فضل ليلة عيد الأضحى ويومه
زهراء الكواظمة
منذ 3 سنواتمدة القرائة: 4 دقائق
عيد الأضحى من الأعياد الإسلامية المهمة، وهو يوم العاشر من شهر ذي الحجة، وفيه يقوم المسلمون بذبح الهدي والأضاحي.
لقد ذكرت الروايات إنَّ ليلة عيد الأضحى من الليالي الشريفة، ولها فضيلة كبيرة، وقد ذكرت الكثير من الأعمال المستحبة فيها، وكذلك الحال بالنسبة ليوم العيد، نذكر هنا الأعمال الواردة في كتب الأدعية والأذكار بهذه المناسبة:
الليلة العاشرة: ليلة مباركة، وهي إحدى اللّيالي الأَرْبع التي يستحب إحياؤها، وتفتح فيها أبواب السماء، (1) ومن المسنون فيها زيارة الحسين صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ.(2) وقراءة هذا الدعاء: يا دائِمَ الفَضْلِ عَلى البَرِيَّةِ، يا باسِطَ اليَّدِيْنِ بِالعَطِيَّةِ، يا صاحِبَ المَواهِبِ السَّنِيَّةِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ خَيْرِ الوَرى سَجِيَّةً، وَاغْفِرْ لَنا يا ذا العَلى فِي هِذِهِ العَشِيَّةِ.
اليوم العاشر: يوم عيد الأضحى، وهو يوم ذو شرافة بالغة وأعماله عديدة:
الأول: الغسل وهو سنّة مؤكّدة.
الثاني: أداء صلاة العيد، كما وصفناها في عيد الفطر، ولكن يستحب أن يؤخر في هذا اليوم الإفطار عن الصلاة، كما يستحب أن يفطر على لحم الأضحية.(3)
الثالث: قراءة الدعوات المأثورة قبل صلاة العيد وبعدها، وهي مذكورة في كتاب (اإقبال)، ولعل أفضل الأدعية في هذا اليوم هو الدعاء الثامن والأَرْبعون من الصحيفة الكاملة، والذي أوّلُه: اللّهُمَّ هذا يَوْمٌ مُبارَكٌ... فادع به، وادع أيضاً بالدعاء السادس والأَرْبعين: يا مَنْ يَرْحَمُ مَنْ لا يَرْحَمَهُ العِبادُ....
الرابع: قراءة دعاء الندبة، فيستحب أن يدعى به في الأعياد الأربعة (أي: عيد الفطر، والأضحى، والغدير ويوم الجمعة). (4)
الخامس: أن يكبر بالتكبيرات الآتية عقيب كل خمس عشرة فريضة أوّلها فريضة ظهر العيد، وآخرها فريضة فجر اليوم الثالث عشر. هذا لمن كان في منى، وأما من كان في سائر البلاد فيكبر بها عقيب عشر فرائض تبدأ من فريضة ظهر العيد، وتنتهي بفجر اليوم الثاني عشر. والتكبيرات على رواية الكافي الصحيحة هي: الله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، لا إِلهَ إِلاّ الله، وَالله أَكْبَرُ، الله أَكْبَرُ، وَللهِ الحَمْدُ، الله أَكْبَرُ، عَلى ماهَدانا، الله أَكْبَرُ عَلى ما رَزَقَنا مِنْ بَهِيمَةِ الأنْعامِ، وَالحَمْدُ للهِ عَلى ما أَبْلانا. ويستحب تكرار هذه التكبيرات عقيب الفرائض ما تيسّر، كما يستحب التكبير بها بعد النّوافل أيضاً.(5)
السادس: التضحية وهي سُنَّة مؤكدة.
المستفاد من ظاهر الآيات الواردة في حكم الأضحية في القرآن الكريم أنّ الأضحية المطلوبة في الشريعة الإسلامية هي ما يصرف لحومها للفقراء والمساكين لا مجرّد إراقة الدّم، وقد قال اللَّه تبارك وتعالى:
﴿وَالْبُدْنَ جَعَلْناها لَكُمْ مِنْ شَعائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيها خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْها صَوافَّ فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها فَكُلُوا مِنْها وأَطْعِمُوا الْقانِعَ والْمُعْتَرَّ﴾.(6)
وهنا نذكر لكم استفتاء عن سماحة المرجع الديني آية الله العظمى السيد علي السيستاني حفظه الله يذكر جميع أحكام وتفاصيل الأضحية.
السؤال: ما هي أحكام الأضحية؟
الجواب:
1ـ تستحب الأضحية استحباباً مؤكداً لمن تمكن منها، ويستحب لمن تمكن من ثمنها، ولم يجدها أن يتصدق بقيمتها، ومع اختلاف القيم يكفي التصدق بقيمة الأدنى.
2ـ يجوز أن يضحي الشخص عن نفسه وأهل بيته بحيوان واحد، كما يجوز الاشتراك في الأضحية، ولا سيما إذا عزت الأضاحي، وارتفع ثمنها.
3ـ أفضل أوقات الأضحية بعد طلوع الشمس من يوم النحر ومضي قدر صلاة العيد، ويمتد وقتها في منى أربعة أيام وفي غيرها ثلاثة أيام، وإن كان الأحوط الأفضل الإتيان بها في منى في الأيام الثلاثة الأولى وفي سائر البلدان يوم النحر.
4ـ يعتبر في الأضحية أن تكون من الأنعام الثلاثة الإبل والبقر والغنم، ولا يجزي على الأحوط من الإبل إلا ما أكمل السنة الخامسة ومن البقر والمعز إلا ما أكمل الثانية ومن الضأن إلا ما أكمل الشهر السابع.
5ـ لا يشترط في الأضحية من الـوصاف ما يشترط في الهدي الواجب، فيجوز أن يضحي بالأعور والأعرج والمقطوع أذنه والمكسور قرنه والخصي والمهزول، وإن كان الأحوط الأفضل أن يكون تام الأعضاء وسميناً، ويكره أن يكون مما ربّاه.
6ـ يجوز لمن يضحي أن يخصص ثلثه لنفسه أو إطعام أهله به، كما يجوز له أن يهدي ثلثاً منه لمن يحب من المسلمين، والأحوط الأفضل أن يتصدق بالثلث الأخر على فقراء المسلمين.
7ـ يستحب التصدق بجلد الأضحية، ويكره إعطاؤه أجرة للجزار، ويجوز جعلها مصلى، وإن يشترى به متاع البيت.
8ـ تجزئ الأضحية عن العقيقة، فمن ضُحّي عنه أجزأته عن العقيقة.
9ـ لا بأس بالأضحية عن الميت رجاءً ،كما لا مانع من الإتيان بالأضحية المستحبة الواحدة عن عدة أشخاص من غير تحديد بعدد خاص.(7)
1ـ مصباح المتهجّد: 669.
2ـ مصباح المتهجّد: 716.
3ـ من لا يحضره الفقيه 1 / 508 بعد ح 1463 وح 1465.
4ـ زاد المعاد: ص 320؛ مفاتيح الجنان: ص 637.
5ـ الكافي: ص ٤، ص 516 ـ 517.
6ـ سورة الحج: الآية 36.
7ـ https://www.sistani.org/arabic/qa/0271/
التعلیقات