اليوم العالمي لذوي الاحتياجات الخاصة / مساعدة ذوي الإعاقة في الاسلام
زهراء الكواظمة
منذ 3 سنواتمدة القرائة: 4 دقائق
لقد خصصت الأمم المتحدة منذ عام 1992 لدعم ذوي الإعاقة يوماً خاصاً بهم، وهو اليوم الثالث من شهر ديسمبر من كل عام. ويهدف هذا اليوم إلى زيادة الفهم والدرك لقضايا الإعاقة ودعم هذه الشريحة من المجتمع، كما يدعو هذا اليوم إلى زيادة الوعي في إدخال أشخاص لديهم إعاقات في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
ولا بد على الفرد المؤمن أن يكون له عقيدة سالمة يتقبّل ما يصيبه من الخير والمكروه من قبل إلهاً خالقاً حكيماً، وكلّ ما يصيبه من خير أو شرّ لحكمة شاءها، وقدّرها المولى.
انطلاقًا من هذه العقيدة، فإن الإنسان يقبل بما يقع عليه من أمور مما لا قدرة له على دفعها، ويتقبلها بطيب نفس. فقضية الموت –مثلًا- أمر بيد الله عز وجل، وليس للإنسان قدرة على دفعه، فإذا وقع الموت على عزيز له، فليس له إلا التسليم لقضاء الله وقدره، كما تملي عليه عقيدته الصحيحة. ومن مظاهر القدر الإلهي هو حصول الإعاقات في هذه الحياة.
واليوم نريد أن نبحث كيفية التعامل مع هؤلاء الأفراد في سيرة وأحاديث أهل البيت عليهم السلام بحيث هم الأسوة والقدوة في كلّ شيء.
كيفية النظر إليهم
أوّل ما تقابل معاقا حاول أن لا تنظر إليه بنظرة تؤثر في قلبه، كما جاء في الخبر عن الإمام جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عليهما السلام قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله: «لَا تُدِيمُوا النَّظَرَ إِلَى أَهْلِ الْبَلَاءِ والْمَجْذُومِينَ فَإِنَّهُ يحْزُنُهُمْ» (1).
عدم التكبر والرفعة عليهم
إنّ الله عزّ وجلّ يبغض المتكبّرين، فقد وردت روايات كثيرة في هذا المضمون؛ لأن لباس الكبرياء لا يليق لأحد غيره، فلا يرتضي لأحد أن ينتحل هذه الصفة، فمن باب أولى يكون التكبّر على ذوي الإعاقة مخزي، ويثير سخط الباري عزّ وجلّ، وفي هذا الباب ننظر إلى سيرة أهل البيت عليهم السلام ومدى أهتمامهم بمشاعر هؤلاء الفئة: عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيهِ السَّلَامُ قَالَ: «لَقَدْ مَرَّ عَلِي بْنُ الْحُسَينِ عليه السلام بِمَجْذُومِينَ، فَسَلَّمَ عَلَيهِمْ، وهُمْ يأْکُلُونَ، فَمَضَى، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَا يحِبُّ الْمُتَکَبِّرِينَ، فَرَجَعَ إِلَيهِم، فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، وقَالَ، ائْتُونِي بِهِمْ فِي الْمَنْزِلِ. قَالَ: فَأَتَوْهُ، فَأَطْعَمَهُمُ، ثُمَّ أَعْطَاهُمْ» (2).
