تربية الأطفال
موقع المكتبه الشيعية
منذ 10 سنواتمن جملة وظائف ومسؤوليات الوالدين المهمة تربية الأطفال.
وقد أعطى
الإسلام هذه الوظيفة أهميةً عظمى، وطرح برامج تربوية اجتماعية.
وذكر أن أكثر من ألف رواية جاءتنا تواتراً عن النبي (ص) والأئمة المعصومين (ع) في تربية الطفل، وقد ذكر لنا كتاب "وسائل الشيعة" 500 رواية منها.
فقد وردت قوانين تتصدى لمراحل التربية قبل وبعد الولادة وتجعل عوامل تربية الطفل في شروط الزواج.
وعلينا ان نلتفت إلى "قانون الوراثة" الذي يؤكد أن شخصية الوالدين لها كل الأثر في تكوين شخصية الطفل.
معيار انتخاب الزوجة
بيّن الإسلام العزيز معيار انتخاب الزوجة وخصائص الزوج الكفؤ.
فقال الرسول الأعظم (ص): "إياكم وخضراء الدمن.
قيل: يا رسول الله وما خضراء الدمن؟
قال: "المرأة الحسناء في منبت السوء"(1).
ومن منظار إسلامي، أسرة وضيعة لا يتحكم فيها الدين، ولا تتحكم فيها الآداب والأخلاق، لقد جاء في الخبر:
"إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوجوه"(2).
لقد شخص الحديث الشريف معيارين أصليين للزواج السليم هما "الدين" و"حسن الخلق" سواءً كانت المرأة أو الرجل.
وإذا انتخب الرجل امرأة ذات ثروة وجميلة ومن أسرة شريفة وذات أدب، فذلك أمر حسن، غير أن الشرط الأهم هو التدين والأخلاق الحسنة.
سبب الفشل في الحياة الزوجية
نقرأ في الروايات أن من تزوج امرأة ذات مال وجمال غير مهتم بدينها وأخلاقها لم يفلح في زواجه هذا.
ولقد أثبتت التجارب أيضاً أن الجمال قد يحرف المرأة الجميلة إذا لم يحكم دين سليم وخلق كريم.
الحكمة من معيار الزواج
أكد الإسلام ضرورة "التدين" و"حسن الخلق" بسبب قانون الوراثة، وأكدها علماء النفس أيضاً، لأن الجينات الموجودة في الإنسان هي عوامل انتقال الصفات الظاهرة والباطنة من الأبوين إلى الأبناء.
وبناءً على هذا، فإن الأوضاع الفكرية والنفسية للأم تترك أثراً فعالاً على الجنين، لأنها تؤثر في البدن وجهاز الهضم بشكل خاص؛ وهذه التأثيرات تنتقل من الأم إلى الجنين عن طريق الغذاء لتشكيل الحالات النفسية وتبلور الشكل القادم لشخصية الطفل.
تأثير المحيط على شخصية الطفل
يعتقد علماء النفس أن "عوامل المحيط" تساهم أيضاً في النمو المادي والروحي للجنين، وقد حصل هذا لبعض الأجلاء الذين كانت امهاتهم يذكُرْنَ الله كثيراً في حملهن، وكن لا يرضعنهم بغير ذكر الله ولا من غير وضوء.
ويدخل الزمان والمكان وشروط انعقاد النطفة أيضاً ضمن كيفية الأوضاع البدنية والنفسية للطفل لتترك أثرها الشديد عليه.
وقد وردتنا روايات كثيرة عن أئمة الدين (ع) في هذا الشأن.
قال الإمام الصادق (ع): "تزوجوا في الحجر الصالح فإن العرق دساس مكارم". يستفاد من هذه الرواية بأن "العرق" هو كناية عن "الجين"، أنّ ويعمل بدقة وقوة في انتقال ظريف للصفات التي يحملها الأبوان إلى الأبناء.
وفي رواية أخرى: "الولد على سر أبيه".
وبناءً على هذا، نفهم أن "الجينات" هي التي تنقل صفات الوالدين إلى الأبناء.
وعند مطالعتنا لتاريخ الطوائف أو القبائل نجد بعضهم متكبراً ذاتياً والبعض الآخر حسوداً أو بخيلاً الخ...
وهذه الصفات غير المحمودة تصل عن طريق "الجينات" وراثة نسلاً عن نسل بشكل يمكن تشخيص صفات تلك الأقوام من خلال النسل الحاضر.
عدم الأبهة في الزواج
من المسائل المهمة الأخرى التي تشجع على الزواج وزيادة النسل وأوصى بها الإسلام كثيراً هي "عدم الأبهة" في الزواج.
إن الإسلام بشكل عام يخالف الأبهة أساساً، لأنها سد مانع لتقدم الإنسان، وعلى الخصوص في مسائل الزواج. "فالمهر الكثير" و"الجهاز المفصل" و"تشدد الطرفين" و"التحجج غير المعقول" كلها عوامل تساعد في عدم تسريع أمر الزواج والذي هو مرفوض بنظر الإسلام المقدس.
ناهيك عما تسببه "الأبهة" من فقدان روح المحبة والألفة بين الرجل والمرأة، وحينما لا تنعقد روح المحبة والألفة بين الزوجين سيصبح المحيط الأسري جافاً وبارداً يفتقد النشاط والفعالية. وسيكون أبناء أسرة كهذه فاقدين للمحبة والألفة والفعالية، ويعيشون عالة على المجتمع وأعضاء غير مفيدين.
(1) وسائل الشيعة: ج14، ص19.
(2) وسائل الشيعة: ج14، ص51.
التعلیقات