محاور ذكاء الطفل
لقاء الربيعي
منذ 16 سنةيعتمد الذكاء العاطفي على خمسة محاور رئيسية يمكن البدء في تنميتها منذ مرحلة الطفولة المبكرة كما يلي:
الوعي بالذات وبالآخرين بأن يدرك الصغير طبيعة مشاعره وأثر تصرفاته على مشاعر الآخرين.
تعليم الطفل التحكم في المشاعر السلبية التي قد يعانيها مثل الإحباط، القلق، العنف، الغضب، الاندفاع.
حفز الذات وذلك بمساعدة الطفل منذ سنواته الأولى على وضع أهداف من خلال اللعب، ثم من خلال وقائع حياته الاجتماعية والعلمية بعد ذلك وتشجيعه على تحقيقها حتى مع وجود عقبات, وبث روح التفاؤل والأمل لديه. الوعي بالذات وبالآخرين بأن يدرك الصغير طبيعة مشاعره وأثر تصرفاته على مشاعر الآخرين.
تعليم الطفل التحكم في المشاعر السلبية التي قد يعانيها مثل الإحباط، القلق، العنف، الغضب، الاندفاع.
التعاطف مع الآخرين بأن ننمي لدى الصغير القدرة على فهم مشكلة الآخر، وتفهم دوافعه وردود أفعاله، وإظهار التعاطف له.
تنمية القدرة لديه على مد جسور الصداقة مع الآخرين، والتعاون معهم، وإذابة الصراعات التي قد تنتج من أي علاقة.
المشكلة - كما قال أرسطو - ليست في المشاعر، ولكن في توقيت وطريقة التعبير عنها، إن تعلمنا الذكاء العاطفي يبدأ منذ الطفولة، فالدوائر العصبية المختصة بالانفعالات، تصقل من خلال التجربة طوال طفولتنا, فإذا ما لاقى الطفل الإهمال، وأسيئت معاملته، فإن هذا يترك بصمته على الدوائر العصبية، التي تتحكم في الانفعالات، بينما الأطفال الذين ينشأون بين أبوين لديهما القدرة على فهم المشاعر المختلفة، وإظهار التعاطف لأطفالهما، يتمتعون بذكاء عاطفي عال، فهم أكثر تحكمًا في انفعالاتهم, ولديهم مهارات اجتماعية عالية كما أنهم أكثر قدرة على الانتباه والتعلم، وقليلوا الاستثارة، كما وجد أن الحياة العاطفية الذكية تنعكس بشكل إيجابي على بيولوجيتهم, ومن ثم يفرزون نسبة أقل من هرمونات الانفعال، التي قد تؤثر بشكل سلبي في مراكز التعلم.
ولكن هل هناك أمل لغير الأذكياء عاطفيًا؟
المدهش في الذكاء العاطفي, أنه قابل للنمو، وذلك خلاف الذكاء المعرفي الذي يصل إلى أعلى معدل له في الثامنة عشرة، فالشخص الذي يحرز درجات محدودة فيما يتعلق بالقدرة على التعاطف، من الممكن أن يحرز درجات أعلى في المستقبل، إذا حاول اكتساب مهارات تمكّنه من الاهتمام أكثر بمشاعر الآخرين، وتعلم الإنصات لما يقولون.
وهنا يأتي تساؤل: هل يمكننا تعلم العاطفة، وكيف ننمي ذكاءنا العاطفي؟ نستطيع أن نفعل ذلك من خلال علوم الذات, وهي منهج ووسيلة لتعليم المهارات الاجتماعية والعاطفية للأطفال, كما أنها تدمج النمو المعرفي بالنمو العاطفي وتمكن الطفل من التعامل مع المواقف المعقدة التي من الممكن أن تواجهه في الحياة وتعد خبرات التلاميذ واهتماماتهم وأسئلتهم, هي محور علوم الذات, فبدلاً من توجيه الطفل بقول افعل هذا ولا تفعل ذلك تعطيهم عدة اختيارات وتجعلهم أكثر وعيًا بقدراتهم وتمكنهم من اختيار قرارات مسئولة, وتعلمهم الاستقلال والتعاون, كما أنها تناقش مسائل عديدة مهمة للصحة النفسية للطفل مثل العنف, النبذ, الاكتئاب التأخر الدراسي.
وتفترض علوم الذات ما يلي:
- لا يوجد تفكير بلا مشاعر ولا مشاعر بلا تفكير.
- كلما كان الطفل أكثر وعياً بذاته كان رد فعله إيجابياً تجاه المواقف المختلفة.
- كلما أدرك الطفل طبيعة التجارب التي يمر بها كان أكثر قدرة على التعلم.
ويعد التحدي الكبير الذي يواجه علوم الذات هو كيف يتعلم الطفل اختيار اللغة المناسبة للتعبير عن مشاعره وأفكاره، وبعد ذلك يمكن مناقشة البدائل المختلفة لسلوكه وردود أفعاله وذلك بإلقاء الضوء على التبعات الإيجابية والسلبية لكل تصرف وتشجيعه على تبني وتجريب السلوك الإيجابي ومن ثم يتمكن الصغير من السيطرة على اندفاعاته وتزيد روح التعاون بينه وبين أقرانه.
وقد أدى تطبيق منهج علوم الذات في بعض المدارس الغربية إلى إحراز نجاحات بين التلاميذ المستفيدين منه ووجد زيادة في كل النواحي التالية:
- إدراك أهمية الذكاء العاطفي.
- الوعي بمهارات القيادة.
- محو الأمية العاطفية.
- التفاؤل.
- الثقة بالنفس.
- القدرة على التحكم في المشاعر السلبية.
- زيادة المهارات الاجتماعية.
- تقبل الذات.
إن تضمين المناهج التعليمية لعلوم الذات هو بمنزلة إنقاذ للعديد من الصغار ذوي الذكاء العاطفي المحدود وكذلك فإنه صمام أمان حيال المشاكل النفسية المختلفة التي قد يعانونها.
التعلیقات
١