شبهات وردود حول عاشوراء . الشبهة السادسة: من قتل الحسين؟
موقع شبكة المعارف الاسلامية
منذ 9 سنوات
إن قلت يزيد بن معاوية سأطالبك بدليل صحيح من كتبك (لا تتعب نفسك بالبحث فلا يوجد دليل في كتبك يثبت أن يزيد قتل أو أمر بقتل الحسين
وإن قلت شمر
بن ذي الجوشن سأقول لك إذاً لماذا تلعن يزيد؟
وإن قلت الحسين قتل في عهد يزيد فسأقول لك إن إمامك الغائب المزعوم مسؤول عن كل قطرة دم نزفت من المسلمين، ففي عهده ضاعت العراق وفلسطين وأفغانستان وتقاتل الشيعة وهو يتفرج ولم يصنع شيئاً. (حيث إن الشيعة يعتقدون أن إمامهم الغائب هو الحاكم الفعلي للكون).
الجواب:
إن العجب كل العجب من صاحب هذا السؤال؛ كيف يحاول من خلال طرح سؤاله أن يشكك في أمر يعتبر من البديهيات والمسلمات والمتواترات بين المسلمين. ولكن مع ذلك سأجيب بإذن الله عن هذا السؤال، فنقول بعد التوكل على الله سبحانه:
لا إشكال في أن يزيد بن معاوية هو قاتل الإمام الحسين ، وذلك لأن يزيد بن معاوية كان الخليفة المتصرف، ومن الطبيعي أن يكون المسؤول عن كل ما يصنعه ولاته وعماله، وكان هو الآمر بحرب الحسين وقتاله وقتله، وقد جهز جيشاً كبيراً لقتاله، ومن غير المعقول والمقبول بحال أن تحدث مثل هذه الحادثة الفظيعة التي صدمت المسلمين بكل أطيافهم من دون أمره وعلمه وموافقته؛ لأن الإمام الحسين لم يكن رجلاً عادياً، وإنما كان أشهر وأبرز شخصية حينها، وكان السبط الوحيد لرسول الله في ذلك الوقت، وكان هو المتبقي من أصحاب الكساء، وكان يزيد يعلم بكتب أهل الكوفة إليه ومطالبتهم له القدوم إليهم ومبايعتهم له، وعلم يزيد بأن الإمام الحسين قد عزم على التوجه إلى العراق، فخاف من تداعيات ذلك، ولذلك قام بعزل والي الكوفة النعمان بن بشير، وولّى مكانه عبيد الله بن زياد، لأنه كان أكثر غلظة وحزماً منه كما يقال.
وإليك هذا النص التاريخي الذي ينقله الطبري، حيث قال بعد أن ذكر أنَّ اثني عشر ألفاً من أهل الكوفة قد بايعوا مسلم بن عقيل سفير الحسين: «قام رجل ممّن يهوى يزيد بن معاوية إلى النعمان بن بشير فقال له: إنَّك ضعيف أو متضعِّف، قد افسدت البلاد. فقال له النعمان; أن أكون ضعيفاً وأنا في طاعة الله أحبُّ إليَّ من أن أكون قوياً في معصية الله، وما كنت لأهتك ستراً ستره الله.
فكتب بقول النعمان إلى يزيد، فدعى يزيد مولىً له يُقال له سرجون، وكان يستشيره، فأخبره الخبر، فقال له: أكنت قابلاً من معاوية لو كان حياً؟ قال: نعم، قال: فاقبل منِّي فإنَّه ليس للكوفة إلا عبيد الله بن زياد، فولاها إيّاه، وكان يزيد عليه ساخطاً، وكان همَّ بعزله عن البصرة، فكتب إليه برضائه وأنَّه ولاَّه الكوفة مع البصرة، وكتب إليه أن يطلب مسلم بن عقيل فيقتله إن وجده»1.
