حياة الإمام الحسين (عليه السلام)
الشيعة في الميزان
منذ 14 سنة- السبط الثاني لرسول الله (ص)، والامام الثالث من أئمة أهل البيت، وخامس أصحاب العباء، وأحد ريحانتي رسول الله، وسيدي شباب أهل الجنة.
- ولد في 15 شعبان سنة أربع من الهجرة، وسماه جده (ص) حسينا، وبينه وبين اخيه مقدار الحمل فقط.
- ولد في 15 شعبان سنة أربع من الهجرة، وسماه جده (ص) حسينا، وبينه وبين اخيه مقدار الحمل فقط.
- زوجاته واولاده: كان له من الاولاد ستة ذكور، وثلاث بنات: على الاكبر شهيد كربلاء، وأمه ليلى بنت أبي مرة الثقفي، وعلي الاوسط، وعلى الاصغر زين العابدين، وأمه شاهزنان بنت كسرى، ومحمد وجعفر مات في حياة أبيه، وأمه قضاعية، وعبد الله الرضيع ذبح في حجر أبيه، وسكينة، وأمها وأم عبد الله الرضيع الرباب بنت امرئ القيس، وفاطمة، وأمها أم إسحق التميمية، وزينب، ونسل الامام الحسين من الامام زين العابدين.
- قتل في عاشر المحرم سنة 61 ه، وكان عمره الشريف 56 سنة وأشهرا، عاش منها مع جده رسول الله ست سنين، ومع أبيه 36، مع أخيه الحسن 46 وبقي بعد أخيه الحسن 10 سنين.
من هو الحسين:
قال السيد محسن الامين في الجزء الرابع من " أعيان الشيعة ":
" هو أشرف الناس أبا وأما، وجدا وجدة، وعما وعمة وخالا وخالة، جده رسول الله سير النبيين، وأبوه على أمير المؤمنين، وسيد الوصيين، وأمه فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين، وأخوه الحسن المجتبى، وعمه جعفر الطيار مع ملائكة السماء، وعم أبيه حمزة سيد الشهداء، وجدته خديجة بنت خويلد اول نساء الامة إسلاما، وعمته أم هاني، وخاله إبراهيم ابن رسول الله، وخالته زينب بنت رسول الله.
وقد جاهد لاسمى المقاصد، وأنبل الغايات، وقام بما لم بمثله أحد قبله، ولا بعده، فبذل نفسه وماله وآله، لاحياء الدين، وفضح المنافقين، واختار المنية على الدنية، وميتة العز على حياة الذل، ومصارع الكرام على طاعة اللئام، وأظهر من إباء الضيم وعزة النفس، والشجاعة والبسالة، والصبر والثبات ما بهر العقول، وحير الالباب.
وحقيق بمن كذلك أن تقام له الذكرى في كل عام، وتبكي له العيون دما بدل الدموع. وأي رجل في الكون قام بما قام به الحسين. يقول النصارى: إن السيد المسيح قدم نفسه للصلب، ليخلص الشعب من الخطيئة، وأين ما فعله مما فعله الحسين؟. عيسى قدم نفسه فقط على قول النصارى. أما الحسين فقدم نفسه، وأبناءه، حتى ولده الرضيع، وقدم إخوته وأبناء أخيه وأبناء عمه، قدمهم جميعا للقتل، وقدم أمواله للنهب، وعياله للاسر، فانهم يقيمون له مراسم الذكرى والحزن يوم عاشوراء في كل عام. ولو أنصف المسلمون ما عدوا طريقة الشيعة في إقامة الذكرى لسيد الشهداء. فهل كان الحسين دون جان دارك التي يقيم لها الفرنسيون الذكرى في كل عام؟. وهل عملت جان دارك لفرنسا ما عمله الحسين لامة جده؟. فلقد سن لهم نهج الحرية والاستقلال، ومقاومة الظلم، ومعاندة الجور، وطلب العز، ونبذ الجور، وعدم المبالاة بالموت في سبيل الغايات السامية.
هذا، إلى ما يرجوه المسلم من الثواب يوم الحساب على الحزن والبكاء لقتل الحسين، فلقد نعاه جده لاصحابه، وبكى لقتله قبل وقوعه، وبكى معه أصحابه، وفيهم أبو بكر وعمر، فيما رواه الماوردي الشافعي في " أعلام النبوة ".
وقد حث أئمة أهل البيت الطاهر شيعتهم وأتباعهم على البكاء وإقامة الذكرى والعزاء لهذه الفاجعة الاليمة في كل عام، وهم نعم القدوة، وخير من اتبع، وأفضل من أقتفي أثره، وأخذت منه سنة رسول الله، لانهم أحد الثقلين، وباب حطة الذي من دخله كان آمنا، ومفتاح باب مدينة العلم الذي لا يؤتي إلا منه.