قيادة الأعمى ومساعدته
يغلب في الحديث عن الأعمى أو المكفوف الإشارة إلى من عنده عجز شديد في حاسة البصر يجعله غير قادر على الإفادة المقبولة من هذه الحاسة في أغراض الحياة العادية. والعجز على درجات، والعجز الكامل لا يتجاوز نسبة 15% من حالات المعوقين، ومن الصعب جدا على هذه الفئة اجتياز الطريق بدون مساعد أو علامات ترشدهم قد اعتادوا عليها، وفي مساعدتهم وقيادتهم إلى مسيرهم يوجد ثواب عظيم، وقد بيّنه النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، فقال: «ومَنْ قَادَ ضَرِيراً إِلَى مَسْجِدِهِ أَوْ إِلَى مَنْزِلِهِ أَوْ لِحَاجَةٍ مِنْ حَوَائِجِهِ كَتَبَ اَللَّهُ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ رَفَعَهَا، ووَضَعَهَا عِتْقَ رَقَبَةٍ، وصَلَّتْ عَلَيْهِ اَلْمَلاَئِكَةُ حَتَّى يُفَارِقَهُ. ومَنْ كَفَى ضَرِيراً حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِهِ، فَمَشَى فِيهَا حَتَّى يَقْضِيَهَا أَعْطَاهُ اَللَّهُ بَرَاءَتَيْنِ بَرَاءَةً مِنَ اَلنَّارِ، وبَرَاءَةً مِنَ اَلنِّفَاقِ، وقَضَى لَهُ سَبْعِينَ أَلْفَ حَاجَةٍ فِي عَاجِلِ اَلدُّنْيَا/ ولَمْ يَزَلْ يَخُوضُ فِي رَحْمَةِ اَللَّهِ حَتَّى يَرْجِعَ. ومَنْ قَامَ عَلَى مَرِيضٍ يَوْماً ولَيْلَةً بَعَثَهُ اَللَّهُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ اَلْخَلِيلِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ، فَجَازَ عَلَى اَلصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ اَلْخَاطِفِ اَللاَّمِعِ ومَنْ سَعَى لِمَرِيضٍ فِي حَاجَةٍ قَضَاهَا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» (3).
مساعدة ذوي الإعاقة والسعي في قضاء حوائجهم
السعي في قضاء حوائج الناس من الأخلاق الإسلامية العالية الرفيعة التي ندب إليها الإسلام، وحثّ المسلمين عليها، وجعلها من باب التعاون على البرّ والتقوى الذي أمرنا الله عزّ وجلّ به.
والنبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله كان يحثّ على مساعدة النّاس بأجمعهم، وقد خصّ بالذّكر في بعض رواياته الضعفاء والمرضى؛ لكونهم بحاجة إلى من يساعدهم، ويخفّف عليهم همومهم، فنذكر هنا بعض الرّواية الواردة في هذا الخصوص. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله: «مَنْ أَعَانَ ضَعِيفاً فِي بَدَنِهِ عَلَى أَمْرِهِ، أَعَانَهُ اَللَّهِ تَعَالَى عَلَى أَمْرِهِ، ونَصَبَ لَهُ فِي اَلْقِيَامَةِ مَلاَئِكَةً يُعِينُونَهُ عَلَى قَطْعِ تِلْكَ اَلْأَهْوَالِ وعُبُورِ تِلْكَ اَلْخَنَادِقِ مِنَ اَلنَّارِ، حَتَّى لاَ يُصِيبَهُ مِنْ دُخَانِهَا وَلاَ سُمُومِهَا، وَعَلَى عُبُورِ اَلصِّرَاطِ إِلَى اَلْجَنَّةِ سَالِماً آمِناً. وَمَنْ أَعَانَ ضَعِيفاً فِي فَهْمِهِ وَمَعْرِفَتِهِ، فَلَقَّنَهُ حُجَّتَهُ عَلَى خَصْمٍ أَلَدَّ طُلاَّبِ اَلْبَاطِلِ، أَعَانَهُ اَللَّهُ عِنْدَ سَكَرَاتِ اَلْمَوْتِ عَلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورَسُولُهُ، واَلْإِقْرَارِ بِمَا يَتَّصِلُ بِهِمَا، واَلاِعْتِقَادِ لَهُ حَتَّى يَكُونَ خُرُوجُهُ مِنَ اَلدُّنْيَا ورُجُوعُهُ إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى عَلَى أَفْضَلِ أَعْمَالِهِ، وأَجَلّ أَحْوَالِهِ فَيَجِيءُ عِنْدَ ذَلِكَ بِرَوْحٍ ورَيْحَانٍ، ويُبَشَّرُ بِأَنَّ رَبَّهُ عَنْهُ رَاضٍ، وعَلَيْهِ غَيْرُ غَضْبَانَ. ومَنْ أَعَانَ مَشْغُولاً بِمَصَالِحِ دُنْيَاهُ أَوْ دِينِهِ عَلَى أَمْرِهِ حَتَّى لاَ يَنْتَشِرَ عَلَيْهِ أَعَانَهُ اَللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ تَزَاحُمِ اَلْأَشْغَالِ واِنْتِشَارِ اَلْأَحْوَالِ، يَوْمَ قِيَامِهِ بَيْنَ يَدَيِ اَلْمَلِكِ اَلْجَبَّارِ، فَيُمَيِّزُهُ مِنَ اَلْأَشْرَارِ، ويَجْعَلُهُ مِنَ اَلْأَخْيَارِ» (4).