إنَّ هذا النص التاريخي يوضح أنَّ منشأ تنصيب يزيد لعبيد الله بن زياد على الكوفة إنما هو قضية الحسين ، ولولاها لما كان يزيد لينصب ابن زياد على الكوفة بعد أن كان واجداً عليه وبعد أن همَّ بعزله، وذلك يوضح أنَّ غرض يزيد بن معاوية هو أن يتصدى ابن زياد لهذه المشكلة الخطيرة.
وهنا نقول: إنَّ يزيد بن معاوية إمَّا أن يكون قد أمر عبيد الله بن زياد بقتل الإمام الحسين ، وإما قد فوّض الأمر إليه وأعطاه صلاحية ممارسة كل الخيارات والتي منها قتل الإمام الحسين ، وعلى أي الاحتمالين فيزيد هو المسؤول الأول عن قتل الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه.
إن قلت:
إن يزيد لم يكن حاضراً في كربلاء ولم يشارك في تلك الواقعة فلماذا يتم تحميله المسؤولية؟
قلت: من الواضح أن الخلفاء لا يباشرون الكثير من الأعمال بأيديهم، وإنما يأمرون ولاتهم وعمالهم بعملها، ولكنها تنسب إليهم، ولذلك يقال مثلاً: إن الرئيس الفلاني قد قتل شعبه، وقد ينسب الأمر إلى القائد وإن لم يباشر كما في قوله تعالى: وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ 2 فنسب بناء الصرح إلى هامان مع أن هامان لم يباشر ذلك بنفسه.
وسأذكر لك بعض المصادر التاريخية التي تثبت أن قتل الإمام الحسين كان بأمر وبإيعاز من يزيد بن معاوية.
النص الأول: ما نقله جمع من المؤرخين من أنَّ عبد الله بن عباس بعث برسالة إلى يزيد بن معاوية، وهي رسالة طويلة نذكر منها موضع الحاجة:
«من عبد الله بن عباس إلى يزيد بن معاوية أما بعد... وأنت قتلت حسيناً... إلى أن قال أيضاً: لا تحسبني لا أباً لك نسيتُ قتلك حسيناً وفتيان بني عبد المطلب مصابيح الدجى ونجوم الأعلام غادرهم جنودك مصرَّعين في صعيد مرمَّلين بالتراب مسلوبين بالعراء...»3. وهذا النص كما تلاحظون صريح جداً، حيث نسب ابن عباس قتل الحسين إلى يزيد في رسالته إليه مرتين حيث قال في موضع منها «وأنت قتلت حسيناً» وقال في موضع آخر من الرسالة «لا تحسبني لا أبا لك نسيتُ قتلك حسيناً». ثم إنَّ ابن عباس حمَّل يزيد تبعات كل ما جرى على الحسين وأصحابه وعائلته.
النص الثاني: ماذكره الطبري وغيره، وهذا نصه « فلمَّا نظر يزيد إلى رأس الحسين قال:
يُفلِّقنَ هاماً من رجال أعزة
علينا وهم كانوا أعقَّ وأظلما»4
وذكر ابن الأثير في الكامل ما هذا نصه «ثم أذن للناس فدخلوا عليه والرأس بين يديه ومعه قضيب وهو ينكت به ثغره ثم قال: إنَّ هذا وإيانا كما قال الحصين بن الحمام:
أبى قومنا أن ينصفونا فأنصفت
قواضب في أيماننا تقطر الدما
يُفلِّقنَ هاماً من رجال أعزة
علينا وهم كانوا أعقَّ وأظلما.5.
ونقل سبط بن الجوزي في تذكرة الخواص عن ابن أبي الدنيا «أنه لمَّا نكت بالقضيب ثناياه أنشد لحصين بن الحمام المري:
صبرنا وكان الصبر منا سجيَّة
بأسيافنا تفرين هاماً ومعصما
نفلِّق هاماً من رؤوس أحبة
الينا وهم كانوا أعقَّ وأظلما
قال مجاهد: فوالله لم يبق في الناس أحد إلاّ سبه وعابه وتركه.
