الحب شمس المرأة وهواؤها
كوثر الكفيشي
منذ 16 سنةالكشف عن محاسن الزوجة، و إظهار أخلاقها الحسنة، عمل من أعمال الزوج المثالي. و هو عمل ـ للأسف ـ يهمله وينصرف عنه أزواج كثيرون، رغم آثاره الإيجابية في نفس الزوجة، ودوره الأكيد في تقوية أركان البيت الزوجي. لماذا بهمل كثير من الأزواج الثناء على زوجاتهم وإظهار فضائلهن؟ بعضهم تشغله الحياة ومسؤولياتها، فتغيب عن ذهنه ضرورة هذا الثناء، وأهميته البالغة في البناء النفسي للزوجة.
وبعضهم لا يملك قناعة بهذا الثناء، لأنه لا يرى له جدوى، أو على العكس يرى الثناء على الزوجة مفسداً لها، مثيراً لغرورها. وبعضهم يصرفهم عن هذا الثناء ضيقهم بزوجاتهم، ونقمتهم منهن، فيثأرون منهن بطمس محاسنهن، وإخفاق أخلاقهن الطيبة وأعمالهن الصالحة.
وأرى أن جميع هؤلاء مخطئين غير مدركين الآثار الطيبة العظيمة التي يحدثها الثناء في الزوجة ومنها:
ـ ينمي في نفسها مشاعر الحب والمودة تجاه زوجها، ويطفئ مشاعر الغضب، والكراهية، والضيق.
ـ ينقذها من الإحباط الذي يصيب كثيرات من الزوجات حين يعملن في بيوتهن جاهدات، ثم يقابلن من أزواجهن بعدم الرضا عنهن، واتهامهن بالتقصير.
ـ يمنحها طاقة تنسى معها تعبها، وتساعدها على بذل المزيد من الجهد والعطاء، في رضا كبير.
ـ تنجح في تربية أولادها، وتكون أكثر إقبالاً عليهم، ورغبة في رعايتهم، وصبراً على عبثهم وإهمالهم وتقاعسهم.
تقول ماري بونابرت في كتابها ((سيكولوجية المرأة)): ((حقاً إن المرأة لأكثر من الرجل تعطشاً بكثير إلى الحب، وإلى التدليل، وكأنها مجرد طفل كبير….. المرأة تعيش بالحب، حب الرجل لها، وحبها للرجل والطفل)).
ولعل الرجل يسألني: كيف أثني على زوجتي؟ وأجيبه ببساطة: بالحديث عن فضائلها، عن أعمالها الصالحة، عن طباعها الحسنة….بينك وبينها، وأمام الآخرين كذلك طبعاً ما عدا الرجال غير المحارم.
و تأكد أن زوجتك حين تعلم بثنائك عليها، أو تسمعك وأنت تعبر عن هذا الثناء، ستحبك كثيراً، وتبادلك الثناء فتذكرك بخير أمام الآخرين. كما أنها ستزيد في فعل ما أثنيت به عليها، وتنصرف عن كثير مما كنت تكرهه فيها. و في النهاية أقول بأن للسعادة الزوجية أبواب ومفاتيح هذه الأبواب هي متوافرة وفي أيدينا، فلنفتح هذه الأبواب الموصدة بيننا ولننفتح على بعضنا البعض.
التعلیقات