وقال الإمام الكاظم عليه السلام أيضاً: «عَونُكَ لِلضَّعيفِ مِن أفضَلِ الصَّدَقةِ» (5).
وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: «ومَنْ سَعَى لِمَرِيضٍ فِي حَاجَةٍ قَضَاهَا أَوْ لَمْ يَقْضِهَا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَإِنْ كَانَ الْمَرِيضُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ أَ وَلَيْسَ ذَلِكَ أَعْظَمَ أَجْراً إِذَا سَعَى فِي حَاجَةِ أَهْلِ بَيْتِهِ. قَالَ : نَعَمْ، أَلَا وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الْآخِرَةِ، وَاثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا أَهْوَنُهَا الْمَغْصُ» (6).
انطلاقًا من هذه العقيدة، فإن الإنسان يقبل بما يقع عليه من أمور مما لا قدرة له على دفعها، ويتقبلها بطيب نفس. فقضية الموت –مثلًا- أمر بيد الله عز وجل، وليس للإنسان قدرة على دفعه، فإذا وقع الموت على عزيز له، فليس له إلا التسليم لقضاء الله وقدره، كما تملي عليه عقيدته الصحيحة. ومن مظاهر القدر الإلهي هو حصول الإعاقات في هذه الحياة.
واليوم نريد أن نبحث كيفية التعامل مع هؤلاء الأفراد في سيرة وأحاديث أهل البيت عليهم السلام بحيث هم الأسوة والقدوة في كلّ شيء.
كيفية النظر إليهم
أوّل ما تقابل معاقا حاول أن لا تنظر إليه بنظرة تؤثر في قلبه، كما جاء في الخبر عن الإمام جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عليهما السلام قَالَ: قَالَ: رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله: «لَا تُدِيمُوا النَّظَرَ إِلَى أَهْلِ الْبَلَاءِ والْمَجْذُومِينَ فَإِنَّهُ يحْزُنُهُمْ» (1).
عدم التكبر والرفعة عليهم
إنّ الله عزّ وجلّ يبغض المتكبّرين، فقد وردت روايات كثيرة في هذا المضمون؛ لأن لباس الكبرياء لا يليق لأحد غيره، فلا يرتضي لأحد أن ينتحل هذه الصفة، فمن باب أولى يكون التكبّر على ذوي الإعاقة مخزي، ويثير سخط الباري عزّ وجلّ، وفي هذا الباب ننظر إلى سيرة أهل البيت عليهم السلام ومدى أهتمامهم بمشاعر هؤلاء الفئة: عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيهِ السَّلَامُ قَالَ: «لَقَدْ مَرَّ عَلِي بْنُ الْحُسَينِ عليه السلام بِمَجْذُومِينَ، فَسَلَّمَ عَلَيهِمْ، وهُمْ يأْکُلُونَ، فَمَضَى، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ لَا يحِبُّ الْمُتَکَبِّرِينَ، فَرَجَعَ إِلَيهِم، فَقَالَ: إِنِّي صَائِمٌ، وقَالَ، ائْتُونِي بِهِمْ فِي الْمَنْزِلِ. قَالَ: فَأَتَوْهُ، فَأَطْعَمَهُمُ، ثُمَّ أَعْطَاهُمْ» (2).