وروى ابن أبي الدنيا عن الحسن البصري قال: ضرب يزيد رأس الحسين ومكاناً كان يقبله رسول الله6.
وهذه النصوص التي ذكرنا بعضها تبيّن بوضوح أن قتل الحسين كان بأمر من يزيد بن معاوية، فإن قرع ثنايا الحسين بالقضيب لا يُناسب من كان متجافياً وكارهاً لقتل الحسين ، وهل هناك تعبير عن التشفي أبلغ من هذا التعبير، فقرع ثنايا أبي عبد الله يعني أنَّ يزيد كان قد بلغ به الحنق والغضب على الحسين بحيث أخذ يتصرَّف تصرفات غير عقلائية.
النص الثالث: ما ذكره الكامل لابن الأثير «لمَّا وصل رأس الحسين، حسنت حال ابن زياد عنده وزاده ووصله وسرَّه ما فعل ثم لم يلبث إلا يسيراً حتى بلغه بغض الناس ولعنهم وسبهم فندم على قتل...»7.
ونقل الطبري في تاريخه «لمَّا قتل عبيد الله بن زياد الحسين بن علي وبني أبيه بعث برؤوسهم إلى يزيد بن معاوية فسرَّ بقتلهم أولاً وحسنت بذلك منزلة عبيد الله عنده، ثم لم يلبث إلاّ قليلاً حتى ندم على قتل الحسين 8.
النص الرابع: ما نقله الخوارزمي في مقتل الحسين قال «لما أدخل رأس الحسين وحرمه على يزيد بن معاوية وكان رأس الحسين بين يديه في طست جعل ينكت ثناياه بمخصَّرة في يده ويقول «ليت أشياخي ببدر شهدوا إلى آخر الأبيات»»9.
وذكر السبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ما هذا نصه «وأما المشهور عن يزيد في جميع الروايات: انَّه لمَّا حضر الرأس بين يديه جمع أهل الشام، وجعل ينكت عليه بالخيزران ويقول أبيات ابن الزبعرى:
ليت أشياخي ببدر شهدوا
وقعة الخزرج من وقع الأسل
قد قتلنا القرن من ساداتهم
وعدلنا قتل بدر فاعتدل
قال الشعبي وزاد فيها يزيد فقال:
لعبت هاشم بالملك فلا
خبر جاء ولا وحيٌ نزل
لست من خندف إن لم انتقم
من بني أحمد ما كان فعل
قال: مجاهد: نافق»10.
وروى الهيثمي في مجمعه حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج المصري ثنا يحيى بن بكير حدثني الليث أبى الحسين بن علي أن يستأسر فقاتلوه فقتلوه وقتلوا بنيه وأصحابه الذين قاتلوا معه بمكان يقال له الطف، وانطلق بعلي بن حسين وفاطمة بنت حسين وسكينة بنت حسين إلى عبيد الله بن زياد، وعلي يومئذ غلام قد بلغ، فبعث بهم إلى يزيد بن معاوية، فأمر بسكينة فجعلها خلف سريره لئلا ترى رأس أبيها وذوي قرابتها، وعلي بن حسين في غلّ، فوضع رأسه فضرب على ثنيتي الحسين، فقال نفلق هاماً من رجال أحبة إلينا وهم كانوا أعق وأظلما، فقال علي بن حسين مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ11 فثقل على يزيد أن يتمثل ببيت شعر، وتلا علي بن الحسين آية من كتاب الله عزَّ وجلَّ فقال يزيد بل بما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير..12.
هذا بعض ما رواه وذكره علماء أهل السنة ومؤرخوهم.
