بارك الله عليك يا نسيبة
الشيخ مهدي المجاهد
منذ 3 سنواتهنا معركة أحد، حيث تخاذل بعض الصحابة عن أوامر النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، وأخذ العدو يتقدم أكثر وأكثر نحو المسلمين، فلم يبق مع رسول الله إلا أبو دجانة سماك بن خرشة وأمير المؤمنين عليه السلام. وكلما حملت طائفة على رسول الله صلى الله عليه وآله استقبلهم أمير المؤمنين صلوات الله عليه، فيدفعهم عن رسول الله، ويقتلهم حتى انقطع سيفه. وبقيت مع رسول الله صلى الله عليه وآله نسيبة بنت كعب المازنية، وكانت تخرج مع رسول الله صلى الله عليه وآله في غزواته تداوي الجرحى، وكان ابنها معها، فأراد أن ينهزم، ويتراجع، فحملت عليه، فقالت: يا بني إلى أين تفر؟ عن الله وعن رسوله؟ فردته، فحمل عليه رجل، فقتله، فأخذت سيف ابنها، فحملت على الرجل، فضربته على فخذه، فقتلته، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: «بارك الله عليك يا نسيبة».
- توبة الجارية في السجن على يد الإمام الكاظم عليه السلام
- أسماء بنت عميس المهاجرة مرتين
- مرضعة النبي صلى الله عليه وآله حليمة السعدية
فلما انقطع سيف أميرالمؤمنين عليه السلام جاء إلى رسول الله عليه وآله، فقال: يا رسول الله إن الرجل يقاتل بالسلاح، وقد انقطع سيفي، فدفع إليه رسول الله صلى الله عليه وآله سيفه ذا الفقار، فقال: قاتل بهذا، ولم يكن يحمل على رسول الله صلى الله عليه وآله أحد إلا استقبله أميرالمؤمنين عليه السلام، فإذا رأوه رجعوا، فانحاز رسول الله صلى الله عليه وآله إلى ناحية أحد، فوقف، وكان القتال من وجه واحد، وقد انهزم أصحابه، فلم يزل أميرالمؤمنين عليه السلام يقاتلهم حتى أصابه في وجهه ورأسه وصدره وبطنه ويديه ورجليه تسعون جراحة فتحاموه، وسمعوا مناديا من السماء :
«لا سَيفَ إلّا ذُو الفَقارِ، ولا فَتى إلّا عَلِيٌّ».
فنزل جبرئيل على رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال: يا محمد! هذه والله المواساة، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: «لأني منه وهو مني»، فقال جبرئيل: وأنا منكما.(1)
لم يقتصر حضور السيدة نسيبة المازنية في المعارك على أحد (في الثالثة للهجرة) فحسب، بل حضرت خيبر في السنة السابعة للهجرة، وفي السنة التالية أي الثامنة شهدت حنين، وأيضا اليمامة في الحادية عشرة ضدّ مُسَيلمة، حيث قُطعت يدها.(2)
وكانت هند بنت عتبة في وسط العسكر، فكلما انهزم رجل من قريش دفعت إليه ميلا ومكحلة، وقالت: إنما أنت امرأة، فاكتحل بهذا.
لم يقتصر حضور السيدة نسيبة المازنية في المعارك على أحد (في الثالثة للهجرة) فحسب، بل حضرت خيبر في السنة السابعة للهجرة، وفي السنة التالية أي الثامنة شهدت حنين، وأيضا اليمامة في الحادية عشرة ضدّ مُسَيلمة، حيث قُطعت يدها.(2)
وكانت هند بنت عتبة في وسط العسكر، فكلما انهزم رجل من قريش دفعت إليه ميلا ومكحلة، وقالت: إنما أنت امرأة، فاكتحل بهذا.
1ـ بحار الأنوار: ج 20، ص 54؛ راجع الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله: ج 7، ص 202.
2ـ الإصابة: ج 4، ص 479.
التعلیقات