العنف ضد المرأة ومواجهته
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 5 سنواتتعمل حكومات ومنظمات حول العالم من أجل مكافحة العنف ضد النساء، وذلك عبر مجموعة مختلفة من البرامج منها: قرار أممي ينص على اتخاذ يوم 25 نوفمبر من كل عام كيوم عالمي للقضاء على العنف ضد النساء.
فيما عرّفت الجمعية العامة للأمم المتحدة "العنف ضد النساء" على أنه "أي اعتداء ضد المرأة مبني على أساس الجنس، والذي يتسبب بإحداث إيذاء أو ألم جسدي، جنسي أو نفسي للمرأة، ويشمل أيضاً التهديد بهذا الاعتداء أو الضغط أو الحرمان التعسفي للحريات، سواء حدث في إطار الحياة العامة أو الخاصة."(1)
كما نوهه الإعلان العالمي لمناهضة كل أشكال العنف ضد المرأة الصادر عام 1993 بأن "هذا العنف قد يرتكبه مهاجمون من كلا الجنسين أو أعضاء في الأسرة أو العائلة أو حتى الدولة ذاتها."
وبما أنّ الإممم المتحدة والمنظّمات الدوليّة وغيرها قد اتخذت موقفاً حازم، وأصدرت بيانات في قضية الدفاع عن المرأة، وجعل كل أنواع العنف الذي تتحمله المرأة جرم، فأنها قامت بهذا العمل بوقت متأخر جداً وليس له أهمية في المجامع البشرية خصوصاً في الدول النامية وحتى في دول الغرب لما نسمع من جرائم العنف ترتكب ضد المرأة بجميع طبقاتها الاجتماعية وانتمائتها العقائدي والمذهبية فالعنف يموج في أنحاء العالم في حق المرأة.
فلا يبقى حل لجميع البشرية إلاّ أن يرجعوا، ويتمسكوا بما خلّفه لنا النبي الأكرم صلى الله عليه وآله من القرآن الكريم وأهل البيت عليهم السلام . فجاء في الشريعة الإسلاميّة ما فيه الكفاية في جعل الإنسان على نحو العموم والمرأة على نحو الخصوص في مكانته المرموقة، وأن يحضا كل منهما على أجمل عناوين الاحترام والمودة في التعامل ما بينهم.
ففي كون المرأة أم أو أخت أو زوجة أو بنت جعل لها مكانة خاصة وحقوق واجبة على الرجل المرتبط بهنَّ مراعات تلك الحقوق بكل أنواع الاحترام والتواضع.
قالَ رسول الله صلى الله عليه وآله في جواب ما حق الزوجة على الزوج: «حَقُّكِ عَلَيهِ أن يُطعِمَكِ مِمّا يَأكُلُ، ويَكسوكِ مِمّا يِلبَسُ، ولايَلطِمُ ولا يَصيحُ في وَجهِكِ».(2)
وقال الإمام الصادق عليه السلام : «إنَّ المَرءَ يَحتاجُ في مَنزلِهِ وعِيالِهِ إلى ثَلاثِ خِلالٍ يَتَكَلَّفُها وإن لَم يَكُن في طَبعِهِ ذلِكَ : مُعاشَرَةٍ جَميلَةٍ ، وسَعَةٍ بِتَقديرٍ ، وغَيرَةٍ بِتَحَصُّنٍ».(3)
قال الإمام الصادق عليه السلام: «يُسَلِّمُ الرَّجُلُ إِذَا دَخَلَ عَلَى أَهْلِهِ، وإِذَا دَخَلَ يَضْرِبُ بِنَعْلَيْهِ ويَتَنَحْنَحُ، ويَصْنَعُ ذَلِكَ حَتَّى يُؤْذِنَهُمْ أَنَّهُ قَدْ جَاءَ حَتَّى لَا يَرَى شَيْئاً يَكْرَهُهُ».(4)
ففي هذه الروايات الشريفة نرى كيفية الاهتمام بالأهل والزوجة ومدى أهمية احترامهم، وتنفي جميع أنواع العنف ضد المرأة، بل تجعل للمرأة الصيانة الكاملة وتعطيها الحرية بمعنى الكلمة، حتى إذا أراد أن يدخل الشخص إلى بيته يجب عليه إخبار أهله وأن لا يدخل عليهم فجأةً، وغير ذلك من آداب ذكرت في كتب الأحاديث المختصة في هذا الشأن، فيجب على كل شخص يسعى في انعدام ظاهرة العنف ضد المرأة أن يتمسك بأخلاق أهل البيت عليهم السلام، ويبذل قصارى جهده في نشر أحاديثهم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ https://www.un.org/ar/events/endviolenceday/
2ـ مکارم الأخلاق، ص ۲۱۸.
3ـ تحف العقول: ص 322 ، بحار الأنوار : ج 78 ص 236 ح 63.
4ـ جامع الأخبار: ص 89.
التعلیقات