وأما عند الشيعة فالأمر أوضح من نور الشمس وهو أمر متواتر عندهم جداً، ويكفي ما ورد في زيارة عاشوراء، وما رواه الصدوق طاب ثراه حيث قال: وروى لنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيسابوري رضي الله عنه قال: حدثنا علي بن محمد بن قتيبة عن الفضل بن شاذان قال: سمعت الرضا يقول: لما حمل رأس الحسين إلى الشام أمر يزيد لعنه الله فوضع ونصب عليه مائدة، فأقبل هو وأصحابه يأكلون ويشربون الفقاع، فلما فرغوا أمر بالرأس فوضع في طست تحت سريره، وبسط عليه رقعة الشطرنج وجلس يزيد لعنه الله يلعب بالشطرنج، ويذكر الحسين بن علي وأباه وجده ويستهزئ بذكرهم...13.
ومنها ما رواه الكليني عن علي عن أبيه عن ابن محبوب عن عبد الله بن سنان قال: سمعت أبا عبد الله يقول: ثلاث هن فخر المؤمن وزينة في الدنيا والآخرة: الصلاة في الليل ويأسه مما في أيدي الناس، وولايته الإمام من آل محمد. قال: وثلاثة هم شرار الخلق ابتلى بهم خيار الخلق: أبو سفيان أحدهم قاتل رسول الله وعاداه ومعاوية قاتل علياً وعاداه، ويزيد بن معاوية لعنه الله قاتل الحسين بن علي وعاداه حتى قتله14.
والرواية صحيحة الإسناد.
ومنها ما رواه الكليني بسند صحيح عن بريد بن معاوية قال: «سمعت أبا جعفر الباقر يقول: إن يزيد بن معاوية دخل المدينة وهو يريد الحج، فبعث إلى رجل من قريش فأتاه فقال له يزيد: أتقر لي أنك عبد لي، إن شئت بعتك وإن شئت استرقيتك؟ فقال له الرجل: والله يا يزيد ما أنت بأكرم مني في قريش حسباً، ولا كان أبوك أفضل من أبي في الجاهلية والإسلام، وما أنت بأفضل منّي في الدين، ولا بخبر منّي، فكيف أقرّ لك بما سألت؟ فقال له يزيد: إن لم تقر لي والله قتلتك، فقال له الرجل: ليس قتلك إياي بأعظم من قتلك الحسين بن علي ابن رسول الله فأمر به فقتل»15.
إدانة علماء أهل السنة ليزيد «لعنه الله»:
لقد ردَّ هذا الأمر علماء أهل السنة أنفسهم، فضلاً عن غيرهم، وكلماتهم كثيرة حول هذا الأمر:
فالجاحظ مثلاً قد قال عن مشروعية لعن يزيد «لعنه الله»، بعد أن ذكر قتله الإمام الحسين « » وغير ذلك: «فالفاسق ملعون، ومن نهى عن شتم الملعون فملعون..»16.
وراجع ما قاله البرهان الحلبي، وعلي بن محمد الكياهراسي، والذهبي، والشيخ محمد عبده، وابن جرير، وغيرهم..
وقد حكم أحمد بن حنبل بكفر يزيد «لعنه الله»17
وضرب عمر بن عبد العزيز الذي وصف يزيد بـ «أمير المؤمنين» عشرين سوطاً..18
وقال السيوطي: «لعن الله قاتله، وابن زياد، ومعه يزيد»19.
وسئل ابن الجوزي عن لعن يزيد «لعنه الله»، فقال: قد أجاز أحمد لعنه، ونحن نقول: لا نحبه لما فعل بابن بنت نبينا، وحمله آل رسول الله سبايا إلى الشام على أقتاب الجمال..20
وراجع كلام الألوسي حول ما فعله يزيد «لعنه الله» بعترة النبي.
وقد نقل عن البرزنجي في الإشاعة، وأبي يعلى، وابن الجوزي، والتفتازاني، والسيوطي، جواز لعن يزيد «لعنه الله»21.
وقال الذهبي عن يزيد: «كان ناصبياً غليظاً، يتناول المسكر، ويفعل المنكر، فتح دولته بقتل الحسين، وختمها بوقعة الحرة..»22.
ويقول ابن خلدون عن قتل يزيد للإمام الحسين:
«إن قتله من فعلاته المؤكدة لفسقه، والحسين فيها شهيد..»23.
