نظرة الشباب الطائش إلى العلم
السيّدة مريم نور الدّين فضل الله
منذ 11 سنةان اكثرية جيلنا المتطور يرون أن العلوم الجديرة بالبحث ، والتي يجب ان توجه اليها الانظار وأفكار الناشئة انما هي العلوم التي تصل بها الشعوب إلى غاياتها المادية من استعباد وبطش واستعمار ، واستثمار الضعفاء
.وما عدا هذه العلوم ما هي إلا سفسطات من مخلفات الماضي ، شغل بها العلماء أوقات فراغهم.
لقد راجت الدعاية الاجنبية ، وسلم الكثير من الناس بأن الأوروبيين هم أصحاب العلم والاختراع ، وأن علماءنا يستولي عليهم الجمود ، ليس لهم من الذكاء أو العقل المبدع ما يمكنهم من مواكبة ركب الحضارة والرقي ، لان عقول الشرقيين بسيطة ساذجة.
وعندما تمكن أهل الأهواء والأغراض من نفث سمومهم ، وتخدرت العقليات ، وانصرف الناس عن الدين وتعاليمه السامية. وعن تراث الأجداد العظيم.
وانصرف الناس أيضاً عن العلماء المخلصين حاملي لواء الدين والمعرفة الذين تزخر صدورهم بالعلم والفضل وإرشاد الناس إلى الصراط المستقيم.
وبعدما رسخت هذه النظرية ( نظرية تفوق العقل الاوروبي المبدع على العقل الشرقي الساذج ) في عقول الناس عندها أصبح دعاة العلم والفضيلة لا يسمع لهم قول ولا يطاع لهم أمر كما قيل :
انادي وهل في الحي مصغ فيسمع
اهم نوم أم ساحة الحي بلقع
ربما لا يعجب هذا القول الكثير من الناس ، وقد ينعتني بعضهم بالرجعية. لأننا أصبحنا في زمان دان فيه العالم باديان مختلفة من المادة والضلال وأصبح الجيل الصاعد المتطور يسخر بالدين ... وممن يتكلم بالدين.
ولكن ما لنا وهؤلاء الأغبياء الجهلاء ، الذين ارتكسوا في حمأة الضلال لا يفقهون ما يقولون ولا يعرفون ما يفعلون.
فالواجب يدعونا جميعاً للتحرر من نير الدعايات الاستعمارية ، والسموم الإلحادية.
يجب ان ننهض متكاتفين لتثبيت القواعد الإسلامية في نفوس المسلمين من ناشئة وبالغين ، ونحن نملك الرصيد الروحي الكبير في صفائه ونقائه.
وحري بالمؤمنين وعلماء المسلمين ، ودعاة الاصلاح ان يعرضوا الإسلام بطريقة غير منفرة ، تحفظ الإسلام على المسلمين ، وتحل جميع المشكلات ... ومتى حل الإسلام في النفوس صدرت الأعمال صحيحة وفقاً لتعاليمه ... وقوانينه.
التعلیقات