إعداد الشخصية النسويّة لأداء مهامها
حقوق المرأة
منذ 15 سنةإنّ لعمليّة الأعداد والتربية الأثر الفعّال في بناء وتكوين الشخصية وممارسة مهامها في المجتمع وتوجيه الطّاقة واللّياقات الإنسانية الوجهة البنّاءة، وفي حال إهمال الفرد وحرمانه من عملية التربية والتوجيه والأعداد المدروس والمنظّم ينشأ نشوءاً عفويّاً تتحكّم به الظروف والمحيط والحوادث التي كثيراً ما تتسبّب بقتل شخصيّته وهدر طاقاته وإعاقة نموّه الاجتماعي، فيتحوّلإلى شخصية ضعيفة مهزوزة لا يستطيع أن يتعامل مع المجتمع والحوادث والمشاكل والفرص تعاملاً ناجحاً.
إنّ الصورة الممثِّلة للاسلام التي يجب أن تُدرس أوضاع المرأة من خلالها هي صورة المرأة في القرآن والسنّة المطهّرة، التي تقوم على أُسس عديدة هي:
1 ـ وحدة النوع الإنساني، التي تقوم على أساس قوله تعالى:
(يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالاً كثيراً ونساء واتّقوا الله الذي تساءلون به والارحام إنّ الله كان عليكم رقيباً). (النساء / 1)
ونستطيع أن نفهم عظمة هذه الآية ليس ممّا تحويه من معنى عظيم فحسب، بل ومن افتتاح الوحي سورة النساء التي تحدّثت عن شؤون المرأة بهذه الآية والتأسيس عليها، وهي من كبريات السور، فهي تحوي (176) آية عدا البسملة.
واعتبار هذه الآية أساساً ومنطلقاً للفكر والتشريع والقيم التي نظّمت العلاقة بين الرّجل والمرأة وحدّدت مكانتها ودورها في المجتمع الإسلامي.
2 ـ والأساس الثاني الذي يجب أن تُدرس على أساسه العلاقة بين الرّجل والمرأة هي علاقة الحبّ والودّ والرّحمة والاستقرار والطمأنينة الذي تمثّل في قوله تعالى:
(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودّة ورحمة إنّ في ذلك لآيات لقوم يتفكّرون). (الروم / 21)
3 ـ التكافؤ في الحقوق والواجبات: (... ولهنّ مثل الّذي عليهنّ بالمعروف...). (البقرة / 228)
وهو يعني أنّ لكل من الرّجل والمرأة حقوقاً على الآخر، فلكلّ منهما حقّ وواجب، وعليه أن يؤدِّي واجبه بأداء حقّ الآخر بالمعروف وحُسن المعاشرة. وبذا وازنَ الإسلام وضبط أسس العلاقة بهذا المبدأ التشريعي والاخلاقي الفريد.
فثبّت أرقى مبدأ لحقّ المرأة.
4 ـ أمّا العلاقة الاجتماعية بين الرّجل والمرأة فهي علاقة الولاء، كما ثبّتها القرآن الكريم بقوله: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض)، ويكوِّن القرآن هذه الصورة الرائعة لعلاقة الرّجل بالمرأة في المجتمع، فهي علاقة ولاء، يتمثّل فيها أرقى درجات الحبّ والاحترام، فالوليّ في اللّغة هو النصير والمحبّ والصّديق، وبذا نفهم قيمة المرأة الصالحة، فهي والرّجل سواء في هذا التعريف والتقويم القرآني.
إنّ من الظواهر الاجتماعية الملحوظة في عالمنا الذي خضع للاستعمار والاضطهاد وسيطرة الحكّام الطّغاة هي ظاهرة الاضطهاد والكبت والقهر والتسلّط، فانعكست آثارها على التعامل الاجتماعي والتربية في المدرسة والبيت وعلاقات العمل والتنظيم الاجتماعي بشتّى صوره.