فهذا غيض من فيض، والحر تكفيه الإشارة..
وبعد هذا كله نقول، إنه لو سلمنا عبثاً بما يزعمه السائل من أن يزيد لم يأمر ابن زياد بقتل الإمام الحسين ، فقد كان من المفترض أن يقتص من ابن زياد، أو على الأقل أن يحاسبه ويعاقبه ويعاقب عمر بن سعد، وشمر بن ذي الجوشن، وغيرهما «لعنهم الله» ممن شارك في قتل الإمام الحسين ، ريحانة الرسول ، وسيد شباب أهل الجنة..
وكان عليه أن لا يرضى من سفيانية أهل دمشق بأن يستقبلوا السبايا بالدفوف، وبالفرح والسرور.
ثم إن قولنا إن يزيد قتل الإمام الحسين لا يعني تبرئة عبيد الله بن زياد وعمر بن سعد وشمر بن ذي الجوشن وجميع المساهمين والمشاركين في قتال الإمام الحسين فإنهم جميعاً يتحملون المسؤولية عن تلك الدماء الزاكية التي جرت على أرض كربلاء، ويتحملون مسؤولية كل ما جرى من مآسٍ وهتك وسبي وظلم حلّ بعائلة الحسين .
ثم إن السائل زعم: أن الإمام المهدي الغائب مسؤول عن غصب فلسطين، وعمّا يجري في الأمة من جرائم وعظائم، ولكنا نقول:
إن الإمام الذي غصب حقه، والمتستر خوفاً من القتل، لا يكون مسؤولاً عن الجرائم التي يرتكبها الذين يريدون قتله، كما قتلوا غيره ظلماً وبغياً، وإلا لكان النبي الأعظم مسؤولاً عن كل قطرة دم أريقت من قبل كسرى وقيصر واليهود والمشركين، وسائر ملوك الأرض وجبابرتها على يد كل الظالمين في كل بقعة فيها.
ولكان موسى مسؤولاً عن كل قطرة دم نزفت من اتباعه على يد أعدائه وأعداء الله وهم فرعون وحزبه.
وإذا قلنا بمقالة المنكرين للإمام المهدي|، فهل يمكن أن يقال: إن كل دم أريق، وكل أرض اغتصبت، وكل ظلم وقع في بلاد الإسلام، وعلى أي مسلم كان، منذ وفاة النبي الأعظم إلى يومنا هذا: إن ذلك كله كان في ذمة حكام المسلمين، والخلفاء، والملوك، والرؤساء.
ومَن من الأمراء والملوك والرؤساء يتحمل مسؤولية ضياع العراق وفلسطين وأفغانستان.. ومسؤولية تقاتل المسلمين مع بعضهم بعضاً في الصومال وليبيا والعراق والشام وغيرها؟
ثم إن الشيعة لا تعتقد أن الإمام الغائب هو الحاكم الفعلي للكون، بل هم يقولون: إنه هو الذي نصبه الله حاكماً للكون، ولكن الجبابرة والمستكبرين والظالمين غصبوا منه هذا الحق، ومنعوه من ممارسة حقه، تماماً كما كان فرعون يحكم بني إسرائيل، مع أن موسى هو الذي جعله الله حاكماً لهم، وكما كان النبي هو الحاكم الإلهي، وكان كسرى وقيصر وسائر حكام الأرض غاصبين لحقه، وكما كان النمرود حاكماً مع وجود النبي إبراهيم وهكذا. بل إنه بناءاً على ما تقول يجب القول إن الله تبارك وتعالى هو المسؤول عن كلّ قطرة دم سالت أو تنزف من المؤمنين وعباده الصالحين منذ ابتداء خلقة آدم إلى يوم القيامة!! فإنّ كلّ ذلك تحت علمه وحكومته.
__________________________
1- تاريخ الطبري ابن جرير الطبري المجلد: الرابع صفحه: 258.
2- سورة غافر، الآية 36.
