ليلة القدر وفاطمة الزهراء صلوات الله عيلها
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 4 سنواتوروى فرات الكوفي في تفسيره -وهو من أعلام الغيبة الصغرى- قال: حدّثنا محمّد بن القاسم بن عُبيد معنعناً* عن أبي عبد اللَّه عليه السلام أنّه قال: « ﴿ إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ﴾الليلة فاطمة، والقدر اللَّه، فمن عرف فاطمة حقّ معرفتها، فقد أدرك ليلة القدر، وإنّما سُمّيت فاطمة؛ لأنّ الخلق فطموا عن معرفتها.
وقوله: ﴿وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ يعني خير من ألف مؤمن، وهي أمّ المؤمنين، ﴿تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ والرُّوحُ فِيها﴾ والملائكة المؤمنون الذين يملكون علم آل محمّد صلى الله عليه وآله، والروح القدس هي فاطمة عليها السلام ﴿بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ* سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾يعني حتى يخرج القائم عليه السلام». (1)
يقول السيد منير الخبّاز في توجيه هذا الأمر: للزهراء عليها السلام مقامات جمّة، ومناقب عدة، وواحد من مقامتها المتطاولة في الشرف والعلو، هو مقام الحجيّة على الأئمة الأطهار والقادة الأبرار، من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ ولذا ورد عن الإمام العسكري عليه السلام قوله: «نحن حجج الله على الخلق وجدتنا فاطمة حجة الله علينا»، (2) فما هو كنه الحجية الفاطمية ومعناها؟
إن حجيتها عليها السلام على الأئمة عليهم السلام، ناشئة عن سيطرتها على علم التأويل، فإنها عليها السلام قد أودع عندها تأويل القرآن، والذي تم انتهاله وتحصيله من مصحف فاطمة عليها السلام، ذلك أن الزهراء عليها السلام بعد ارتحال أبيها صلى الله عليه وآله وسلم، إلى الملكوت الأعلى نزل عليها ملك، يحدثها، ويسليها كما نزلت الملائكة على مريم العذراء عليها السلام، قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ﴾، (3) وكان الذي يدون ما تحدث به الملائكة، هو أمير المؤمنين علي عليه السلام، فصار من ذلك مصحف فاطمة، (4) الذي هو تأويل للقرآن وليس قرآنا، كما يحاول أن يلبس به، بعض خصوم الإمامية عليهم.
لذا إن علم التأويل هذا كان تشريفاً للزهراء عليها السلام، فلقد شاءت حكمته سبحانه وتعالى، أن يجعل بعض أهل البيت عليهم السلام، محتاجاً إلى البعض الآخر، فأم أبيها الزهراء تحتاج إلى الصديق الأكبر علي؛ لأنه إمام زمانها وحجته عليها، وعلي يحتاج إلى فاطمة من زاوية أخرى؛ فإن فاطمة كانت المعدن لعلم التأويل، الذي تلقاه علي وأهل بيته من لدنها الشريف.
إذن، القرآن كان له تنزيل، وهو المصحف الذ ي بين أيدينا، ونزل على نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ﴾، (5) وله تأويل نزل على سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء ليها السلام؛ لذلك صح أن يقال إن ليلة القدر فاطمة؛ إذ أنها صلوات الله وسلامه عليها ظرف تأويل القرآن وليلة القدر ظرف تنزيله.
وقوله: ﴿وَما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ* لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ﴾ يعني خير من ألف مؤمن، وهي أمّ المؤمنين، ﴿تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ والرُّوحُ فِيها﴾ والملائكة المؤمنون الذين يملكون علم آل محمّد صلى الله عليه وآله، والروح القدس هي فاطمة عليها السلام ﴿بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ* سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾يعني حتى يخرج القائم عليه السلام». (1)
يقول السيد منير الخبّاز في توجيه هذا الأمر: للزهراء عليها السلام مقامات جمّة، ومناقب عدة، وواحد من مقامتها المتطاولة في الشرف والعلو، هو مقام الحجيّة على الأئمة الأطهار والقادة الأبرار، من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم؛ ولذا ورد عن الإمام العسكري عليه السلام قوله: «نحن حجج الله على الخلق وجدتنا فاطمة حجة الله علينا»، (2) فما هو كنه الحجية الفاطمية ومعناها؟
إن حجيتها عليها السلام على الأئمة عليهم السلام، ناشئة عن سيطرتها على علم التأويل، فإنها عليها السلام قد أودع عندها تأويل القرآن، والذي تم انتهاله وتحصيله من مصحف فاطمة عليها السلام، ذلك أن الزهراء عليها السلام بعد ارتحال أبيها صلى الله عليه وآله وسلم، إلى الملكوت الأعلى نزل عليها ملك، يحدثها، ويسليها كما نزلت الملائكة على مريم العذراء عليها السلام، قال تعالى: ﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ﴾، (3) وكان الذي يدون ما تحدث به الملائكة، هو أمير المؤمنين علي عليه السلام، فصار من ذلك مصحف فاطمة، (4) الذي هو تأويل للقرآن وليس قرآنا، كما يحاول أن يلبس به، بعض خصوم الإمامية عليهم.
لذا إن علم التأويل هذا كان تشريفاً للزهراء عليها السلام، فلقد شاءت حكمته سبحانه وتعالى، أن يجعل بعض أهل البيت عليهم السلام، محتاجاً إلى البعض الآخر، فأم أبيها الزهراء تحتاج إلى الصديق الأكبر علي؛ لأنه إمام زمانها وحجته عليها، وعلي يحتاج إلى فاطمة من زاوية أخرى؛ فإن فاطمة كانت المعدن لعلم التأويل، الذي تلقاه علي وأهل بيته من لدنها الشريف.
إذن، القرآن كان له تنزيل، وهو المصحف الذ ي بين أيدينا، ونزل على نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ﴾، (5) وله تأويل نزل على سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء ليها السلام؛ لذلك صح أن يقال إن ليلة القدر فاطمة؛ إذ أنها صلوات الله وسلامه عليها ظرف تأويل القرآن وليلة القدر ظرف تنزيله.
1ـ تفسير فرات الكوفي: ص 581، ح 747.
2ـ الأسرار الفاطمية: ص 37.
3ـ سورة آل عمران: الآية 42.
4ـ راجع الكافي الشريف: ج 1 ص 239 -240 -241؛ بحار الأنوار: ج 30 ص 245 وج35 ص 324 وج 37 ص 176 ؛جامع أحاديث الشيعة: ج 1 ص 9-135.
5ـ سورة الشعراء: الآيات 193 – 194.
* عنعن معنعنا: أي: قَالَ فِي رِوَايَتِهِ لِلأَحَادِيثِ رَوَى فُلاَنٌ عَنْ فُلاَنٍ عَنْ فُلاَنٍ
التعلیقات