تربية الفتيات..المحاذير كثيرة
تربية طفلك
منذ 15 سنةتصل الفتاة إلى المرحلة الثانوية، وقد طرأ على جسدها تغيرات توحي بنضجها واكتمال نموها، وطرأ على تفكيرها استفسارات .ولم يعد همها محصورا في الدراسة فقط، إلا أن حواجز كثيرة تمنعها من البوح بأحلامها ومشاريع حياتها المستقبلية، فهي لا تجرؤ على الحديث مع أمها بكل طلاقة ودون قيود، وحتى إن تقدم لها شاب خاطباً وهي في مثل هذه السن فإن الأم والأب يتخذان القرار إما رداً بالتي هي أحسن وإما بالموافقة، وتكون الفتاة صاحبة الشأن آخر من يعلم بهذا الموضوع، وربما تسرب إليها الخبر من خارج حدود المنزل. حينها تشعر الفتاة بكتل رملية تتكرس في طريقها تصعب عليها مواجهة أمها، لماذا؟ لأن الأم هي السبب في تكدس هذه الكتل، فلا تقوى الفتاة على إزالتها من طريقها وإن تجرأت وحاولت مسح الطريـق لتصـل إلى قلـب أمهـا، فإنها ستتهم بالتجرد من الحياء والخلق. أجزم أن الفتاة تستطيع أن تختلس من أوقاتها الشيء اليسير تجلس فيها إلى والدتها ترسم معها ملامح الطريق الذي ترغب السير عليه ليوصلها إلى السعادة، تفاتحها بما يسكن قلبها، تستشيرها في أمورها الحياتية، تسألها عن المقاييس التي يحدد بها الزوج الصالح،. لكن هل تتفهم الأم هذه الأمور وهل تسمح بإثارة المشاعر التي ستضعها ابنتها بين يديها، بعقلانية وسعة صدر أم أنها ستوصم ابنتها بصفات سيئة، وستصرخ في وجهها وتنهرها ثم تختم بقولها ?أكملي دراستك والزواج لاحقة عليه ? ليست المشكلة في ضياع البنت بين الدروس والتحضير، المشكلة في الأم الضائعة بين الزيارات الخارجية ومحادثة الجارات والصويحبات. فإذا صدقت الأم عزيمتها فبإمكانها الاجتماع ببناتها بحديث صادق صريح في يومي الخميس والجمعة مثلاً، لكن العزائم خائرة، فحتى بعد خطوبة الفتاة واستعدادها للزواج يصبح شغل الأم الشاغل كيف تكون حفلة ابنتها وتفكر في كل صغيرة وكبيرة بداية من تأثيث المنزل وديكوره إلى ملابس الفتاة وعطوراتها...إلخ. أما أن تنزوي بابنتها جانباً، تصب في قلبها عصارة تجاربها وخلاصة حياتها في الحياة، فلا أظن أن كثيراً من الأمهات - خصوصاً في عصرنا- تولي هذا الموضوع شيئاً من اهتمامها بل إنها تلقي بابنتها في موج التيار جزافاً ثم تقول لها إياك أن تفشلي.
التعلیقات