قيادة الأعمى ومساعدته
يغلب في الحديث عن الأعمى أو المكفوف الإشارة إلى من عنده عجز شديد في حاسة البصر يجعله غير قادر على الإفادة المقبولة من هذه الحاسة في أغراض الحياة العادية. والعجز على درجات، والعجز الكامل لا يتجاوز نسبة 15% من حالات المعوقين، ومن الصعب جدا على هذه الفئة اجتياز الطريق بدون مساعد أو علامات ترشدهم قد اعتادوا عليها، وفي مساعدتهم وقيادتهم إلى مسيرهم يوجد ثواب عظيم، وقد بيّنه النبي الأكرم صلى الله عليه وآله، فقال: «ومَنْ قَادَ ضَرِيراً إِلَى مَسْجِدِهِ أَوْ إِلَى مَنْزِلِهِ أَوْ لِحَاجَةٍ مِنْ حَوَائِجِهِ كَتَبَ اَللَّهُ لَهُ بِكُلِّ قَدَمٍ رَفَعَهَا، ووَضَعَهَا عِتْقَ رَقَبَةٍ، وصَلَّتْ عَلَيْهِ اَلْمَلاَئِكَةُ حَتَّى يُفَارِقَهُ. ومَنْ كَفَى ضَرِيراً حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِهِ، فَمَشَى فِيهَا حَتَّى يَقْضِيَهَا أَعْطَاهُ اَللَّهُ بَرَاءَتَيْنِ بَرَاءَةً مِنَ اَلنَّارِ، وبَرَاءَةً مِنَ اَلنِّفَاقِ، وقَضَى لَهُ سَبْعِينَ أَلْفَ حَاجَةٍ فِي عَاجِلِ اَلدُّنْيَا/ ولَمْ يَزَلْ يَخُوضُ فِي رَحْمَةِ اَللَّهِ حَتَّى يَرْجِعَ. ومَنْ قَامَ عَلَى مَرِيضٍ يَوْماً ولَيْلَةً بَعَثَهُ اَللَّهُ مَعَ إِبْرَاهِيمَ اَلْخَلِيلِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ، فَجَازَ عَلَى اَلصِّرَاطِ كَالْبَرْقِ اَلْخَاطِفِ اَللاَّمِعِ ومَنْ سَعَى لِمَرِيضٍ فِي حَاجَةٍ قَضَاهَا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ» (3).
مساعدة ذوي الإعاقة والسعي في قضاء حوائجهم
السعي في قضاء حوائج الناس من الأخلاق الإسلامية العالية الرفيعة التي ندب إليها الإسلام، وحثّ المسلمين عليها، وجعلها من باب التعاون على البرّ والتقوى الذي أمرنا الله عزّ وجلّ به.
والنبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله كان يحثّ على مساعدة النّاس بأجمعهم، وقد خصّ بالذّكر في بعض رواياته الضعفاء والمرضى؛ لكونهم بحاجة إلى من يساعدهم، ويخفّف عليهم همومهم، فنذكر هنا بعض الرّواية الواردة في هذا الخصوص. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله: «مَنْ أَعَانَ ضَعِيفاً فِي بَدَنِهِ عَلَى أَمْرِهِ، أَعَانَهُ اَللَّهِ تَعَالَى عَلَى أَمْرِهِ، ونَصَبَ لَهُ فِي اَلْقِيَامَةِ مَلاَئِكَةً يُعِينُونَهُ عَلَى قَطْعِ تِلْكَ اَلْأَهْوَالِ وعُبُورِ تِلْكَ اَلْخَنَادِقِ مِنَ اَلنَّارِ، حَتَّى لاَ يُصِيبَهُ مِنْ دُخَانِهَا وَلاَ سُمُومِهَا، وَعَلَى عُبُورِ اَلصِّرَاطِ إِلَى اَلْجَنَّةِ سَالِماً آمِناً. وَمَنْ أَعَانَ ضَعِيفاً فِي فَهْمِهِ وَمَعْرِفَتِهِ، فَلَقَّنَهُ حُجَّتَهُ عَلَى خَصْمٍ أَلَدَّ طُلاَّبِ اَلْبَاطِلِ، أَعَانَهُ اَللَّهُ عِنْدَ سَكَرَاتِ اَلْمَوْتِ عَلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اَللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورَسُولُهُ، واَلْإِقْرَارِ بِمَا يَتَّصِلُ بِهِمَا، واَلاِعْتِقَادِ لَهُ حَتَّى يَكُونَ خُرُوجُهُ مِنَ اَلدُّنْيَا ورُجُوعُهُ إِلَى اَللَّهِ تَعَالَى عَلَى أَفْضَلِ أَعْمَالِهِ، وأَجَلّ أَحْوَالِهِ فَيَجِيءُ عِنْدَ ذَلِكَ بِرَوْحٍ ورَيْحَانٍ، ويُبَشَّرُ بِأَنَّ رَبَّهُ عَنْهُ رَاضٍ، وعَلَيْهِ غَيْرُ غَضْبَانَ. ومَنْ أَعَانَ مَشْغُولاً بِمَصَالِحِ دُنْيَاهُ أَوْ دِينِهِ عَلَى أَمْرِهِ حَتَّى لاَ يَنْتَشِرَ عَلَيْهِ أَعَانَهُ اَللَّهُ تَعَالَى يَوْمَ تَزَاحُمِ اَلْأَشْغَالِ واِنْتِشَارِ اَلْأَحْوَالِ، يَوْمَ قِيَامِهِ بَيْنَ يَدَيِ اَلْمَلِكِ اَلْجَبَّارِ، فَيُمَيِّزُهُ مِنَ اَلْأَشْرَارِ، ويَجْعَلُهُ مِنَ اَلْأَخْيَارِ» (4).
وقال الإمام الكاظم عليه السلام أيضاً: «عَونُكَ لِلضَّعيفِ مِن أفضَلِ الصَّدَقةِ» (5).
وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: «ومَنْ سَعَى لِمَرِيضٍ فِي حَاجَةٍ قَضَاهَا أَوْ لَمْ يَقْضِهَا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ! فَإِنْ كَانَ الْمَرِيضُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ أَ وَلَيْسَ ذَلِكَ أَعْظَمَ أَجْراً إِذَا سَعَى فِي حَاجَةِ أَهْلِ بَيْتِهِ. قَالَ : نَعَمْ، أَلَا وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الْآخِرَةِ، وَاثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا أَهْوَنُهَا الْمَغْصُ» (6).
1ـ سفينة البحار ومدينة الحکم والآثار " للشيخ عبّاس القمّي"/ المجلد:1/ الصفحة: 558.
2ـ الأمالي " للشيخ الطوسي" / الصفحة: 673.
3ـ وسائل الشيعة "للشيخ حرّ العاملي" / المجلّد: 16 / الصفحة: 343.
4ـ تفسير الإمام الحسن العسكري " المنسوب الى الإمام العسكري" / المجلد:1 / الصفحة: 635.
5ـ تحف العقول " لابن شعبة الحرّاني " / الصفحة: 414.
6ـ من لا يحضره الفقيه " للشيخ الصدوق " / المجلد: 4 / الصفحة: 16.
التعلیقات