فغياب الحريّة، والاستهانة بشخصيّة الآخرين واضطهادهم، وعدم احترام إرادتهم، هي ظاهرة مألوفة في مجتمعاتنا الآن، ولا تثير الرّفض والاستنكار إلاّ بحدود لا تتناسب وتلك الظاهرة.
وتحت وطأة تلك الظاهرة، كان ما أصاب المرأة أشدّ فداحة ممّا يلاقيه الرّجل، فقد ورثت مجتمعاتنا مخلّفات من عادات وتقاليد ومفاهيم متخلِّفة تعاملت من خلالها مع المرأة بالاستهانة بشخصيّتها وقدراتها وكفاءاتها الإنسانية، بل وتعامل معها الرّجل في بيئات كثيرة على أنّها مخلوق دون مستوى إنسانيّة الرّجل، فنشأت مفاهيم عزل المرأة عن الحياة الاجتماعية المتطوِّرة في حقب التخلّف وغياب الوعي والفهم الإسلامي في أوساط المسلمين وكنتيجة طبيعية للوضع الفكري والسياسي والاجتماعي العام. غير أنّ ما يثير الاستغراب هو نسبة تلك المفاهيم، وما تعانيه المرأة من حرمان، وعزل اجتماعي، إلى الإسلام من قِبَل بعض الكتّاب ودعاة الفكر المادي.
وتحت وطأة ظروف الجهل والتخلّف خضع المسلمون للغزو الفكري المادي بمدرستيه الجاهليّتين الشرقية والغربية، فكان في طليعة ما حمل هذا الغزو هو محاربة الفكر الإسلامي، والتركيز على أوضاع المرأة في العالم الإسلامي، فانصبّ اهتمام المؤسّسات الاعلامية والثقافية غير الإسلامية، والأحزاب العلمانية، ودعاة الماديّة والإباحية على سحب المرأة من تلك الظروف والأوضاع التي تعيشها في مجتمع متخلِّف إلى دائرة الإباحيّة، وإسقاط المرأة، والمتاجرة بقضيّتها سياسياً وحضارياً، بعد أن تشخّص لديهم أنّ إفساد المرأة عن طريق الإباحة الجنسيّة، تحت شعار: (حريّة المرأة) و(حقوق المرأة) هو الطريق لإفساد الجيل من الذكور والإناث؛ ذلك لانّ المرأة هي مصدر الأغراء والإثارة الجنسية، كما أنّ إشاعة الإباحة الجنسية، والتي اخترعوا لها مصطلح (الحقوق الجنسية)، هي من أخطر وسائل هدم الاُسرة، وتشريد الأبناء، وتدمير العلاقات الإنسانية المتينة بين الرّجل والمرأة.
وهكذا يواجه مشروع إعداد وتربية المرأة ثلاثة اتجاهات هي:
1 ـ الاتجاه الذي أفرزته ظروف التخلّف والوعي الحضاري غير السليم، وهو الاتجاه القائم على أساس الاستهانة بشخصيّة المرأة، وكبت إرادتها، وتغييب دورها الاجتماعي والإنساني إلى جنب الرّجل. وهو الاتجاه المتوارث من التقاليد والأعراف الناشئة عن الجهل بالإسلام وظروف التسلّط، واستعلاء الرّجل، والتخلّف الفكري.
2 ـ الاتجاه المادي: الذي تنادي به الحضارة المادية الغربية، وهو الاتجاه المنادي بالإباحة الجنسية الذي يقود الى تدمير العلاقات الأسرية، وتسليط الاضطهاد والظلم على المرأة بأسلوب وطريقة أخرى، تحت شعار (حقوق المرأة) و(الحقوق الجنسية)... الخ ، والذي جعل المرأة ضحيّة الاستمتاع والاغتصاب الجنسي والأمراض الجنسية.