3- تاريخ اليعقوبي ج2 / 248، الكامل في التاريخ ج3 / 318 بتفاوت إلا انه نص على انّ ابن عباس قال في مكاتبته « وقد قتلت حسيناً «، تذكرة الخواص لسبط بن الجوزي وقد نقل نص الرسالة عن الواقدي وهشام وابن اسحاق ثم قال وغيرهم / 247، مقتل الحسين للخوارزمي وقد نقل سنده الى راوي الرسالة / ج2 / 85.
4- تاريخ الطبري ج4 / 355، مقاتل الطالبيين لابي الفرج من أعلام القرن الرابع الهجري 119، كتاب الفتوح لابن أعثم ج5/239 إلا انَّه نقل انه قال: « نفلِّق هاماً... «، أنساب الاشراف ج3/415، كنز الدرر لابي بكر الدواداري ج4/94، المنتظم ج5/242 243 قال: «ضربه بقضيب ثم قال: يفلقن هاماً».
5- الكامل في التاريخ ج3 / 298، وذكر الطبري في موضع آخر ما يقارب نص ابن الاثير ج4 / 356. وقريب منه نص المسعودي في مروج الذهب وكذلك صاحب البداية والنهاية ج8 / 208 209 215، وصاحب سير أعلام النبلاء ج3/309.
6- تذكرة الخواص وقد نقل ما يقارب هذا النص عن البلاذري وهشام / 235 236، وغيرهم.
7- الكامل في التاريخ ج3 / 300.
8- تاريخ الطبري ج4 / 388 389، تذكرة الخواص لسبط بن الجوزي 238 تاريخ الخلفاء لجلال الدين السيوطي قال «ولما قتل الحسين وبنو أبيه بعث ابن زياد برؤوسهم الى يزيد، فسُرَّ بقتلهم أولا ثم ندم لمَّا مقته المسلمون على ذلك وأبغضه الناس، وحق لهم ان يبغضوه» / 208، تاريخ الاسلام ووفيات المشاهير والاعلام للذهبي، أحداث احدى وستين 20، البداية والنهاية لابن كثير ج8/254، شذرات الذهب في اخبار من ذهب لابن العماد الحنبلي الدمشقي ج1/277 قال: «قال التفتازاني: في شرح العقائد النسفية والحق انَّ رضى يزيد بقتل الحسين واستبشاره بذلك... مما تواتر معناه».
9- مقتل الحسين للخوارزمي ج2 / 70.
10- تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي / 235
11- سورة الحديد، الآية 22.
12- الراوي: الليث بن سعد المحدث: الهيثمي - المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 9/198 خلاصة الدرجة: رجاله ثقات.
13- من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 309 قلت:الاسناد صحيح، مع العلم اننا لا نحتاج الى تصحيح الاسانيد لان هذا الامر مما تواتر عند جميع المسلمين.
14- الكافي: 8 / 234 ح 311.
15- الكافي 8/235.
16- آثار الجاحظ ص129 و (ط أخرى) ص398.
17- الإتحاف بحب الأشراف ص68 و 63. وراجع: البداية والنهاية (ط دار إحياء التراث العربي) ج8 ص245.
18- الصواعق المحرقة ج2 ص633 و 634 و 642 وسير أعلام النبلاء ج4 ص40 وتاريخ الخلفاء (ط دار الفكر سنة 1394 هجري) ص194.
19- تاريخ الخلفاء ص207.
20- مرآة الزمان ج8 ص496 حوادث سنة 597. وراجع: الصواعق المحرقة ج2 ص634 و 635 وراجع: منهاج السنة ج4 ص565 573 ومقتل الحسين للمقرم ص33.
21- فراجع: روح المعاني، ج26، ص72 و 73، وراجع: المنتظم لابن الجوزي، ج5، ص342 و 345 والصواعق المحرقة ج2 ص580 و 634 و 635.
22- شذرات الذهب ج1 ص69.
23- مقدمة ابن خلدون ص181 عند ذكره ولاية العهد.
التعلیقات