ثم قال السيد الامين قدس الله سره: ألف السيد علي جلال المصري كتابا في الحسين اقتطفنا منه ما يلي:
السيد الامام أبو عبد الله الحسين عليه السلام ابن بنت رسول الله، وريحانته، وابن أمير المؤمنين علي عليه السلام، ونشأة بنت النبوة، له أشرف نسب، وأكمل نفس، جمع الفضائل ومكارم الاخلاق، ومحاسن الاعمال من علو الهمة، ومنتهى الشجاعة، وأقصى غاية الجود، وأسرار العلم، وفصاحة اللسان، ونصرة الحق، والنهي عن المنكر، وجهاد الظلم، والتواضع عن عز، والعدل والصبر، والحلم والعفاف والمروءة والورع وغيره، واختص بسلامة الفطرة، وجمال الخلقة، ورجاحه العقل، وقوة الجسم، وأضاف الى هذه المحامد كثرة العبادة، وأفعال الخير، كالصلاة والصوم والحج والجهاد والاحسان.
وكان إذا أقام بالمدينة أو غيرها مفيدا بعلمه، مهذبا بكريم اخلاقه، مؤدبا ببليغ بيانه، سخيا بماله، متوضعا للفقراء، معظما عند الخلفاء، مواصلا للصدقة على الايتام والمساكين، منتصفا للمظلومين، مشتغلا بعبادته، مشى من المدينة على قدمية إلى مكة حاجا خمسا وعشرين مرة. لقد كان الحسين في قت علم المهتدين، ونور الارض، فاخبار حياته فيها هدى للمسترشدين بانوار محاسنه، المقتفين آثار فضله، ولا شك إن الامة تنفعها ذكرى ما أصابها من الشدائد في زمن بؤسها، كما يفيدها تذكر ما كسبته من الماثر ايام عزها، ومقتل الحسين من الحوادث العظيمة، وذكراه نافعة، وإن كان حديثه يحزن كل مسلم، ويسخط كل عاقل.
إن مصرع الحسين عظة المعتبرين، وقدوة المستبسلين ألم تر كيف اضطره نكد الدنيا إلى إيثار الموت على الحياة، وهو أعظم رجل في وقته لا نظير له في شرق الارض وغربها. ومع التفاوت الذي بلغ أقصى ما يتصوربين فئته القليلة، وجيش ابن زياد الكبير في العدة والعدد المدد، فقد كان ثباته ورباطة جأشه، وشجاعته تحير الالباب، لا عهد للبشر بمثلها، كما كانت دناءة أخصامه لا شبيه لها.
وما سمع منذ خلق العالم، ولن يسمع، حتى يفنى، أفظع من ضرب ابن مرجانة بقضيبه ثغر ابن بنت رسول الله، ورأسه بين يديه، بعد أن كان سيد الخلق يلثمه.
ومن آثار العدل الالهي قتل عبيدالله بن زياد يوم عاشوراء، كما قتل الحسين يوم عاشوراء، وإن يبعث برأسه الى علي بن الحسين، كما بعث برأس الحسين إلى ابن زياد. وهل امهل يزيد بعد الحسين إلى ثلاث سنين، أو أقل؟!. وأية موعظة أبلغ من أن كل من اشترك في دم الحسين اقتص الله منه، فقتل أو نكب؟! وأية عبرة لاولى الابصار أعظم من أن يكون قبر الحسين حرما معظما، وقبر يزيد بن معاوية مزبلة؟. وتأمل عناية الله بالبيت النبوي الكريم يقتل أبناء الحسين، ولا يترك منهم إلا صبي مريض أشرف على الهلاك، فيبارك الله في أولاده فيكثر عددهم، ويعظم شأنهم. أما الذين قتلوا مع الحسين فما لهم على وجه الارض شبيه.
ولو قدرت ولاية الحسين لكانت خيرا للامة في حكومتها وحياتها واخلاقها وجهادها. وشتان ما بين السبط الزكي، والظالم السكير يزيد القرود والطنابير، وهل يستوي الفاسق الفاجر، والامام العادل؟. وأين الذهب من الرغام؟.
ولكن اقتضت الحكمة الالهية سير الحوادث بخلاف ذلك، وإذا أراد الله امرا فلا مرد له، واقتضت أيضا أن يبقى أثر جهاد الحسين على ممر الدهور كلما أرهق الناس الظلم تذكرة لمن ندب نفسه لخدمة الامة، فلم يحجم عن بذل حياته، متى كانت فيه مصلحة لها.
التعلیقات
١