3 ـ الاتجاه الإسلامي: وهو الاتجاه الذي آمن بوحدة النوع الإنساني، ونظَّم العلاقة بين الرّجل والمرأة على أساس الاحترام والتعاون في بناء المجتمع، وتنظيم العلاقات الجنسية لا على أساس إباحة جسد المرأة، والاستمتاع به، وهدم أسس الروابط الأسريّة، كما يحدث الآن في أوربا وأمريكا وروسيا والصين واليابان، وغيرها من بلدان العالم المتأثِّرة بتيّار الحضارة الماديّة، بل على أساس احترام انسانيّة المرأة، ومنحها حقّها كإنسان له خصائصه وحقوقه، ومقوّمات شخصيّته.
إنّ الصورة الممثِّلة للاسلام التي يجب أن تُدرس أوضاع المرأة من خلالها هي صورة المرأة في القرآن والسنّة المطهّرة، التي تقوم على أُسس عديدة هي:
1 ـ وحدة النوع الإنساني، التي تقوم على أساس قوله تعالى:
(يا أيّها النّاس اتّقوا ربّكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالاً كثيراً ونساء واتّقوا الله الذي تساءلون به والارحام إنّ الله كان عليكم رقيباً). (النساء / 1)
ونستطيع أن نفهم عظمة هذه الآية ليس ممّا تحويه من معنى عظيم فحسب، بل ومن افتتاح الوحي سورة النساء التي تحدّثت عن شؤون المرأة بهذه الآية والتأسيس عليها، وهي من كبريات السور، فهي تحوي (176) آية عدا البسملة.
واعتبار هذه الآية أساساً ومنطلقاً للفكر والتشريع والقيم التي نظّمت العلاقة بين الرّجل والمرأة وحدّدت مكانتها ودورها في المجتمع الإسلامي.
2 ـ والأساس الثاني الذي يجب أن تُدرس على أساسه العلاقة بين الرّجل والمرأة هي علاقة الحبّ والودّ والرّحمة والاستقرار والطمأنينة الذي تمثّل في قوله تعالى:
(ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودّة ورحمة إنّ في ذلك لآيات لقوم يتفكّرون). (الروم / 21)
3 ـ التكافؤ في الحقوق والواجبات: (... ولهنّ مثل الّذي عليهنّ بالمعروف...). (البقرة / 228)
وهو يعني أنّ لكل من الرّجل والمرأة حقوقاً على الآخر، فلكلّ منهما حقّ وواجب، وعليه أن يؤدِّي واجبه بأداء حقّ الآخر بالمعروف وحُسن المعاشرة. وبذا وازنَ الإسلام وضبط أسس العلاقة بهذا المبدأ التشريعي والاخلاقي الفريد.
فثبّت أرقى مبدأ لحقّ المرأة.
4 ـ أمّا العلاقة الاجتماعية بين الرّجل والمرأة فهي علاقة الولاء، كما ثبّتها القرآن الكريم بقوله: (والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض)، ويكوِّن القرآن هذه الصورة الرائعة لعلاقة الرّجل بالمرأة في المجتمع، فهي علاقة ولاء، يتمثّل فيها أرقى درجات الحبّ والاحترام، فالوليّ في اللّغة هو النصير والمحبّ والصّديق، وبذا نفهم قيمة المرأة الصالحة، فهي والرّجل سواء في هذا التعريف والتقويم القرآني.
إنّ من الظواهر الاجتماعية الملحوظة في عالمنا الذي خضع للاستعمار والاضطهاد وسيطرة الحكّام الطّغاة هي ظاهرة الاضطهاد والكبت والقهر والتسلّط، فانعكست آثارها على التعامل الاجتماعي والتربية في المدرسة والبيت وعلاقات العمل والتنظيم الاجتماعي بشتّى صوره.
فغياب الحريّة، والاستهانة بشخصيّة الآخرين واضطهادهم، وعدم احترام إرادتهم، هي ظاهرة مألوفة في مجتمعاتنا الآن، ولا تثير الرّفض والاستنكار إلاّ بحدود لا تتناسب وتلك الظاهرة.
