات