وقت الإمساك
زهراء الكواظمة
منذ 3 سنواتالإمساك: في الصَّوم هو الامتناع عن المفطّرات من الطَّعام والشَّراب وغيرهما من طلوع الفجر إلى الليل. هذا هو الواجب في شهر رمضان ووقت بداية إمساك الصائم هو نفسه وقت صلاة الصبح، ولا يوجد في الشرع وقتان أساساً، وإنّما هي عادةٌ ظهرت قبل بضعة عقود احتياطاً لأجل تحصيل الاطمئنان، بحيث يقدّمون وقت الإمساك عن وقته المحدّد قليلاً» وقد يؤخّرون وقت صلاة الصبح قليلاً أيضاً، وبهذه الطريقة يتمّ الحصول على الاطمئنان بأنّ الإنسان لم يأكل بعد دخول الوقت، ولكنّ هذا أمر غير ملزم إطلاقاً، فالعبرة شرعاً في الصوم والصلاة بالفجر لا غير، فإذا علم الإنسان أو اطمأنّ أو ظنّ ظنّاً معتبراً شرعاً ـ كما لو أخبره الثقة العدل ـ بطلوع الفجر وجب عليه الإمساك ودخل وقت الصلاة، وإلا لم يجز له الصلاة قبل وقتها، وجاز له تناول المفطرات ما دام لم يحصل على دليل شرعي بدخول الوقت المحدّد للصائم.
﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَتُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَاعَنكُم فَالْئَـنَ بَـشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الابيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ وَلاَ تُبَـشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَـكِفُونَ فِى الْمَسَـجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ ءَايَـتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾.(1)
الفجر في الأصل شقّ الشيء شقاً واسعاً، وسمّي الصبح فجراً؛ لأنه فَجَر الليل.
وعبّرت الآية عن الفجر أيضاً بأُسلوب ﴿حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيطُ اَلابْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الاْسْوَدِ﴾. ومن الظريف أن «عدي بن حاتم» قال للنبي (صلى الله عليه و آله): إني وضعت خيطين من شعر أبيض وأسود، فكنت أنظر فيهما فلا يتبين لي، فضحك رسول الله صلى الله عليه وآله حتى رؤيت نواجذه، ثم قال: «يَا ابْنَ حَاتَم إِنَّمَا ذَلِكَ بَيَاضُ النَّهَارِ وَسَوَادُ اللَّيْلِ، فَابْتِدَاءُ الصَّوْمِ مِنْ هَذَا الْوَقْتِ.«(2)
وهذا التعبير يوضّح أيضاً الفرق بين الصبح الصادق والصبح الكاذب؛ لأنّ الفجر فجران: الفجر الكاذب وهو على شكل عمود من الضوء يظهر في السماء كذنب السرحان (الثعلب)، وبعده يظهر الفجر الصادق، وهو بياض شفّاف أُفقي يظهر في أُفق السماء كخيط أبيض يظهر إلى جوار الخيط الأسود. وهذا هو الصبح الصادق، وبه يتعلق حكم الصوم والصلاة، ولا يشبه الفجر الكاذب.(3)
وتنفع الإمساكيّات التي يتم توزيعها قبيل شهر رمضان المبارك كثيرا، لكنّها في بعض الأحيان قد تربك بعض الناس أو تحرمهم من شربة ماءٍ كان يجوز لهم تناولها، حيث لا يكون لهم علم بالموقف الشرعي الذي أشرنا إليه، فلا بد من تبين الحكم وجعل هذه الثقافة واضحة بينهم على أن قضية الإمساك من باب المقدمة العلمية بحث في كتب الأصولية لكي نحرز ونقطع بأننا لم نأكل في نهار شهر رمضان المبارك فنقوم بعملية الإمساك وهذا الشيء جيد ولكن علينا أن نُبين الحكم فإذا بُيّن الحكم فمن أراد الاحتياط فهذا شأنه وبارك الله فيه، ومن لم يرده كان له الحقّ في الأكل والشرب حتى بعد الوقت المعيّن في (الإمساكيّات) للإمساك. فيجب تنبيه الناس من هذا، لاسيّما لمن ينشرون هذه الإمساكيّات ولو بجملة صغيرة توضح الأمر.
وهنا نذكر استفتاء لسماحة المرجع الديني السيد علي الحسيني السيستاني حفظه الله في هذا المقام.
السؤال: ما حكم الأكل والشرب بعد وقت الإمساك الذي يعلنه المؤذن وقبل أذان الفجر في شهر رمضان؟
الجواب: يجوز ما لم يتأكد طلوع الفجر.(4)
﴿أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَتُ إِلَى نِسَآئِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ عَلِمَ اللهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَاعَنكُم فَالْئَـنَ بَـشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الابيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ وَلاَ تُبَـشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَـكِفُونَ فِى الْمَسَـجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلاَ تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ ءَايَـتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾.(1)
الفجر في الأصل شقّ الشيء شقاً واسعاً، وسمّي الصبح فجراً؛ لأنه فَجَر الليل.
وعبّرت الآية عن الفجر أيضاً بأُسلوب ﴿حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيطُ اَلابْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الاْسْوَدِ﴾. ومن الظريف أن «عدي بن حاتم» قال للنبي (صلى الله عليه و آله): إني وضعت خيطين من شعر أبيض وأسود، فكنت أنظر فيهما فلا يتبين لي، فضحك رسول الله صلى الله عليه وآله حتى رؤيت نواجذه، ثم قال: «يَا ابْنَ حَاتَم إِنَّمَا ذَلِكَ بَيَاضُ النَّهَارِ وَسَوَادُ اللَّيْلِ، فَابْتِدَاءُ الصَّوْمِ مِنْ هَذَا الْوَقْتِ.«(2)
وهذا التعبير يوضّح أيضاً الفرق بين الصبح الصادق والصبح الكاذب؛ لأنّ الفجر فجران: الفجر الكاذب وهو على شكل عمود من الضوء يظهر في السماء كذنب السرحان (الثعلب)، وبعده يظهر الفجر الصادق، وهو بياض شفّاف أُفقي يظهر في أُفق السماء كخيط أبيض يظهر إلى جوار الخيط الأسود. وهذا هو الصبح الصادق، وبه يتعلق حكم الصوم والصلاة، ولا يشبه الفجر الكاذب.(3)
وتنفع الإمساكيّات التي يتم توزيعها قبيل شهر رمضان المبارك كثيرا، لكنّها في بعض الأحيان قد تربك بعض الناس أو تحرمهم من شربة ماءٍ كان يجوز لهم تناولها، حيث لا يكون لهم علم بالموقف الشرعي الذي أشرنا إليه، فلا بد من تبين الحكم وجعل هذه الثقافة واضحة بينهم على أن قضية الإمساك من باب المقدمة العلمية بحث في كتب الأصولية لكي نحرز ونقطع بأننا لم نأكل في نهار شهر رمضان المبارك فنقوم بعملية الإمساك وهذا الشيء جيد ولكن علينا أن نُبين الحكم فإذا بُيّن الحكم فمن أراد الاحتياط فهذا شأنه وبارك الله فيه، ومن لم يرده كان له الحقّ في الأكل والشرب حتى بعد الوقت المعيّن في (الإمساكيّات) للإمساك. فيجب تنبيه الناس من هذا، لاسيّما لمن ينشرون هذه الإمساكيّات ولو بجملة صغيرة توضح الأمر.
وهنا نذكر استفتاء لسماحة المرجع الديني السيد علي الحسيني السيستاني حفظه الله في هذا المقام.
السؤال: ما حكم الأكل والشرب بعد وقت الإمساك الذي يعلنه المؤذن وقبل أذان الفجر في شهر رمضان؟
الجواب: يجوز ما لم يتأكد طلوع الفجر.(4)
1ـ سورة البقرة: الآية 187.
2ـ مجمع البيان: ج 2، ص 23.
3ـ تفسير الأمثل: ج 1، ص 540.
4ـ https://www.sistani.org/arabic/qa/02335/
التعلیقات