وتحت وطأة تلك الظاهرة، كان ما أصاب المرأة أشدّ فداحة ممّا يلاقيه الرّجل، فقد ورثت مجتمعاتنا مخلّفات من عادات وتقاليد ومفاهيم متخلِّفة تعاملت من خلالها مع المرأة بالاستهانة بشخصيّتها وقدراتها وكفاءاتها الإنسانية، بل وتعامل معها الرّجل في بيئات كثيرة على أنّها مخلوق دون مستوى إنسانيّة الرّجل، فنشأت مفاهيم عزل المرأة عن الحياة الاجتماعية المتطوِّرة في حقب التخلّف وغياب الوعي والفهم الإسلامي في أوساط المسلمين وكنتيجة طبيعية للوضع الفكري والسياسي والاجتماعي العام. غير أنّ ما يثير الاستغراب هو نسبة تلك المفاهيم، وما تعانيه المرأة من حرمان، وعزل اجتماعي، إلى الإسلام من قِبَل بعض الكتّاب ودعاة الفكر المادي.
وتحت وطأة ظروف الجهل والتخلّف خضع المسلمون للغزو الفكري المادي بمدرستيه الجاهليّتين الشرقية والغربية، فكان في طليعة ما حمل هذا الغزو هو محاربة الفكر الإسلامي، والتركيز على أوضاع المرأة في العالم الإسلامي، فانصبّ اهتمام المؤسّسات الاعلامية والثقافية غير الإسلامية، والأحزاب العلمانية، ودعاة الماديّة والإباحية على سحب المرأة من تلك الظروف والأوضاع التي تعيشها في مجتمع متخلِّف إلى دائرة الإباحيّة، وإسقاط المرأة، والمتاجرة بقضيّتها سياسياً وحضارياً، بعد أن تشخّص لديهم أنّ إفساد المرأة عن طريق الإباحة الجنسيّة، تحت شعار: (حريّة المرأة) و(حقوق المرأة) هو الطريق لإفساد الجيل من الذكور والإناث؛ ذلك لانّ المرأة هي مصدر الأغراء والإثارة الجنسية، كما أنّ إشاعة الإباحة الجنسية، والتي اخترعوا لها مصطلح (الحقوق الجنسية)، هي من أخطر وسائل هدم الاُسرة، وتشريد الأبناء، وتدمير العلاقات الإنسانية المتينة بين الرّجل والمرأة.
وهكذا يواجه مشروع إعداد وتربية المرأة ثلاثة اتجاهات هي:
1 ـ الاتجاه الذي أفرزته ظروف التخلّف والوعي الحضاري غير السليم، وهو الاتجاه القائم على أساس الاستهانة بشخصيّة المرأة، وكبت إرادتها، وتغييب دورها الاجتماعي والإنساني إلى جنب الرّجل. وهو الاتجاه المتوارث من التقاليد والأعراف الناشئة عن الجهل بالإسلام وظروف التسلّط، واستعلاء الرّجل، والتخلّف الفكري.
2 ـ الاتجاه المادي: الذي تنادي به الحضارة المادية الغربية، وهو الاتجاه المنادي بالإباحة الجنسية الذي يقود الى تدمير العلاقات الأسرية، وتسليط الاضطهاد والظلم على المرأة بأسلوب وطريقة أخرى، تحت شعار (حقوق المرأة) و(الحقوق الجنسية)... الخ ، والذي جعل المرأة ضحيّة الاستمتاع والاغتصاب الجنسي والأمراض الجنسية.
3 ـ الاتجاه الإسلامي: وهو الاتجاه الذي آمن بوحدة النوع الإنساني، ونظَّم العلاقة بين الرّجل والمرأة على أساس الاحترام والتعاون في بناء المجتمع، وتنظيم العلاقات الجنسية لا على أساس إباحة جسد المرأة، والاستمتاع به، وهدم أسس الروابط الأسريّة، كما يحدث الآن في أوربا وأمريكا وروسيا والصين واليابان، وغيرها من بلدان العالم المتأثِّرة بتيّار الحضارة الماديّة، بل على أساس احترام انسانيّة المرأة، ومنحها حقّها كإنسان له خصائصه وحقوقه، ومقوّمات شخصيّته.
التعلیقات