كيف ينشأ الغضب ؟
موقع وارث
منذ 7 سنواتفيما يتعلق بمنشأ غضب الطفل وما هي الدوافع الكامنة وراءه، هناك نقاط عديدة
نشير الى قسم منها..
يشعر الطفل أحياناً بأنه بات عرضة للتمييز والظلم والإجحاف؛ فحينما يتعارك هو واخوه الصغير مثلاً يقف والداه الى جانب اخيه الصغير في حين ان الحق معه وان اخاه قد ظلمه بالرغم من كونه صغيراً.
يكون الغضب تارة بسبب عدم الارتياح للوضع القائم ونفوره مما آل إليه أمره، وتارة أخرى يفتعل الغضب حتى يعرف مدى نفوذه وسيطرته على الآخرين، وثالثة ينفجر من الغضب بسبب قلة تحمله وعجزه عن إنجاز وتحقيق مطاليبه، وقد يكون نتيجة الإصابة بمرض ما فيشعر بنوع من النقص أو الحرمان كما ان الطفل يغضب أحياناً لشعوره بأنه قد تم التعدي على حقوقه، وهناك عوامل أخرى تسبب في غضب الطفل.
ـ الغضب وبداياته :
المعروف ان الغضب موجود في كل مراحل العمر حتى في الطفل ذي الشهور الاربعة إذ يترجم احتجاجه على طريقة رعاية الأم أو الممرضة له بالغضب والعناد حتى يصعب تهدئته، وقد تصل لجاجة هؤلاء الأطفال الى الحد الذي ينقطع نفسهم معها بسبب صراخهم وزعيقهم.
على ان الغضب يتضاعف بشكل ملحوظ في مرحلتين الأولى بين الثانية والثالثة حيث يكون الطفل حساساً اتجاه بيئته ويرد ان يجد حريته ويرسخ مكانته داخل العائلة، والأخرى في مرحلة البلوغ إذ تبرز الى السطح مسألة استقلاليته، اما على صعيد العموم فالطفل يغضب بسبب ضعفه في كافة المجالات والحاكمية المطلقة للوالدين والمربين.
ـ أضرار الغضب :
يعد حس الاعتداء على الآخرين والتمرد، وهو من الصفات الرئيسة للمجرمين، من إفرازات غضب مرحلة الطفولة التي لم يسع الوالدان والمربون لإزالته من الطفل ومعاملة الحالة بصورة إيجابية، ولذا لا تقتصر اضرار الغضب على المصالح الفردية بل وحتى على المصالح الاجتماعية.
إن الغضب يجعل حياة الفرد والمجتمع مليئة بالصخب والغوغائية، حيث يسوق الفرد الى ان يفقد السيطرة على نفسه فتهبط بذلك احتمالات السيطرة على سلوكه وتصرفاته الى الحد الادنى.. إن الغضب لا يؤمن مصالح الحياة للفرد بل يضمر فيه الحقد والتعدي والضرب والتهشيم والتخريب.
وربما يتسبب الغضب في هلاك الشخص نفسه حيث يضر بنفسه ويضربها أو يصاب بضيق النفس وجلطة قلبية ومن ثم..
ـ الغضب خصلة ضرورية :
في الوقت الذي يتسبب فيه الغضب بأضرار كبيرة، فإن وجوده في الشخص أمر طبيعي وضرورة لا بد منها؛ فيه يمكن التغلب على كثير من العقبات والاستعداد تماماً لمواجهة مشاكل ومصاعب الحياة. من الخطأ قمع الغضب والقضاء عليه بل الصحيح يجب السيطرة عليه
ومعرفة كيفية الاستفادة منه ومتى يكون.
إن الشعور بالغضب أمر ضروري بالنسبة للطفل وطبيعي في الوقت نفسه؛ فلا ينبغي لومه لأنه يغضب ولو انعدم منه الغضب فقد قدرته الدفاعية وحينها سيكون شخصاً ذليلاً سيء الحظ سريع الاستسلام للمشاكل. ليس صحيحاً أن يجري الإصرار على أن لا ينفعل الطفل ولا يصير عصبياً ابداً لأن هذا القرار نفسه يثير الغضب.
الغضب غريزة مكنونة ولا يمكن تجنبها ولا ريب في ضرورتها شريطة أن تكون بالمقدار العادي الذي يستطيع الغاضب السيطرة على نفسه فلا يتسبب بالضرر لا لنفسه ولا لمن حوله.
ـ موقف المربي :
ليس الغضب لدى الطفل مما يثير القلق لأنه أولاً يمكن إصلاحه وثانياً ليس هناك ما يدل على استمراريته في المستقبل فوضع الطفل وحاله يتغير كثيراً من مرحلة الى أخرى.
في الجهة المقابلة لا ينبغي مقابلة غضب الطفل بموقف متزمت وغاضب، كما لا يمكن ممارسة اسلوب الترهيب والترغيب من أجل ضمان انصياعه وذلك لسببين الأول ان احتمال نجاحه ضئيل والثاني تحطم شخصية الطفل في حال نجاح الاسلوب وبالتالي يعيش التخبط والضياع.
تثار اعصاب الطفل ويزداد عناده إذا ما استهزئ بشخصيته وقل الاهتمام بتصرفاته وسلوكه والقيام بما يدل على تصغيره والتقليل من شأنه.. إن الطفل يحاول ومن أجل الحفاظ على كيانه واعتباره، كما هو شأن الكبار، الإفصاح عن رغباته مسلطاً الضوء على الأشياء بما يتناغم مع مصالحه مصراً على مواقفه رافضاً الاستسلام ساحقاً كل محاولة تروم سحقه.
وفي كثير من الحالات يظهر الطفل مغضباً لأنه يريد التمتع بحريته ولذا وجب مراعاة استقلاليته، وإن نحن سلبنا ـ جهلاً ـ حريته أو وضعنا عقبة امامها لم نصر فقط في إصلاحه وتأهيله وإنما ربيناه ليكون شخصاً ضعيفاً وذليلاً.
التعلیقات